سيناريوهات الرد الإيراني على أمريكا.. تصعيد خطير

بين عشية وضحاها، شهدت منطقة الشرق الأوسط تصعيدات وصفها المحللون بأنها الأخطر، تزامنت مع الضربة الأمريكية على إيران والتي استهدفت منشآت نووية، على إثرها تستعد الولايات المتحدة، والشرق الأوسط، وأسواق النفط العالمية للرد الإيراني الذي من غير المعروف ما إذا كان سيستهدف مواقع أمريكية خارجية أو محلية داخلية، أو في أسوأ الظروف، كليهما معًا.
السيناريوهات المحتملة
تعددت السيناريوهات المُحتملة جراء هذا التصعيد، إذ لم يستبعد الأمريكيون إطلاق إيران لهجمات على الأراضي الأمريكية تنفذها خلايا نائمة تعمل داخل البلاد، وهو تهديد صريح تلقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا قبل أيام من إصداره الأمر النهائي للهجوم على المواقع النووية، نقله له وسيط خلال قمة مجموعة السبع، وهو ما دفعه لمغادرة القمة مسرعًا، وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة على التهديد تحدثت لشبكة «إن بي سي نيوز».
سيناريو آخر، يتمثل في استهداف طهران لثكنات عسكرية أو منشآت وسفارات حول العالم تابعة للولايات المتحدة، زاعمين أن إيران طالما اعتمدت على تكتيكات غير متكافئة ضد خصوم أقوى منها، ضاربين مثالًا بما حدث في عام 1983، عندما اتهمتها الولايات المتحدة بتدبير تفجيرات لثكنات مشاة البحرية وسفارتها في بيروت، عبر وكلاء.
خيارات صعبة
وقد يكون مهاجمة الأصول الأمريكية خيارًا، حيث تحتفظ الولايات المتحدة بعشرات الآلاف من القوات المتمركزة في الشرق الأوسط، وتتمتع بأنظمة دفاع جوي متطورة، إلا أن مدة تحذيرها من وابل الصواريخ أو أسراب الطائرات المُسيّرة المسلحة ستكون أقصر بكثير، وهو ما يجعلهم يعيشون في رعب.
لكن الخبراء الأمنيين والمحللين العسكريين يرون أن إيران تواجه مجموعة أضيق من الخيارات، ومجموعة أكثر حدة من المخاطر، بينما تقوم بوزن كيفية الرد على الهجمات الأمريكية على أراضيها، مشيرين إلى أنهم سيضعون الشعب الإيراني نُصب أعينهم عند اختيار الرد المناسب.
وفق الخبراء، فالخبراء أن الحكومة الإيرانية تقف أمام خيارين صعبين؛ فتوَجُّهها نحو ضرب أهداف أمريكية قد يفتح الباب أمام حملة عسكرية أشدّ عنفًا واستمرارية، تُفضي إلى حرب شاملة تُهدد استقرار البلاد وتماسك النظام ذاته. ولهذا، يُرجَّح أن تلجأ طهران إلى رد محدود ومدروس، يحقق هدف الردع دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، ويُبقي لها هامشًا للمناورة السياسية.
ويتوقع آخرون، أنه نظرًا للضعف الواضح للدفاعات الجوية الإيرانية، التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين، قد يختار القادة الإيرانيون الانتظار حتى يتمكنوا من إعادة تنظيم صفوفهم وتنظيم رد انتقامي، حيث يحاول المسؤولون أن يكون ردهم مدروسًا بعناية.