قلق بين الأسر المصرية من تربية القطط بسبب ”التوكسوبلازما”.. وأطباء يوضحون الحقيقة

في ظل تزايد ظاهرة اقتناء وتربية الحيوانات الأليفة، خاصة القطط، بين الأسر المصرية، بدأت حالة من القلق تنتشر بين البعض، خوفًا من احتمالية تسببها في الإصابة بالعقم، خاصة بين الفتيات. وقد تسبب هذا القلق في سلوكيات متطرفة من البعض وصلت إلى حد تجنب ملامسة القطط أو إيذائها عند اقترابها من البشر.
وتتعدد الأسباب التي تثير هذه المخاوف، ولكن يبقى مرض "التوكسوبلازما" على رأس قائمة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، الذي يثير ذعر الكثير من الأمهات على وجه الخصوص.
وفي هذا الصدد، تستعرض "النهار" آراء الأطباء البيطريين والخبراء حول حقيقة المرض، وكيفية الوقاية منه، ومدى خطورته.
الدكتورة أسماء عبد الفتاح: القطط ليست السبب الوحيد في العدوى
قالت الدكتورة أسماء عبد الفتاح، طبيبة بيطرية، إن مرض "التوكسوبلازما" هو أحد الأمراض الطفيلية التي تصيب الإنسان والحيوان، وتعتبر القطط من بين العوائل المحتملة للطفيل، لكنها ليست السبب الوحيد.
وأضافت:
"الطفيل يعيش في أمعاء بعض الحيوانات، ويكون الطور المعدي المسبب للعدوى موجودًا في فضلات الحيوان. وتحدث العدوى فقط إذا دخل هذا الطور المعدي فم الإنسان، سواء عبر الطعام أو التلامس المباشر مع فضلات الحيوان المصاب، أو من خلال الخضروات الملوثة، ما يعني أن الإصابة ممكنة حتى دون تربية القطط."
وأكدت عبد الفتاح أن العدوى المباشرة من القطط تعتبر صعبة نسبيًا، مشيرة إلى أن احتمالات الإصابة منخفضة إذا لم يختلط فم الإنسان مباشرة بفضلات الحيوان، بينما تزداد احتمالات الإصابة عند التلامس غير المباشر، كعدم غسل الخضروات جيدًا.
وأوضحت طرق الوقاية من المرض، قائلة:
"يجب أخذ الاحتياطات في التعامل مع الحيوان الأليف، كإعطائه التطعيمات اللازمة، والتأكد من نظافته، وعدم خروجه أو اختلاطه بحيوانات غير مطعمة. كما يجب غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة صندوق الفضلات الخاص بالقطط، ووضعه بعيدًا عن متناول الأطفال، بالإضافة لغسل الخضروات جيدًا قبل تناولها."
الدكتور محمد راضي الطنطاوي: لا داعي للذعر.. والمرض له علاج فعال
من جانبه، طمأن الدكتور محمد راضي الطنطاوي، طبيب بيطري، الأسر المصرية بشأن خطورة المرض، مؤكدًا أن:
"المرض ليس خطيرًا بالصورة التي يروج لها، وتكمن خطورته فقط على الأشخاص ضعاف المناعة. أما الأصحاء، فعادة ما يتغلب جهازهم المناعي على العدوى قبل أن تظهر الأعراض."
وأشار الطنطاوي إلى أن أكثر ما يثير القلق بحق هو تأثير الإصابة على المرأة الحامل، حيث قد يؤدي الطفيل في بعض الحالات إلى إصابة الجنين أو الإجهاض أو حتى وفاة الجنين، خاصة إذا حدثت العدوى في الشهور الأولى من الحمل.
وتابع موضحًا:
"المرض قد يؤثر أيضًا على خصوبة الرجال من خلال إنتاج حيوانات منوية مشوهة، ولكن هذا لا يحدث إلا في حالات ضعف المناعة الشديد."
أما عن أعراض الإصابة، فغالبًا ما تشمل ارتفاع درجة الحرارة أو التهابات دماغية في الحالات الشديدة، مضيفًا:
"المرض له علاج فعال يؤخذ تحت إشراف الطبيب البشري ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع فقط، وقد لا يتطلب العلاج في حالات المناعة القوية."
وفي ختام تصريحاته، شدد الطنطاوي على أن تربية الحيوان الأليف مسؤولية يجب أن يُراعى فيها التطعيم والنظافة والوقاية، قائلًا:
"يجب طمأنة الأسر المصرية، والتأكيد أن الوقاية والعلاج ممكنان، ولا داعي للمبالغة في الخوف أو إيذاء الحيوانات."