كيف وقعت أمريكا في مأزق اقتصادي جراء سياسات رئيسها ترامب؟

مأزق اقتصادي كبير، أعده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولته بمجرد أن وصل إلى سُدة الحُكم، مروجاً له على أنه «يوم التحرير» أو استراتيجية تُجارية جديدة تضع بلاده على الطريق الصحيح في مسار النمو الاقتصادي، على عكس ما توقع الخبراء وأساتذة علم الاقتصاد.
حدة الحرب الاقتصادية
يوم تلو الآخر، تظهر حدة الحرب الاقتصادية التي شنها «ترامب» مُستخدماً سلاح الرسوم الجمركية، فلم يقتصر تأثيرها على الاستثمار فقط بل وصلت إلى المواطن الأمريكي سواء الذي يعمل في وظيفة ما أو الذي لديه أعمال حرة خاصة به، ليعود مُجدداً الرئيس الأمريكي بفرض حالة رسوم أحجبت حالة عدم اليقين على وقع تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على أوروبا وتعريفات بنسبة 25% على الهواتف غير المُصنعة بأمريكا، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعار الأسهم العالمية وتراجع الدولار إلى أدنى مستوياته، حسب وسائل الإعلام العالمية.
استراتيجية «ترامب» التجارية أدت إلى تصاعد المخاوف بأن تستمر حالة عدم القين لنهاية العام الجاري، لذا اتجه كبار المستثمرين إلى تنويع محافظ السندات الخاصة بهم بشكل أكبر في أسواق خارج أمريكا، نظراً لما يترتب على الحرب التجارية لـ «ترامب» والعجز المتزايد في البلاد من تآكل جاذبية أكبر سوق دين في العالم.
استطلاع رأي لـ «بلومبرج»: ارتفاع أسعار السلع اليومية
بينما يراقب قادة العالم والمستهلكون عن كثبت الخطوات التالية لـ «ترامب» أظهر استطلاع رأي لـ «بلومبرج» هي شركة أمريكية تعمل في مجال المالية والبرمجيات والبيانات والإعلام، أن أغلبية الشباب الأمريكيين يرون أن أوضاعهم المالية كانت ستكون أفضل لو لم تُطبق رسوم «ترامب» الجمركية، وتوقع 69% من المشاركين في الاستطلاع، ارتفاع أسعار السلع اليومية نتيجة الرسوم الجمركية.
أكبر إجراء حمائي أمريكي
أدت سلسلة التعريفات الجمركية التي أطلقها «ترامب» خلال ما أسماه بـ «يوم التحرير» أكبر إجراء حمائي أمريكي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلى اضطرابات في الأسواق المالية ومخاوف جديدة من احتمال انزلاق الولايات المتحدة الأمريكية في حالة الركود، ورغم ذلك يواصل «ترامب» الترويج بقوة لأجندته التُجارية باعتبارها استراتيجية لإعادة الوظائف لقطاع التصنيع للولايات المتحدة الأمريكية.