بعد تأجيل افتتاحه للربع الأخير من 2025.. د.أحمد عامر يسرد تفاصيل عن المتحف المصرى الكبير الذى يمثل أيقونة للوعى الأثرى والثقافى

حاورت " النهار" الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثرى والمتخصص فى علم المصريات، حول المتحف المصري الكبير الذى يعد من ضمن أكبر المتاحف العالمية، من حيث مقتنياته والمساحة التى تبلغ 117 فدان.
وأكد أن أعمال البناء والتشييد بدأت فى عام 2005 وصولا إلى قرب افتتاحه فى الربع الأخير من العام الحالي.
وأوضح أن المتحف المصري الكبير بدأت مرحلته الأولى بوضع حجر الأساس عام ٢٠٠٢م، حيث شملت هذه المرحلة تأهيل الموقع واستغرقت ٦ أشهر، والتي تم فيها إخلاء الموقع من جميع الإشغالات وإزالة المخلفات وبناء أسوار، أما المرحلة الثانية فقد بدأت في مايو ٢٠٠٥، والتي بدأت أعمال البناء والتشييد بالتوازي مع استكمال المرحلة الأولى التي تضمنت أعمال التصميم.
ونوه إلى أنه تم بناء مركز ترميم الآثار، ومحطات الطاقة الكهربية، ومحطة إطفاء الحريق، ومبنى الأمن، والمخازن الأثرية، وقد احتوت محطة الطاقة الكهربائية على ماكينات التكييف المركزى والتحكم البيئى لتزويد مبنى مركز الترميم بالطاقة، كما تستخدم كمحطة بديلة لمبنى المتحف الرئيسي فى حالة الطوارئ.
وأفاد أن مركز إطفاء الحريق تم تجهيزه بسيارتى إطفاء بأجهزة مقاومة الحريق تتم إدارتها من قبل إدارة الدفاع المدني لخدمة المتحف وكذلك المنطقة المحيطة بالمتحف.
وأشار إلى أن تم البدء في المرحلة الثالثة، وكانت فى مارس ٢٠١٣م، وأصبح تشييد المبنى الرئيسي على مساحة إجمالية ١٠٨ ألف متر مربع، هذا يعتبر الحدث الأضخم والأهم في القرن الحالي وهو أيقونة الوعي الأثري والثقافي والحضاري، نظراً لأنه يضم أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال، مركز تعليمي، قاعات عرض مؤقتة، سينما، مركز للمؤتمرات.
ولفت إلى أن هناك كذلك العديد من المناطق التجارية والتي تشمل محال تجارية، كافتريات ومطاعم، بالإضافة إلى الحدائق والمتنزهات، كما أنه سوف يتم زراعة حديقة بها نباتات منذ عصر المصريين القدماء، ونجد أيضًا أنه تم عمل ممشي سياحي يربط بين المتحف المصري الكبير بمنطقة آثار الهرم بطول ٢ كم وعرض ٥٠٠ متر.
وتابع أن المتحف من المقرر أن يضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية من العصور الفرعونية، واليونانية والرومانية، وواجهة المتحف مساحتها ٦٠٠ متر عرضاً و٤٥ متر طولاً، وهو مقام على مساحة ١١٧ فدان، ويحتوي على عدد من القاعات التي ستضم القطع الآثرية، عبارة عن ٣ قاعات رئيسية هي الملكية والمجتمع والمعتقدات الدينية، وهذه القاعات تضم ١٢ قاعة داخلية، بالإضافة إلى الدرج العظيم، والمسلة المعلقة، وتمثال الملك "رمسيس الثاني" ومراكب "خوفو"، وقاعات خاصة بالملك "توت عنخ آمون"، ونجد أن الواجهه تتكون من حجر الألباستر، وهو يتألف المتحف من خمسة أدوار، وبالنسبة لحوائط المبنى فهي صُممت شفافة مضاءة ليلاً لترى من مختلف أنحاء القاهرة.
وأضاف أننا نجد أن التنوع الذي يتميز به المتحف يظهر في طرق المداخل والسلالم والممرات الداخلية وطرق وضع التماثيل والقطع الأثرية وفلسفة إبراز الأثر وأهميته، إضافة إلى ذلك الاستعانة بنفس درجات الألوان التي كانت تميز الفن عند المصريين القدماء، وهو ما يظهر على جدران المعابد والتماثيل والنقوش الأثرية، ولهذا تم وضع جميع الإرشادات في المتحف بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والهيروغليفية، كما أنه تم تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير، فنجد تطوير المنطقة الممتدة من ميدان الرماية مروراً بطريق القاهرة إسكندرية الصحراوي وحتى مطار سفنكس وكذلك طريق الفيوم، من خلال أعمال تطويرها ورفع كفاءتها، حيث جارٍ تدعيمها بمسطحات خضراء، ولاند سكيب، وممشى سياحي، بما يتناسب مع مشروع المتحف المصري الكبير.
واستطرد الخبير الأثري أن أعمال التطوير أيضاً بالمنطقة تجميل وطلاء الأسوار وتطوير وسائل الإنارة والإضاءات الجمالية، إلى جانب ذلك زراعة نخيل وتشجير ميدان الرماية ومدخل مساكن الضباط، بالإضافة إلى طلاء جميع العقارات بالطرق المؤدية إلى المتحف المصري الكبير، سواء بالطريق الدائري أو الطرق والمحاور المؤدية للمتحف ومنها طريق إسكندرية الصحراوي، و٢٦ يوليو، والطريق الأبيض.
وأكمل أنه يجري الانتهاء من العديد من مشروعات التطوير والتنمية بمحيط المتحف المصري الكبير والطرق المؤدية إليه، هذا وقد تم افتتاح المتحف تجريبياً في ١٦ أكتوبر ٢٠٢٤م، وتم الإعلان عن افتتاحه رسمياً في ٣ يوليو ٢٠٢٥، ولكن تم إرجاء افتتاحه حتى الربع الأخير من هذا العام بعد الأحداث الجارية والتوترات بالمنطقة لإعطائه الزخم المناسب، وخلال الافتتاح سوف تكون هناك احتفالية عالمية ممتدة لعدة أيام تليق بمكانة مصر الحضارية.
وأوضح، أنه سوف يتم عمل ترنيمة فرعونية يتم غنائها في حفل الافتتاح، حيث أن الاحتفال سوف يحدث لأكثر من يوم، بما يتماشى مع القيمة التاريخية والحضارية لهذا المشروع الضخم.
وأكد أن المتحف المصري الكبير حصل على جائزة "فرساي" والتي ضمن قائمة أجمل سبعة متاحف في العالم لعام ٢٠٢٤م، حيث تمنح الجائزة للمتاحف التي تم افتتاحها أو إعادة افتتاحها، وتبرز فيها قيم التراث المحلي والكفاءة البيئية، مع تأثير إيجابي على بيئتها.