هل يقود النووي الإيراني المفاوضات مع أمريكا إلى نفق مُظلم؟.. تحليل مُهم للغاية

جولة خامسة من المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إيران بشأن الملف النووي في روما، تختلف كثيراً عن الجولات السابقة، خاصة مع مصاحبة هذه الجولة بتهديدات جمة على مختلف المستويات، السياسية والاقتصادية وأيضاً العسكرية، تزيد هذه التهديدات كلما وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود.
قدّم الدكتور محمد مُحسن، خبير الشئون الإيرانية، تحليلاً مُهماً بشأن الجولة الخامسة من المفاوضات، مُجيباً على مختلف الأسئلة المُتعلقة بها، موضحاً أن الجولة مهمة للغاية، لأنها تهتم هذه المرة بوضع آخر نقاط على آخر حروف بين أمريكا وإيران، إذ يُذهب إلى الجولة إيرانياً تحت تهديد إسرائيل، خاصة مع تجهيز إسرائيل لعملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ذلك الأمر الذي أكره إيران بشئ أو بأخر للذهاب إلى هذه الجولة.
التخصيب أمر لا يمكن التفاوض عليه
وفق تحليل «مُحسن» تذهب إيران إلى هذه الجولة لتقول للأمريكان إن مسألة الحديث عن التخصيب أمر لا يمكن التفاوض عليه ولكن يُمكن التفاوض على نسبة التخصيب، أما أن أمريكا تطلب عدم تصخيب اليورانيوم حتى عند مستوى 1% فهو خط أحمر إيراني لا يمكن أن تقبل به إيران وإلا تقبل بمهذلة ومهانة تاريخية.
تأتي الجولة الخامسة، وسط تهديدات عديدة، حسب الدكتور محمد مُحسن، إذ يتم الضغط على إيران للذهاب إلى طاولة المفاوضات في وضع أضعف من وضعها في 2015، فعلى المستوى الفني، تمتلك إسرائيل القدرة على ذلك بعد أن أمدتها أمريكا بأنواع من القنابل والقذائف الخارقة للحصون والكهوف الجبلية ومع ذلك إيران لديها القدرة على الرد الممثال وربما الأكثر وفق تقارير أمريكية.
مدينة نووية بالكامل تحت الأرض
في تطور خطير للمسألة، ذكرت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، أن إيران نفذت تجربة نووية قبل عدة أشهر في الصحراء، وأنشأت مدينة نووية بالكامل تحت الأرض في صحراء سمان.
للعقوبات بُعد مُهم في مسألة الضغط على إيران، إذ تُصدر أمريكا عقوبات شبه أسبوعية تستهدف القطاعات الحيوية في إيران، حسبما أكده الخبير في الشئون الإيرانية، موضحاً أن العقوبات كانت في البداية تتعلق بالصواريخ البالستية الإيرانية ثم بدأت تتطور إلى أن استهدفت قطاعات اقتصادية حيوية لشل حركة وقدرة لزيادة الضغط عليها حتى تضطر للقبول بإملائات سياسية وشروط ربما لا تقبلها في ظل الظروف الطبيعية.
إيران لديها أوراق ضغط أقل
لم يكن وضع إيران حالياً على الساحة الدولية في أفضل حالة لها، إذ أكد الدكتور محمد مُحسن، أن إيران لديها أوراق ضغط أقل من السابع من أكتوبر 2023، وبعد سقوط النظام السوري وتراجع الجماعات المؤيدة لها كحزب الله، فضلاً عن تراجع القوة العسكرية للجماعات التي كانت على وفاق مع إيران في قطاع غزة، فكل ذلك يشير إلى أن إيران لم يعد لديها القدرة التفاوضية الهائلة، فضلاً عن الضغوط التي تُمارس على إيران في الجبهة الشرقية مع طالبان، إذ تنفذ طالبان حرباً مائية مع إيران لتجفيف الأنهار التي تذهب إليها.