صحيفة إسرائيلية تفجر مفاجأة بشأن موقف الرئيس الأمريكي من إعادة المحتجزين في غزة

أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، بتصريح موجز يفسر تنامي الإحباط تجاه إدارته بين عائلات المحتجزين الإسرائيليين، حيث إنه، خلال زيارته إلى المملكة المتحدة، تلقى سؤالًا صحفيًا عن سبب عدم استخدامه نفوذه لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إنهاء الحرب على غزة، ليجيب الرئيس الأمريكي بأنه يريد أن يرى حماس تطلق سراح المحتجزين الإسرائيليين للتدخل بشكل مؤثر في ذلك، وترى صحيفة «هآرتس» العبرية، في تحليل لها، أن ترامب محق تمامًا في ربطه بين المسألتين — إطلاق سراح المحتجزين وإنهاء الحرب — لكن إجابته تكشف عن سوء فهم مأساوي.
وذكرت الصحيفة أن السبيل الوحيد لإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين هو التوصل إلى اتفاق سريع لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن نتنياهو هو الوحيد الذي يرفض هذا الاتفاق، وما دام ترامب يرفض الضغط عليه، فلن يتخلى رئيس الحكومة الإسرائيلية عن نهجه، وسيبقى المحتجزون في غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما دخل ترامب البيت الأبيض، دفع خوف نتنياهو من الرئيس الجديد إلى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي رفضه لأشهر أثناء وجود جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، وتألف هذا الاتفاق من مرحلتي، تضمنت الأولى إطلاق سراح 33 محتجزًا مقابل انسحاب إسرائيلي جزئي من غزة، والإفراج عن حوالي 1000 أسير فلسطيني، وهو ما نُفِّذ بنجاح، مما سمح بوقف إطلاق النار لمدة شهرين في غزة.
وبمجرد انتهاء المرحلة الأولى، كان من المفترض أن تدخل المرحلة الثانية حيز التنفيذ، بما يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين مقابل انسحاب إسرائيلي واسع النطاق وإعلان رسمي نهائي عن نهاية الحرب، إلا أنه في منتصف مارس، أي قبل ستة أشهر بالضبط، قرر نتنياهو انتهاك الاتفاق، وتجديد الحرب على غزة، ومنذ ذلك الحين، لقى أكثر من 60 جنديًا إسرائيليًا حتفهم في غزة، ولم يتم الإفراج إلا عن محتجز واحد على قيد الحياة، وهو الإسرائيلي ذو الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر؛ وتوقفت المفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين تمامًا.
ومنح ترامب دعمًا كاملًا لنتنياهو، ولا يزال يفعل ذلك، كما اتضح من إجابته أمس الخميس، لكنه يتجاهل حقيقة أن حماس أعلنت مرارًا منذ مارس استعدادها للعودة إلى إطار وقف إطلاق النار السابق، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، وإنهاء الحرب، إلا أن نتنياهو رفض ذلك، وأصر على صيغ جديدة لاتفاقات وقف إطلاق نار محدودة رفضتها الحركة، كما ترى الصحيفة العبرية أن ما يمنع ترامب من ضمان إطلاق سراح جميع المحتجزين، وإنهاء الحرب في غزة، وكسب الثناء الدولي لإنهاء هذا الكابوس الدموي، هو احترامه لنتنياهو، فبدلًا من استخدام نفوذه الفريد على رئيس الوزراء الإسرائيلي، اختار الرئيس الأمريكي مرارًا وتكرارًا إعطاء الضوء الأخضر لخطط نتنياهو لإطالة أمد الحرب.
وقالت «هآرتس»: «إذا أراد ترامب من نتنياهو مواصلة خوض 'حرب أبدية' في غزة، ظنًا منه أن هذا يخدم المصالح الأمريكية بطريقة ما، فهذا قراره، لكن من الخطأ أن يستخدم المحتجزين ذريعة لهذه السياسة»، وخلصت الصحيفة إلى أن عائلات المحتجزين لا شيء في العالم تتمناه أكثر من أن يرغم ترامب نتنياهو على وقف الحرب وإنقاذ ذويهم، مؤكدة أنه إذا كان صادقًا فيما قاله في لندن، فهذا ما سيفعله الرئيس بمجرد عودته إلى واشنطن.
وهددت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بأنها لن تحرص على حياة المحتجزين الإسرائيليين، طالما قرر نتنياهو قتلهم، وقالت القسام في بيان لها، أمس الخميس، إن بدء العملية الإجرامية في مدينة غزة وتوسيعها يعني أن إسرائيل «لن تحصل على أي محتجز حي أو ميت».
وأضافت في بيانها: «غزة لن تكون لقمة سائغة لجيشكم، ونحن جاهزون لإرسال أرواح جنودكم لجهنم»، مؤكدة أن المحتجزين الإسرائيليين «موزعون داخل أحياء مدينة غزة»، محذرة من أن جرافات العدو ستكون أهدافًا لعناصرها وسببًا لزيادة أعداد المحتجزين لدينا"، وأن إسرائيل "تدخل في حرب استنزاف ستكلّفها أعدادًا إضافية من القتلى والمحتجزين.
تأتي هذه التهديدات بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيده العسكري في قطاع غزة، مركزًا هجماته المكثفة على مدينة غزة بهدف احتلالها بالكامل، في إطار خطة إسرائيلية واسعة تحت مسمّى "عربات جدعون 2"، أقرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بادعاء القضاء على آخر معاقل حركة حماس في المدينة.