النهار
الجمعة 22 أغسطس 2025 11:09 مـ 27 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

اقتصاد

”باول” يلمح إلى خفض الفائدة قريبا: رسوم ترامب قدر ترفع الأسعار الأشهر القادمة

رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول
رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول

حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، اليوم الجمعة، من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بدأت تؤثر بشكل ملموس على أسعار السلع في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع في الأسعار قد يتزايد خلال الأشهر المقبلة.

وأكد رئيس الفيدرالي أنه لن يسمح لزيادة لمرة واحدة أن تتحول إلى تضخم دائم، لكنه أوضح أن "المخاطر على الوظائف تتصاعد بشكل لافت".

باول في خطاب وداعي بجاكسون هول

جاءت تصريحات باول خلال كلمته الأخيرة قبل انتهاء ولايته في ندوة جاكسون هول الاقتصادية بولاية وايومنغ، والتي تحظى بمتابعة واسعة من الأسواق.

وأكد أن الولايات المتحدة باتت تقترب من اللحظة التي ستضطر فيها لتخفيف السياسة النقدية عبر خفض معدلات الفائدة لمواجهة التضخم وضمان استقرار سوق العمل.

سوق العمل في "توازن هش"

أوضح باول أن سوق العمل يبدو "في حالة توازن غريب" ناتج عن تباطؤ ملحوظ في كل من العرض والطلب على العمالة، وهو ما يعكس هشاشة الوضع الاقتصادي الحالي، مضيفا أن تبعات الرسوم الجمركية المشددة تظهر بالفعل على المستهلكين، لكنه رجح أن تكون آثارها "قصيرة الأجل".

ضغوط سياسية وانتقادات من ترامب

ويقف باول أمام تحدٍ مزدوج يتمثل في موازنة سياسة نقدية تواجه ضغوط التضخم من جهة، وتراجع سوق العمل من جهة أخرى.

وتزداد صعوبة موقفه مع الضغوط المستمرة والانتقادات العلنية التي يوجهها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، لحثه على خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع.

إطار عمل محدث للاحتياطي الفيدرالي

وأعلن باول عن تحديث جديد لإطار عمل البنك المركزي الأميركي يعكس التغيرات الاقتصادية خلال السنوات الخمس الماضية، وأوضح أن مجلس الاحتياطي قرر حذف العبارات المرتبطة ببيئة أسعار الفائدة المنخفضة، والعودة إلى "إطار عمل مرن" يستهدف التضخم، مع التخلي عن استراتيجية "التعويض" التي اعتمدت عام 2020؛ وفقاً نقلتها وكالة "رويترز".

التعلم من تجربة الجائحة

وأشار باول إلى أن بيان المجلس المنقح يؤكد الالتزام بضمان استقرار توقعات التضخم على المدى الطويل، بما يدعم مهمته المزدوجة المتمثلة في الحفاظ على استقرار الأسعار وضمان التوظيف.

واعتبر أن تجربة جائحة كوفيد-19 أظهرت محدودية السياسات السابقة، حينما سمح المجلس للتضخم بتجاوز 2% لتعويض فترات الضعف، قبل أن تضطره ظروف 2021 إلى رفع أسعار الفائدة بقوة.

التضخم وتوقعات الأسواق

وبعد أن بلغ التضخم مستويات مرتفعة عام 2021، رفع الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل متسارع، قبل أن ينجح في خفضها إلى نطاق يتراوح حالياً بين 4.25% و4.50%.

ويتوقع مستثمرون أن يقدم المجلس على خفض جديد في سبتمبر المقبل، غير أن تصريحات بعض مسؤولي البنك أمس الخميس عكست حذراً بسبب المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية واحتمال إبقائها على مستويات التضخم مرتفعة لفترة أطول.