النهار
الجمعة 15 أغسطس 2025 05:50 مـ 20 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

أحمد فؤاد سليم يسترجع أيام التجنيد: “ضربت طيارة من بتوعنا وخدت ترقية”

أحمد فؤاد سليم
أحمد فؤاد سليم

استعاد الفنان القدير أحمد فؤاد سليم ذكريات خدمته العسكرية خلال فترة من أدق فترات التاريخ المصري، بداية من عام 1968 وحتى حرب أكتوبر المجيدة في عام 1973، مؤكدًا أن تلك السنوات شكّلت جانبًا مهمًا من شخصيته وتجربته الحياتية.

وخلال لقائه في برنامج “معكم منى الشاذلي” على قناة ON، وصف سليم مسيرته الفنية بأنها “رحلة جميلة”، مضيفًا: “أنا فخور بكل حاجة حصلتلي، وبحب اللي عملته في حياتي، سواء في الفن أو غيره”.

بدايات الفن من حصة التاريخ

وأشار إلى أن شغفه بالتمثيل بدأ مبكرًا، وتحديدًا في المرحلة الإعدادية، بسبب تأثير أستاذ التاريخ الذي كان يشرح مادته بطريقة مسرحية مستخدمًا الأزياء التاريخية، ما أشعل بداخله حب التمثيل، الذي تطور لاحقًا بانضمامه إلى المسرح المدرسي ثم الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، بعد تخرجه من كلية التجارة.

من المحاسبة إلى صفوف الجيش

كشف سليم أنه عمل لمدة عام ونصف في المصانع الحربية بهيئة الشؤون الإدارية في الهيئة العربية للتصنيع كمحاسب، قبل أن يتم استدعاؤه للخدمة العسكرية، حيث التحق بالقوات المسلحة المصرية لمدة 5 سنوات.

وقال: “أنا من دفعة محمد جلال عبد القوي، ولطفي لبيب الله يرحمه، وأحمد راتب، ود. سامي عبد الحليم. جيل كامل اتربّى في حضن الجيش”.

واقعة الطائرة: بين الخطأ والترقية

روى أحمد فؤاد سليم واقعة مؤثرة حدثت أثناء خدمته في سلاح الدفاع الجوي، حيث كان يجلس على مدفع “نمرة 2” في منطقة سفاجا، حين سمع صوت طائرة في الصباح الباكر، ولم تكن هناك تعليمات بمنع إطلاق النار. فظن أنها طائرة معادية وأطلق تجاهها طلقتين، ليتضح لاحقًا أنها طائرة مصرية في مهمة سرية.

وأضاف: “كنت متأكد إنها معادية، وسألت زمايلي قالوا منعرفش حاجة، فضربت. الطيار نزل اضطراري في مطار الغردقة، وبعدها جالي قائد المنطقة مع الطيار نفسه الساعة 2 الظهر، وقالوا مين اللي ضرب؟ قلت في سري خلاص أنا هاروح في داهية”.

لكن المفاجأة أنه تلقى ترقية بسبب تلك الواقعة، لأنه كان يقظًا ومتيقظًا لأي خطر، رغم أن الطائرة كانت مصرية. وقال: “اتعلقلي شرطتين، قالولي يقظتك دي هي اللي خلتنا نكرمك مش نحاسبك”.

“كنت هدف مرئي للعدو.. وربنا بيطبطب”

سليم تحدث أيضًا عن لحظات شديدة الخطورة عاشها في الجبهة، حين طُلب منه أن يكون “هدفًا مرئيًا” للعدو مع أحد زملائه، لتأمين المنطقة. وقال: “كنا قاعدين في مكان مكشوف بنهزر ونتكلم عادي.. بس ربنا فعلاً بيطمن القلوب ويقولك متخافش”.

تدريبات ما قبل الحرب كانت أقسى من القتال الحقيقي

أوضح سليم أن القوات المسلحة كانت تنفذ مشاريع تدريبية سنوية تحاكي سيناريوهات حرب حقيقية. وقال: “مشروع تحرير 23 مثلًا كان عبارة عن عبور ترعة إسماعيلية، اللي كانت بمثابة قناة السويس، وكنا بننفذ نفس العمليات اللي حصلت فعليًا في حرب أكتوبر”.

وتابع: “في سنة الحرب، وقبلها بيومين، جت قيادات كبيرة جدًا من القاهرة، وحسينا إن في حاجة جاية. كنت شايف الحلم بيقرب يبقى حقيقة”.

حلم قبل الحرب: صلاة تجمع المسلمين والمسيحيين

واختتم سليم حديثه بالإشارة إلى حلم رآه قبل اندلاع حرب أكتوبر، حكاه لأحد الشيوخ في وحدته. قال فيه: “شوفت في الحلم ناس مسلمين ومسيحيين بيصلوا سوا، فرميت العجلة ووقفت أصلي معاهم”، وأضاف: “الشيخ قاللي ده دليل إننا داخلين حرب، وربنا هينصرنا”.