قرار جمهوري بتشكيل مجلس تنسيقي أعلى بين مصر والسعودية لتعزيز التعاون الاستراتيجي

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتشكيل مجلس التنسيق الأعلى بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، في خطوة تُعد ترجمة مباشرة لتطور العلاقات بين البلدين من مجرد شراكة تقليدية إلى تحالف استراتيجي شامل. ويهدف هذا المجلس إلى تنسيق الجهود بين القاهرة والرياض في مختلف القطاعات، وعلى رأسها الاستثمار والاقتصاد والسياسة والأمن.
ويأتي هذا القرار في توقيت يشهد فيه الإقليم تحديات سياسية واقتصادية معقدة، ما يُبرز أهمية التكتلات الثنائية ذات الطابع الاستراتيجي، خاصة بين دولتين تمتلكان ثقلًا كبيرًا على المستويين العربي والدولي. وقد ضم المجلس شخصيات بارزة من الجانبين، تُمثّل مختلف الوزارات والهيئات، ما يعكس تنوع مجالات التعاون المتوقع تعزيزه.
ويُتوقع أن يعمل المجلس على تسريع تنفيذ الاتفاقيات والمشروعات المشتركة، وعلى رأسها مشروعات البنية التحتية والاستثمار العقاري والسياحي، خاصةً في ظل توجه السعودية لتعزيز دورها في المنطقة من خلال "رؤية 2030"، والتي تفتح آفاقًا واسعة أمام المستثمرين المصريين، مقابل فرص مماثلة أمام رؤوس الأموال السعودية في مصر.
كما يهدف المجلس إلى توحيد المواقف السياسية في الملفات الإقليمية الحساسة، بما في ذلك الأزمات في السودان واليمن، وكذلك التنسيق في الملف الفلسطيني، ما قد يُعيد صياغة التوازنات داخل المنطقة لصالح الاستقرار والتنمية. ويُعد هذا التحرك امتدادًا للعلاقات التاريخية بين الشعبين، لكنه يأخذ الآن بُعدًا مؤسسيًا أكثر وضوحًا.
وتُشير هذه الخطوة إلى رغبة سياسية مشتركة في إرساء نموذج للتكامل العربي الفعّال، بعيدًا عن الشعارات، قائم على التخطيط والتنفيذ والمتابعة. ويأمل المراقبون أن ينعكس هذا التعاون سريعًا على الأرض، ليس فقط في الملفات الكبرى، بل في حياة المواطن العادي في البلدين.