ندوة ”الوعي والمواطنة الفعالة” بمجمع إعلام القليوبية لرسم ملامح الجمهورية الجديدة

نفذ اليوم مجمع إعلام القليوبية ندوة تثقيفية موسعة، تحت عنوان (الوعي والمواطنة الفعالة .. خارطة طريق نحو الجمهورية الجديدة)، بمكتبة مصر العامة تحت رعاية معالي محافظ القليوبية بالتعاون مع وحدة السكان بمحافظة القليوبية و مديرية الأوقاف و التربية والتعليم و الشباب والرياضة والطرق والنقل والري والطب البيطري والزراعة، وذلك في إطار محاور استراتيجية قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات واهتمامه بتعزيز قيم المواطنة وتنمية الوعي المجتمعي لدى الشباب بأهمية مشاركتهم الفاعلة في الحياة العامة والإنخراط الإيجابي في الشأن العام، بما يعزز من قدراتهم على الإسهام في دعم الاستقرار والتنمية الوطنية، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي- رئيس قطاع الإعلام الداخلي.
و شارك في الندوة كل من:- د. أحمد إبراهيم الشريف - رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة للعلوم الإدارية و التنمية، و فضيلة الشيخ عبد الحميد الصافوري - أحد علماء مديرية الأوقاف بالقليوبية، د. ولاء صلاح الدين - مدير التواصل المجتمعى بمكتب محافظ القليوبية، و إيهاب نور - مدير الإتصال السياسي ووحدة السكان بمحافظة القليوبية، و د. محمود عرابي - دكتوراة في علم الإجتماع ومدير العلاقات العامة بمكتبة مصر العامة.
في البداية أكدت ريم حسين عبد الخالق - مدير مجمع إعلام القليوبية، في كلمتها، أن تنمية الوعي لدى الأفراد وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة، يسهمان في خلق مجتمع متماسك، يسوده الإحترام المتبادل والتعاون من أجل الصالح العام.
كما أشارت إلى أن مشروع الجمهورية الجديدة الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس مجرد تغيير في البنية التحتية أو تطوير في الخدمات، بل هو تغيير جذري في عقل المواطن المصري وسلوكه، لبناء دولة قائمة على الكفاءة، والاستحقاق، والمواطنة الحقيقية.
فالوعي والمواطنة الفعالة ليسا شعارات ترفع في المناسبات، بل هما مساران متلازمان لصناعة مستقبل أفضل، ومع كل مواطن يدرك دوره، وكل شاب يشارك بجدية، وكل مؤسسة تعمل بضمير، نقترب أكثر من ملامح الجمهورية الجديدة: جمهورية العلم والعدل والتنمية.
ثم تحدث إيهاب نور، مؤكداً أن مصر قد دخلت عهدًا جديدًا من العمل والإنجاز، عهد الجمهورية الجديدة، التي تقوم على مبادئ العدالة والمساواة، وتولي اهتمامًا بالغًا بتنمية الوعي وتعزيز روح الانتماء لدى أبنائها.
ومن هنا، يأتي دورنا في بناء الإنسان المصري، باعتباره حجر الأساس القادر على التمييز بين الحق والباطل، بين الإشاعة والحقيقة، بين الهدم والبناء.
وأضاف أن الجمهورية الجديدة التي نحلم بها جميعًا، لن تُبنى إلا بسواعد أبناء مصر المخلصين، ولن تكون هناك جمهورية جديدة بدون وعي وطني راسخ، وبدون مواطن يعرف دوره في تحقيق التنمية المستدامة، ويساهم بإيجابية في بناء وطنه.
ثم جاءت كلمة، د. محمود عرابي، مؤكداً أن الجمهورية الجديدة التي ننشدها جميعًا، هي بناء للعقل وتشكيل للوعي وتعزيز لقيم المواطنة التي تقوم على الحقوق والواجبات، و الانتماء والولاء و الحرية والمسؤولية.
و هذه الندوة اليوم تمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه، وهي دعوة صادقة لمزيد من الفهم والتفاعل مع متغيرات الحاضر وتحديات المستقبل.
وفي سياق متصل جاءت كلمة د. ولاء صلاح مؤكدة أننا نتحدث عن ركيزتين أساسيتين لبناء مجتمع قوي و متماسك: العمل التطوعي، والوعي.
فالعمل التطوعي هو ممارسة حقيقية للمواطنة، وتجسيد لمعنى الانتماء لهذا الوطن.
حين يُقدِم الإنسان على العطاء دون مقابل، فهو لا يغيّر فقط واقع الآخرين، بل يغيّر نفسه أيضًا.
فنحن نرى في المتطوعين طاقات إيجابية، ونماذج ملهمة، ونواة حقيقية لبناء مجتمع متكافل ومتعاون.
أما الوعي، فيعني أن نفهم قضايا وطننا، وأن نُميز بين الحقيقة والتضليل، وأن نكون شركاء حقيقيين في اتخاذ القرار ورسم المستقبل.
كما أكدت على أن العمل التطوعي لا ينجح بدون وعي، والوعي لا يكتمل إلا حين يُترجم إلى أفعال ومبادرات تخدم الناس وتُسهم في بناء الوطن.
ثم جاءت كلمة د / أحمد الشريف مشيرًا إلى أن الوعي الوطني يمثل الدرع الأول لحماية الدولة والمجتمع من التحديات المتعددة، سواء كانت فكرية أو إعلامية أو مجتمعية، فالمواطن الواعي هو القادر على التمييز بين الحقيقة والشائعة، والمشاركة الفعالة في عملية التنمية، كما أنه يسهم في خلق بيئة مستقرة، قائمة على الفهم العميق لقضايا الوطن.
ففي ظل التحولات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية التي يشهدها العالم، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة تعريف علاقة المواطن بوطنه على أسس جديدة، قوامها الوعي الحقيقي وليس الوعي الزائف والمواطنة الفعالة. فالجمهورية الجديدة لا تُبنى فقط بالقوانين والمؤسسات، بل تُؤسس أولاً على إنسان مدرك لدوره، واعٍ بحقوقه وواجباته، مساهم في صناعة مستقبل وطنه.
فلنعمل جميعًا – مؤسسات، وأفرادًا، ومجتمعًا مدنيًا – على رسم خارطة طريق نحو الجمهورية الجديدة، من خلال الاستثمار في الإنسان، لأنه أساس النهضة، وأمل الغد.
وفي سياق متصل، أوضح فضيلة الشيخ عبد الحميد الصافوري، أن الوعي الديني الصحيح هو حجر الزاوية في بناء الإنسان، والمواطنة الحقيقية تبدأ من فهم الدين فهماً وسطياً معتدلاً يدعو إلى التعايش والعمل والبناء.
فنحن نؤمن بدورنا التنويري، ونسعى من خلال المساجد والمنابر والندوات إلى ترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء للوطن، ومحاربة الفكر المتطرف، ودعم جهود الدولة في بناء الجمهورية الجديدة التي تقوم على القيم والأخلاق والعلم.
وإننا نؤكد دائماً أن المواطنة لا تتعارض مع الدين، بل هي جزء منه، وأن حماية الوطن والعمل من أجله عبادة، وعلى كل مواطن أن يؤدي دوره بإخلاص في موقعه من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
فالجمهورية الجديدة هي في جوهرها مشروع لبناء الإنسان المصري: وعيًا، وأخلاقًا، وانتماءً، وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف الجميع: الأسرة، والمدرسة، والمسجد، والإعلام، والمجتمع المدني.