أحمد عمرو.. طفل فقد بصره بسبب حصان فأنار الله بصيرته وختم القرآن الكريم

لم يكن أحد يتوقع أن تتحول لحظة مأساوية في حياة طفل صغير إلى بداية قصة إلهام.
أحمد عمرو، ابن الثانية عشرة من عمره، تعرض لـ «رفصة حصان» أفقدته بصره وهو في سنواته الأولى، تلك الحادثة التي تركت ألمًا كبيرًا في قلوب أسرته، لكن أحمد نفسه لم يسمح لها بأن تكون نهاية أحلامه.
نور جديد.. من البصر إلى البصيرة
رغم فقدان النور الخارجي، أضاء الله قلب أحمد ببصيرة أعظم، وهي حب كتابه الكريم.
وجد الطفل في القرآن ملاذًا وأملًا ورسالة حياة، وقرر أن يبدأ رحلة الحفظ متحديًا كل الصعاب، حتى أصبح اسمه اليوم يضيء كقدوة لكل من فقد شيئًا في حياته.
الشيخ مصطفى.. رفيق الدرب وصانع الحلم
في تلك الرحلة، كان بجوار أحمد الشيخ مصطفى سعيد حسانين، باحث الدكتوراه، ومقرئ القراءات العشر الصغرى، وعضو هيئة التدريس بمركز يتلونه للدراسات القرآنية.
الشيخ مصطفى يتحدث عن تلميذه قائلاً: "أحمد كان مختلفًا من البداية، عنده استجابة جيدة، يحفظ بسرعة وملتزم بأيام الحفظ".
ولأن أحمد لا يرى المصحف، اعتمد الشيخ على أسلوب "الأونلاين" بالسماع فقط، فكان يلقنه الآيات بصوته، فيرددها أحمد حتى يثبتها في صدره، ليصل في النهاية إلى ختم القرآن كاملًا.
أم صابرة وطفل ملهم
لم تكن المهمة سهلة، فأحمد كان يخصص ساعات يومية للاستماع والترديد.
والدته كانت تشرف على مراجعته، وتعيد معه الآيات أكثر من مرة، حتى يتمكن من تثبيتها.
تقول الأم بفخر: "ابني قرر يحفظ القرآن، وربنا أنار قلبه، وأنا كنت أشوف فيه مثالًا للرضا والصبر".
رحلة أحمد اليومية مع الحفظ كانت مليئة بالاجتهاد، فهو لم يكتفِ بالحفظ، بل كان يراجع أجزاء كاملة يوميًا حتى يطمئن قلبه أن كلام الله محفوظ في صدره.
رسالة أمل تتجاوز حدود العمر
قصة أحمد عمرو ليست مجرد نجاح طفل في الحفظ، بل ملحمة إنسانية تعكس معنى الصبر والعزيمة والإرادة. من طفل فقد بصره، إلى حافظ لكتاب الله في الثانية عشرة من عمره.
أحمد اليوم نموذج يُثبت أن نور القلوب أقوى من نور العيون، وأن القرآن الكريم يفتح أبوابًا من الرحمة لا تغلق أبدًا.