من قاعة المحكمة إلى ”أبي فوق الشجرة”.. حكاية الصلح بين صلاح نظمي والعندليب

رغم أنه أحد أشهر من جسّدوا أدوار الشر في السينما المصرية، إلا أن الفنان صلاح نظمي كان في حياته الشخصية مثالًا للهدوء والرقي، كما يؤكد من عرفوه عن قرب.
وفي ذكرى ميلاده، الموافق 24 يونيو، نستعيد واحدة من أكثر القصص المثيرة التي جمعته مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والتي بدأت بخلاف علني انتهى بتعاون فني نادر.
بدأ الخلاف عندما سُئل عبد الحليم حافظ في برنامج إذاعي عن "أثقل ممثل ظلًا"، فأجاب مازحًا: "صلاح نظمي". لم يتقبل نظمي التعليق، واعتبره إساءة علنية تمس سمعته ومكانته، ليقرر رفع دعوى سب وقذف وتشهير ضد عبد الحليم أمام القضاء.
وبالفعل، تحولت القصة إلى واحدة من أشهر قضايا الوسط الفني في الستينيات، إلا أن المحكمة قضت ببراءة عبد الحليم، بعدما أوضح دفاعه أنه كان يشير إلى الشخصيات التي يُجسّدها نظمي، وليس إليه شخصيًا.
لم يتوقف عبد الحليم عند البراءة، بل بادر بتوضيح موقفه بنفسه لصلاح نظمي، وأكد احترامه له كفنان وإنسان. بل وذهب لأبعد من ذلك، فاختاره ليشارك في فيلمه الأخير والأشهر: "أبي فوق الشجرة"، من إنتاج شركته الخاصة.
تحدث عبد الحليم لاحقًا عن الموقف في أحد البرامج، مؤكدًا أنه لم يكن يقصد الإساءة، بل علّق على "ثقل" الشخصية التي قدّمها نظمي في فيلم "بين الأطلال".