الأهلي يجدد تعاقده مع «أديداس» حتى 2030 بقيمة 11 مليون دولار

أعلن النادي الأهلي، عبر شركة الأهلي لكرة القدم، عن خطوة جديدة تؤكد مكانته الاقتصادية والتسويقية في السوق الرياضي، وذلك بتمديد تعاقده مع شركة «أديداس» العالمية حتى نهاية موسم 2029/2030. العقد الجديد الذي يمتد لأربع سنوات، تصل قيمته – وفقًا لمصادر خاصة لـ«الأهرام بيزنيس» – إلى 11 مليون دولار، أي ما يعادل 550 مليون جنيه مصري تدخل خزينة القلعة الحمراء، هذه الصفقة تُعد واحدة من أكبر وأهم صفقات الرعاية الرياضية في تاريخ الكرة المصرية، وتفتح آفاقًا أوسع لتعزيز قوة الأهلي على المستويين المحلي والدولي.
قيمة اقتصادية واستراتيجية
يمثل هذا التعاقد امتدادًا للشراكة التاريخية بين الأهلي و«أديداس»، التي حرصت على الاستمرار في الارتباط بأكبر أندية إفريقيا من حيث البطولات والجماهيرية، بالنسبة للأهلي، فإن العقد الجديد ليس مجرد صفقة رعاية ملابس، بل خطوة استراتيجية ضمن خطة الشركة لزيادة مصادر الدخل المستدامة وتوظيف قوة العلامة التجارية للنادي في عقد شراكات كبرى مع علامات عالمية، أما من منظور اقتصادي، فإن ضخ 550 مليون جنيه خلال أربع سنوات يمنح الأهلي مرونة مالية أكبر لدعم مشروعاته الاستثمارية والرياضية، خصوصًا في ظل المنافسة المحتدمة على مستوى سوق الرعاية الرياضية.
مقارنة مع المنافسين
عند مقارنة هذه الصفقة بما تحققه الأندية المنافسة، نجد أن الأهلي يواصل التفوق من حيث القدرة على جذب عقود رعاية بمبالغ أكبر وأطول أمدًا. الزمالك مثلًا لا يزال يبحث عن استقرار مالي في ملف الرعاية، حيث بلغت إيراداته من عقود الرعاية نحو 145 مليون جنيه فقط في موسم 2023/2024، مقابل أرقام أكبر بكثير يحققها الأهلي. ووفق تصريحات رسمية، وصلت قيمة عقود رعاية الأهلي خلال أربع سنوات إلى 1.4 مليار جنيه، مقابل 280 مليونًا فقط للزمالك، هذا الفارق يعكس ليس فقط حجم القاعدة الجماهيرية للأهلي، بل أيضًا نجاحه الإداري في تحويل الشعبية إلى قيمة اقتصادية ملموسة.
أثر مباشر على قطاع الكرة
العقد الجديد سينعكس بشكل واضح على فريق الكرة الأول والقطاعات المختلفة داخل النادي. الموارد الإضافية ستتيح مرونة أكبر في التعاقد مع لاعبين جدد، تطوير قطاع الناشئين، وتحسين البنية التحتية الرياضية. كما أن استمرار التعاون مع علامة عالمية مثل «أديداس» يضمن للأهلي مظهرًا يليق ببطولاته وتاريخه، ويعزز من صورته أمام جماهيره في إفريقيا والعالم العربي، خصوصًا مع تزايد الاهتمام الإعلامي بعلامة الأهلي كأيقونة كروية تتجاوز الحدود المحلية.
بُعد عالمي للنادي الأهلي
إدارة الأهلي تسعى منذ سنوات لتعزيز وجودها العالمي، سواء عبر المشاركة في بطولات كبرى مثل كأس العالم للأندية، أو عبر بناء شراكات مع علامات تجارية عالمية، عقد «أديداس» يأتي في هذا الإطار، ليُرسخ صورة الأهلي كنادٍ قادر على المنافسة رياضيًا واقتصاديًا في نفس الوقت، ويضعه في مصاف الأندية الكبرى التي تستغل قوتها التسويقية بشكل فعال. استمرار التعاون حتى 2030 يعني أن الأهلي سيظل جزءًا من خريطة «أديداس» العالمية، وهو ما ينعكس على الترويج لاسم النادي في أسواق جديدة مثل أوروبا وآسيا.
شبكة رعاية متكاملة
إلى جانب عقد «أديداس»، يمتلك الأهلي شبكة قوية من الرعاة الاستراتيجيين، حيث تتجاوز قيمة عقود الرعاية والإعلانات 3 مليارات جنيه خلال السنوات الأخيرة، عبر اتفاقيات مع شركات كبرى في قطاعات الاتصالات، البنوك، الأغذية، والتطوير العقاري. هذا التنوع في الرعايات يمنح الأهلي ميزة تنافسية على الصعيد المحلي، ويؤكد أنه يسير وفق رؤية اقتصادية متكاملة تجمع بين الرعاية الرياضية، الاستثمار التجاري، والتوسع في الأسواق الإقليمية.
وفي النهاية، يمكن القول إن تجديد الشراكة مع «أديداس» حتى 2030 بقيمة 11 مليون دولار يمثل ضربة اقتصادية جديدة للأهلي في سوق الرياضة، ورسالة واضحة بأن القلعة الحمراء ليست مجرد نادٍ رياضي، بل كيان اقتصادي متكامل يعرف جيدًا كيف يوظف شعبيته وتاريخه لتحقيق مكاسب تسويقية ومالية تضعه في مكانة الريادة داخل مصر وإفريقيا.