قيادي بحزب ”الجيل”: مصر كانت وستظل ملاذًا للإنسانية حين تُغلق أبواب العالم

قال المهندس إيهاب محمود، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب "الجيل الديمقراطي" بالإسكندرية، إن ما قامت به الدولة المصرية من فتح أجوائها في لحظة حرجة، بينما أغلقت مطارات العالم وتاهت الطائرات في السماء، يُجسد أعظم معاني الأمان والانتماء والإنسانية. وأشار إلى أن رسالة مصر التي عبّر عنها موقف الطيار الكابتن أحمد مشعل، وهو يروي كيف وجد طريق النجاة وسط الأجواء المغلقة، ليست سوى تأكيد جديد على ما اعتادت عليه مصر عبر تاريخها: وطن لا يغلق بابه أمام من ضاقت به الأرض.

وأوضح "محمود" أن ما حدث لم يكن مجرد موقف فردي، بل انعكاس لنهج راسخ تتبعه الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رسّخ مفهوم "الأمن الوطني الشامل" كسياسة تتجاوز حماية الحدود إلى أداء رسالة حضارية وإنسانية تعكس مكانة مصر التاريخية والإقليمية.

وأضاف أن القاهرة – كما كانت دائمًا – فتحت ذراعيها لكل من تقطعت به السبل، وقالت من جديد: "ادخلوها آمنين". ففي زمن أُغلقت فيه العواصم وارتبكت فيه قرارات العالم، كانت مصر هي الوطن الذي يبعث بالأمل ويمنح الشعور بالأمان.

رسالة دبلوماسية قبل أن تكون قرارًا ملاحيًا

وأكد رئيس اللجنة الاقتصادية أن فتح المجال الجوي المصري رغم التحديات، يعكس الثقة التامة في قدرة الدولة على حماية الداخل واستيعاب الخارج في آنٍ واحد. مشيرًا إلى أن هذا القرار لم يكن مجرد إجراء فني، بل رسالة دبلوماسية وإنسانية بامتياز تؤكد أن مصر دولة مستقرة وآمنة، قوية بمؤسساتها، وراسخة بسياساتها، ومؤمنة برسالتها نحو الشعوب.

وتابع: "الطيار الذي كان تائهًا في السماء، وجد على أرض مصر حياة. وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة تؤكد أن مصر لا ترد طالب أمن، ولا تتخلى عن إنسان، ولا تغلق الأبواب في وجه الخائفين".

ودعا "محمود" إلى توثيق هذه اللحظة الوطنية وتدريسها في مناهج التربية الوطنية، باعتبارها درسًا في كيف تصنع الدولة من الأمان قيمة استراتيجية، وسياسية، واقتصادية، وأخلاقية، تعزز مكانتها وتجذب العالم إليها.

الأمن مشروع وطني لا شعور مؤقت

وأشار إلى أن ما تنعم به مصر اليوم من استقرار لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة رؤية وطنية شاملة قادها الرئيس السيسي، الذي أيقن منذ اللحظة الأولى أن لا تنمية دون أمان، ولا استثمار دون استقرار. لذا كانت مشروعات البنية التحتية، وتطوير المطارات، وتأمين الحدود، وبناء منظومة رادارية متطورة، جزءًا من مشروع وطني هدفه بناء دولة حديثة يتقدمها "الأمان" كقيمة أولى.

مصر.. وطن لا يخون وأرض لا تغدر

واختتم المهندس إيهاب محمود تصريحه قائلاً: "من الطيار مشعل في السماء، إلى قلب كل مصري على الأرض، كانت اللحظة درسًا لنا جميعًا. فمصر لا تُقاس فقط بالجغرافيا أو بالأرقام الاقتصادية، بل بقيمتها الأخلاقية والإنسانية. إنها وطن لا يخون، وأرض لا تغدر، وشعب لا ينسى أنه ابن حضارة علّمت الدنيا الأمان. وما عبّر عنه الطيار لم يكن مجرد موقف ملاحي، بل لحظة تجلى فيها وجه مصر الحقيقي: وطن الإنسانية وقلب العالم النابض بالرحمة".