فرحات: مصر تقدم نموذجًا رائدًا لدعم السلم في إفريقيا من خلال دورها الإقليمي الفاعل

أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الدورة السابعة لاجتماع القمة التنسيقي لمنتصف العام للاتحاد الإفريقي، عكست إدراكًا عميقًا لطبيعة التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، وقدّمت رؤية استراتيجية شاملة لتعزيز منظومة السلم والأمن على مستوى القارة.
وأشار فرحات إلى أن الكلمة جاءت في إطار رئاسة مصر الحالية للقدرة الإقليمية لإقليم شمال إفريقيا، مشددًا على أن الخطاب الرئاسي أبرز أهمية تفعيل تلك القدرة على نحو عملي، من خلال تطوير الأداء المؤسسي والمالي، والاستفادة من الخبرات الميدانية، كالتدريبات التي جرت في الجزائر، وهو ما يؤكد التزام مصر بالانتقال من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي.
وأوضح أن الرئيس السيسي طرح مقاربة متكاملة للأمن الإفريقي، تنطلق من قناعة بأن السلام يمثل شرطًا أساسيًا لتحقيق التنمية، لافتًا إلى أن معالجة قضايا مثل النزاعات المسلحة، الإرهاب، الجريمة المنظمة وتغير المناخ، يتطلب تنسيقًا جماعيًا مدعومًا بإرادة سياسية وتمويل مستدام.
وأضاف أن الخطاب حمل دعوة صريحة لتوحيد الرؤى داخل الاتحاد الإفريقي، مع التركيز على مكونات القوة الإفريقية الجاهزة كركيزة أساسية لحفظ السلام، مؤكدًا أن هذه الرؤية تنسجم مع الدور المصري المحوري في دعم استقرار القارة.
وأشار فرحات إلى أن الرئيس السيسي أبرز ريادة مصر في ملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وهو ما يعكس البعد الإنساني والتنموي في السياسة الخارجية المصرية، ويؤكد حرص القاهرة على أن تكون شريكًا حقيقيًا لشعوب إفريقيا في مسارات الأمن والازدهار.
واختتم بتأكيده أن كلمة الرئيس وضعت الاتحاد الإفريقي أمام اختبار حقيقي للانتقال من مرحلة التنظير إلى التنفيذ، داعيًا إلى إعادة تعريف مفهوم "الجاهزية الإفريقية" باعتباره مسألة وجودية لا تحتمل التأجيل.