شرائح مراقبة في أحذية مفتشي «الطاقة الذرية» أثناء زياراتهم لإيران.. ما القصة؟

سارت العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مأزق جديد، ففي حين أعلنت الخارجية الإيرانية استعدادها لاستئناف التعاون مع الوكالة، اتهم برلماني إيراني المفتشين بإخفاء شرائح مراقبة دقيقة في أحذيتهم أثناء زياراتهم للمواقع النووية، ما يعمق الخلاف ويعوق فرص الوصول إلى حل بشأن الخلافات المرتبطة ببرنامجها النووي.
البرنامج النووي الإيراني
وفق وكالة أنباء «فارس»، اتهم نائب إيراني بارز، مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإخفاء شرائح مراقبة دقيقة في أحذيتهم في أثناء زياراتهم للمواقع النووية الإيرانية، وتساءل نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان محمود نبويان: «لماذا نجد شرائح دقيقة في أحذيتهم كلما دخل هؤلاء المفتشون منشآتنا النووية، ونجري عمليات تفتيش شخصية؟».
بحسب الوكالة، ذكر «نبويان»: «إنها حقيقة، وليست شعارًا، أن هؤلاء المفتشين جواسيس»، متهماً الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنقل معلومات سرية بشكل متكرر إلى حكومات أجنبية، وتساءل: «كيف أصبحت المنشآت النووية الإيرانية، مثل تلك الموجودة في نطنز، معروفة للعالم الخارجي؟».
وأضاف: «إنهم يعلمون لأن أقمارهم الصناعية، وجواسيسهم، والوكالة نفسها أبلغتهم بذلك»، كما جدد الاتهامات إلى لمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، بمشاركة بيانات حول البرنامج النووي الإيراني بشكل مباشر مع دول غربية، وأضاف: «حتى الآن، يعترفون بأنفسهم بأن جميع إحصاءاتنا ومعلوماتنا الرئيسية تُقدّم لهم من قِبل جروسي».
قطع الصلة بين الوكالة وطهران
من جهة أخرى، أعلنت إيران، استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق «شكل جديد»، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها بالحل الدبلوماسي للخلافات المرتبطة ببرنامجها النووي، وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمام دبلوماسيين أجانب في طهران: «لم يتوقف تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه سيتخذ شكلًا جديدًا»، مضيفًا أن طلبات الوكالة سيتم النظر فيها مع الأخذ في الاعتبار مسائل السلامة والأمن.
الشهر الجاري، سحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مفتشيها من إيران بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، ما أدى إلى قطع الصلة بين الوكالة وطهران، وغادر فريق مفتشي الوكالة إيران برًا على الرغم من استئناف الرحلات الدولية المغادرة من مطارات إيران الرئيسية عملياتها الطبيعية، في أعقاب صراع استمر 12 يومًا مع إسرائيل.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن رفض إيران التعاون مع الوكالة من المرجح أن يُثير تحركًا من جانب مجلس محافظي الوكالة، ما قد يُحيل القضية إلى مجلس الأمن الدولي للرد، كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن رحيل المفتشين النوويين يجعل احتمال وصول أي جهة دولية ذات شأن إلى المواقع النووية الإيرانية مستبعدًا للغاية، ما يسمح لإيران بتنفيذ أنشطتها النووية دون رقابة.