نائب رئيس حزب المؤتمر: بيان الخارجية المصرية صفعة دبلوماسية قوية لإثيوبيا

أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن خطاب وزارة الخارجية المصرية إلى مجلس الأمن بشأن إعلان إثيوبيا الانتهاء من تشغيل سد النهضة بصورة أحادية ومخالفة للقانون الدولي، يمثل صفعة دبلوماسية قوية لإثيوبيا أمام العالم، وخطوة استراتيجية تكشف عن تصعيد مصري مدروس لحماية الحقوق المائية التاريخية.
وأوضح فرحات أن الخطاب لم يكن مجرد بيان إدانة، بل جاء كوثيقة سياسية وقانونية متكاملة، ترسم خطوطًا حمراء جديدة وتؤكد ثوابت الموقف المصري الراسخ، مشددًا على أن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام السياسات العدائية والممارسات الأحادية المتهورة التي تنتهجها أديس أبابا.
إثيوبيا خطر داهم على الأمن والسلم الدوليين
وأضاف فرحات أن إثيوبيا، بتصرفاتها الأحادية، لم تعد مجرد طرف متعنت في المفاوضات، بل باتت خطرًا داهمًا يهدد الأمن والسلم الدوليين، من خلال تعاملها مع نهر النيل وكأنه ملكية خاصة، متجاهلة حقوق دول المصب، ومتحدية القوانين الدولية، وعلى رأسها مبدأ "عدم الإضرار" ومبدأ "التشاور المسبق". ووصف هذا التعنت بأنه استفزاز مباشر لمصر ومحاولة مكشوفة لفرض واقع جديد بالقوة، وهو ما لن تسمح به القاهرة تحت أي ظرف.
تحرك استراتيجي ورسائل صارمة
وأشار نائب رئيس المؤتمر إلى أن لجوء مصر لمجلس الأمن ليس خطوة شكلية، بل تحرك استراتيجي هدفه فضح السياسات الإثيوبية وكشف خطورتها، محذرًا من أن استمرار هذا النهج الأحادي لن يهدد فقط حقوق مصر والسودان، بل سيدفع المنطقة نحو فوضى وصدام إقليمي لا تُحمد عقباه.
وشدد فرحات على أن إعلان مصر احتفاظها بحقها في اتخاذ التدابير التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة، رسالة واضحة لأديس أبابا بأن الصبر المصري له حدود، وأن خيارات القاهرة مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما في ذلك الإجراءات الحاسمة لحماية أمنها القومي وشريان حياتها المائي.
مصر لن تفرط في وجودها
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر ما زالت تتمسك بالحل العادل، لكنها في الوقت ذاته لن تتردد في استخدام كل أدواتها إذا فُرضت عليها مواجهة غير مرغوبة. وأضاف: "إذا كانت إثيوبيا تراهن على المماطلة وفرض الأمر الواقع، فإنها تتحمل وحدها مسؤولية إدخال المنطقة في دوامة صراع، لأن مصر لن تفرط في وجودها ولن تقبل المساس بحقها الأزلي في النيل".