الأمن الأمريكي في مواجهة حرجة مع مسؤولين أرجنتينيين.. خطأ وراء القصة

فاجأت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية «DHS»، الأرجنتين، الأسبوع الماضي، بإيقاف اتفاقية الإعفاء من التأشيرة بين البلدين بشكل غير متوقع، في الوقت الذي كان فيه مسؤولون من بوينس آيرس في طريقهم بالفعل إلى واشنطن لتوقيع الاتفاقية، ونقل «أكسيوس» عن مصدرين إن الرفض الدبلوماسي جاء نتيجة لعدم التواصل والتنظيم من قبل وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، التي وقّعت، يوليو الماضي، بيان نوايا مع مسؤولين أرجنتينيين بشأن اتفاقية الإعفاء من التأشيرة. لكن، لم تُطلع نويم وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو على هذا القرار الدولي المهم. ما دفع روبيو ورئيسة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، لكتابة مذكرة تذكّر جميع المسؤولين بأنهم بحاجة إلى موافقة مسبقة لتنفيذ مثل هذه الاتفاقيات. توقيع مفقود في عهد رئيسها الجديد خافيير ميلي، تحسّنت العلاقات بين الولايات المتحدة والأرجنتين.
وفي بيان صحفي، أشادت نويم بجهود الرئيس الأرجنتيني، وتعهدت فيه بالسعي لإعادة قبول مواطني بلاده في برنامج الإعفاء من التأشيرة، الذي يسمح للأجانب بزيارة الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا دون تأشيرة، وكجزء من الاتفاق، وافقت الأرجنتين على التوقف عن استخدام أنظمة الكمبيوتر والبرمجيات المصنعة بالصين في الأمور المتعلقة بالجمارك لصالح الأمريكيين، وفق ما نقل التقرير عن أحد مصادره، لكن وزارة الخارجية بقيادة روبيو أبدت مخاوفها بشأن فضيحة فساد تلاحق إدارة ميلي، وأرادت إجراء المزيد من المناقشات مع الأرجنتين حول هذا الأمر قبل التوصل إلى اتفاق بشأن التأشيرة.
يقول «أكسيوس» في تحليله: «يبدو أن أحدًا من الحكومة الأمريكية لم ينقل هذه المخاوف إلى الأرجنتين قبل أن يغادر الوفد من بوينس آيرس لحضور ما بدا أنه حفل لتوقيع اتفاقية الإعفاء النهائي من التأشيرة»، كما سبق وأرسلت الأرجنتين مسؤولًا رفيع المستوى خوان بازو رئيس وكالة الضرائب والجمارك الأرجنتينية «أركا»، لحضور حفل التوقيع في واشنطن، لكن بعد يومين، عاد الوفد الأرجنتيني إلى بلاده دون الحصول على تأشيرة. فعندما وصل بازو وآخرون إلى ميامي في طريقهم إلى العاصمة الأمريكية، أبلغت وزارة الأمن الداخلي الوفد بعدم مواصلة رحلتهم لأن الاتفاقية ينقصها توقيع، وفقًا للمصدر.
كما أُبلغ المسؤولون الأرجنتينيون بمخاوف الولايات المتحدة بشأن قضية الفساد، ونقل التقرير عن مسؤول كبير في إدارة ترامب: «دعونا نقول فقط إن هذا لم يكن سلوكًا جيدًا من جانبنا. إنه أمر محرج». كما نقل عن مسؤول كبير بوزارة الأمن الداخلي، في بيان مكتوب استخدم الأحرف الأولى من اسم برنامج الإعفاء من التأشيرة: «لا توجد أي وثيقة جديدة أو إضافية متعلقة ببرنامج الإعفاء من التأشيرة تنتظر التوقيع مع الأرجنتين».