النهار
الأحد 6 يوليو 2025 03:33 صـ 10 محرّم 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
اللواء رأفت الشرقاوي: «ترامب وسجن التماسيح» بعد كثرة الجرائم.. اللواء رأفت الشرقاوي: «نكبة مواقع التواصل الاجتماعي» ريال مدريد يضرب موعدًا مع باريس في نصف نهائي مونديال الأندية الزمالك بلا قائد.. من يسد فجوة غياب شيكابالا في «أوضة اللبس» الموسم القادم؟ منحته الحياة فرصة الاحتفال بكل شيء قبل أن يفارقها.. ديوجو جوتا.. وداع مفاجئ ومحبة كبيرة چون إدوارد.. رهان الزمالك على الاستقرار الإداري والفني مشاجرة دامية في كفر الزيات تنتهي بمصرع شاب وإصابة عمه.. والقبض على المتهمين القاصد يؤكد رفع درجة الاستعداد القصوى وجاهزية مستشفيات جامعة المنوفية لاستقبال المصابين مصرع شاب وإصابة شقيقه في انقلاب دراجة نارية بقرية دفرة رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يتفقد لجان امتحانات الثانوية بمعهد فتيات مصر الجديدة بسبب الطقس.. اتحاد الكرة يعلن تأجيل انطلاق دوري القسم الثاني إلى أول سبتمبر مصر تفوز على تونس وتتصدر الدور التمهيدي بالبطولة العربية لسيدات السلة

فن

ذكرى ميلاد يحيى العلمى.. المخرج الذى فتح ملفات المخابرات للمشاهد المصرى

يحيى العلمى
يحيى العلمى

في زمن تتغيّر فيه الوجوه والأساليب، يظل اسم المخرج الكبير يحيى العلمي علامة مميزة في تاريخ الدراما المصرية، ورائدًا لفن دراما الجاسوسية بامتياز. إنه المخرج الذي لم يصنع أعمالًا فنية فقط، بل صنع وجدانًا وطنيًا عبر الشاشة، ونسج في أذهان المصريين صورة لا تُنسى للبطل الحقيقي الذي يخوض معارك الشرف والخطر في صمت.

في مثل هذا اليوم من عام 1941، وُلد يحيى العلمي في مدينة الزقازيق، ليبدأ مشوارًا استثنائيًا امتد لأربعة عقود، ترك خلالها إرثًا لا يزال حيًا في قلوب المشاهدين، وفي ذكرى ميلاده الـ84، نستعيد أعماله لا لنرثيه، بل لنحتفل بعطائه، ونستدعي الفن حين كان رسالة، والوطنية حين كانت صورة متقنة على شاشة بيضاء.

من القانون إلى الفن

تخرج يحيى العلمي في كلية الحقوق عام 1962، لكنه لم يلبث أن توجه إلى التلفزيون المصري ليبدأ مشواره كمخرج مساعد. ثم واصل تطوير نفسه علميًا، فحصل على دورات متقدمة في الإخراج من ألمانيا وبريطانيا، قبل أن ينال دبلوم الإخراج التلفزيوني من لندن عام 1971 ، لذلك كانت بداياته تحمل طموحًا واضحًا لأن يكون مخرجًا مختلفًا، فنيًا وفكريًا.

محطات مضيئة في مشواره الفني

بدأت انطلاقته الحقيقية في التلفزيون مع مسلسل "أشجان" عام 1970، لتتوالى بعد ذلك الأعمال الناجحة التي عكست وعيه الثقافي وقدرته على المزج بين البُعد الفني والرسالة المجتمعية.

من أبرز أعماله الدرامية:

"الأيام" – سيرة طه حسين وبطولة أحمد زكي

"هو وهي" – ثنائية ساحرة جمعت سعاد حسني وأحمد زكي

"نصف ربيع الآخر" – نصوص مصطفى أمين وتجسيد عميق لقضايا المجتمع

"العنكبوت" – عمل فلسفي كتب نصه الدكتور مصطفى محمود

رائد دراما الجاسوسية بلا منازع

ارتبط اسم يحيى العلمي بشكل وثيق بدراما المخابرات المصرية، التي قدمها ببراعة واقعية وبُعد وطني وإنساني شديد الخصوصية.

■ "دموع في عيون وقحة" (1980)

عن سيرة البطل أحمد الهوان، جسّده عادل إمام في أحد أنجح أدواره. المسلسل مزج بين الإثارة والبعد النفسي، وحقق نجاحًا جماهيريًا كاسحًا.

■ "رأفت الهجان" (1987–1991)

العمل الأشهر في تاريخ الدراما المصرية، والذي قدم فيه قصة الجاسوس رفعت الجمال بأسلوب درامي بالغ الدقة، وبطولة محمود عبد العزيز. وقد غيّر المسلسل مفهوم الجمهور عن الوطنية والبطولة في سياق درامي بالغ التأثير.


بصمته في السينما

رغم تركيزه على الدراما التلفزيونية، أخرج يحيى العلمي عددًا من الأفلام المهمة التي عكست قدرته على تقديم قضايا اجتماعية وإنسانية بعمق، ومنها: طائر الليل الحزين و تزوير في أوراق رسمية و الخدعة الخفية و الليلة الموعودة و شباب يرقص فوق النار، لذلك تميزت أفلامه بالتماسك البصري، وحسن استخدام الإيقاع، والاهتمام بالتفاصيل.

جوائز وتكريمات

نال المخرج الكبير العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها:

جائزة الدولة التشجيعية في الفنون – 1982

جائزة الإنتاج التلفزيوني

تكريم من اتحاد الإذاعات الأفريقية

جائزة مهرجان تراشيل الألماني

كما تقلد مناصب قيادية في قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتلفزيون، وكان له دور بارز في تطوير الإنتاج الدرامي في مدينة الإنتاج الإعلامي.

الرحيل... وصدى لا يخفت

في 19 يناير 2002، غيّب الموت يحيى العلمي إثر أزمة قلبية مفاجئة. رحل في صمت، لكن أعماله لم ترحل، بل بقيت تُعرض وتُدرّس جيلاً بعد جيل. فهو لم يكن مجرد مخرج، بل كان مدرسة فكرية وفنية قائمة بذاتها. قدّم الفن بروح الوطنية، وأرسى قواعد درامية لا تزال حاضرة حتى الآن.