«الضرب والشكر معاً».. كيف طبقت أمريكا وإسرائيل وإيران نموذج المحاكاة في الحروب؟

قدّمت الدكتورة نيفين مسعد، الأستاذ بكليّة الاقتصاد والعلوم السياسيّة جامعة القاهرة، تحليلاً مهماً حول تطبيق أمريكا وإسرائيل وإيران نموذج المحاكاة في الحروب، موضحة أنه مع الارتفاع الشديد في التكاليف البشرية والمادية للحروب، يتسع تطبيق النموذج في الحروب أي الإيهام بقوة الرد والرد المضاد في العلن والترتيب لتفريغ الرد والرد المضاد من مضمونه في السر.
جولات الحرب الإسرائيلية / الأمريكية - الإيرانية
دللت «نيفين» على هذا النموذج بجولات الحرب الإسرائيلية / الأمريكية - الإيرانية الممتدة، موضحة أن أمريكا قتلت تقتل قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري الإيراني» في بغداد فتبلغها إيران بأنها ستضرب قاعدة عين الأسد ليتم إخلاؤها، أيضاً قتلت إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران فتعلن إيران بعد فترة إطلاق صواريخ يتابع العالم كله مسار تلك الصواريخ وهي في طريقها لإسرائيل.
اليورانيوم عالي التخصيب
ضمن الأدلة التي قدمتها الدكتورة نيفين مُسعد على نموذج المحاكاة في الحروب، قصف الولايات المتحدة الأمريكية مفاعل فوردو في إيران لكن بعد إخلائه من اليورانيوم عالي التخصيب: «وبالتأكيد كانت أمريكا تعلم ذلك في ظل الاختراق الاستخباراتي الواسع لإيران» لتقصف الأخيرة قاعدة العُديد في قطر وتبلغ الولايات المتحدة قبلها ليتم إخلاؤها ويشكرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران على إبلاغه بذلك في العلن.
أكدت الأستاذ بكليّة الاقتصاد والعلوم السياسيّة، أن المحاكاة هي آلية لإنهاء الحروب تتوسّط المسافة ما بين الاشتباك العنيف من جانب والجلوس إلى مائدة التفاوض من جانب آخر، وهي قد تمهد الأجواء لتفعيل الدبلوماسية، لأنها تقدم صيغة مرضية لحفاظ الأطراف المتحاربة على بعضِ من مصداقيتها.