هل يحصل الرئيس الأمريكي على جائزة نوبل للسلام في ظل حرب غزة وأوكرانيا؟

حذّر وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا، من أن الرئيس دونالد ترامب، يضر بفرصه للحصول على جائزة نوبل للسلام، التي يسعى إليها منذ سنوات، في ضوء استمرار النزاعات في أوكرانيا وغزة وأمريكا اللاتينية، حسب ما كشفته صحيفة «نيوزويك» الأمريكية.
كما تفاخرت إدارة ترامب بتحقيق إنجازات دبلوماسية استثنائية، إذ أعلن الرئيس الأمريكي أنه أنهى 7 حروب أبرزها النزاع بين إسرائيل وإيران، وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، في تصريحات نهاية يوليو الماضي، أن ترامب حقق متوسط اتفاقية سلام أو وقف إطلاق نار شهريًا، خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته الثانية، معلنة أن الوقت قد حان لمنح الرئيس ترامب جائزة نوبل للسلام.
وأعلن البيت الأبيض، أوائل أغسطس، أن ترامب نجح أخيرًا في تحقيق السلام بين أرمينيا وأذربيجان بعد توقيع البلدين على إعلان سلام واتفاقيات اقتصادية في واشنطن، رغم تحفظ الخبراء على اعتبار هذه النزاعات محسومة نهائيًا.
وحظى ترامب بدعم دولي واسع لترشحه للجائزة، إذ رشحه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب عضوين جمهوريين في الكونجرس الأمريكي، كما أعلنت الحكومة الباكستانية عزمها التوصية رسميًا بترامب لجائزة 2026، تقديرًا لتدخله الدبلوماسي الحاسم وقيادته المحورية، خلال الأزمة الأخيرة بين الهند وباكستان، إذ اتفق الجاران النوويان على وقف إطلاق نار بوساطة أمريكية، مايو، بعد اشتباكات عسكرية متصاعدة.
لكن هذا الدعم لم يكن شاملًا، إذ أعلن أوليكساندر ميريجكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني وعضو حزب زيلينسكي، سحب ترشيحه لترامب، يونيو، بعد فقدان أي نوع من الإيمان والاعتقاد بقدرة الجمهوري على تحقيق السلام في شرق أوروبا، متهمًا إياه بـ«التهرب والمراوغة» من فرض عقوبات على روسيا رغم تهديداته.
تواجه ادعاءات ترامب بكونه صانع سلام تحديات جدية على أرض الواقع، خاصة بعد فشله في الوفاء بوعده إنهاء الحرب في أوكرانيا، خلال 24 ساعة فقط، ورغم موافقة أوكرانيا على اقتراح أمريكي لوقف إطلاق النار، مارس، إلا أن البيت الأبيض أظهر ترددًا في إجبار موسكو على تلبية مطالبها، ما أبقى الصراع مستمرًا بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة من الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي الشرق الأوسط، انهارت اتفاقية وقف إطلاق النار الأولى بين إسرائيل وحماس، التي وُقعت يناير، بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ما دفع إسرائيل لاستئناف عملياتها الهجومية في غزة، وأكدت إسرائيل هذا الأسبوع، توسيع عملياتها البرية في مدينة غزة، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد أكثر من 65 ألف شخص، منذ أكتوبر 2023، بينما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى تضرر أو تدمير أكثر من 90% من المباني في القطاع.
زادت العمليات العسكرية الأمريكية الأخيرة من الشكوك حول التزام ترامب بمبادئ السلام، إذ كشف في بداية الشهر عن ضربات أمريكية استهدفت ما وصفهم بـ«إرهابيين المخدرات» التابعين لكارتل ترين دي أراجوا الفنزويلي في المياه الدولية جنوب الكاريبي، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً، وأعلن لاحقاً عن ضربة ثانية قتلت ثلاثة أشخاص، رغم نفي فنزويلا كون الضحايا من تجار المخدرات، مما أثار تساؤلات جدية حول قانونية هذه الضربات الصاروخية.
وضع بانيتا، الذي شغل أيضاً منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية بين 2009 و2011، معايير واضحة لتقييم صانعي السلام الحقيقيين، مؤكداً لـ«نيوزويك» أن «الاختبار الحقيقي لتحقيق السلام هو الالتزام بسيادة القانون في هذه المحاولة»، وأضاف أن صانع السلام الحقيقي يجب أن يكون "منضبطاً ومستعداً للتفاوض والوصول والتفاعل مع من يحاول التوصل معهم لحل سلمي"، محذراً من أن من يعتقد أن مجرد مصافحة أو تفجير الناس هو مفتاح تحقيق السلام، فلست متأكداً من إمكانية تسميته صانع سلام.
وتمنح جائزة نوبل للسلام سنوياً من قبل اللجنة النرويجية لنوبل تقديراً للمساهمات المتميزة في مجال الحد من التسلح ومفاوضات السلام والديمقراطية والحد من الأضرار البيئية، حيث يُعلن عن الفائز في أكتوبر ويتم منح الجائزة في ديسمبر.