فى الذكرى الـ77 لإحياء نكبة 1948
الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية : ”النكبة” حاضرة في وجدان الفلسطينيين والنساء في طليعة رواية الصمود

تحت شعار " لن نرحل .. فلسطين للفلسطينيين " أقام الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالقاهرة ، امس الأربعاء، فعالية وطنية لإحياء الذكرى الـ77 لنكبة عام 1948, بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين، وبمشاركة عدد من الشخصيات الوطنية والمهتمين بالقضية الفلسطينية.
وفي كلمتها الافتتاحية أكدت رئيسة الاتحاد، آمال الأغا، أن ما يشهده قطاع غزة اليوم ليس مجرد عدوان عسكري، بل امتداد واضح لمشروع استعماري يستهدف الوجود الفلسطيني بكل أشكاله، معتبرة أن الاحتلال يعيد إنتاج النكبة من جديد عبر أدوات أكثر وحشية، بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني وطمس حقوقه.
ونوهت الأغا الى إن إحياء ذكرى النكبة ليس مناسبة خطابية، بل فعل مقاوم ضد النسيان، وتجديد للعهد على التمسك بالحق التاريخي في العودة وتحرير الأرض، مشددة على أن النساء الفلسطينيات كنّ دومًا في طليعة من حملن الذاكرة والنضال.
وشهدت الفعالية تقديم عدد من المداخلات النوعية، حيث تناولت المعمارية والباحثة د. عالية سامح عكاشة البعد المكاني في القضية الفلسطينية، من خلال ورقة بعنوان "ذاكرة الشجر والحجر"، تحدثت فيها عن التراث المعماري الفلسطيني باعتباره شاهدًا حيًا على الجغرافيا المغتصبة، مؤكدة أن الهجمة الحالية على غزة تمثل نكبة متجددة تستهدف الإنسان والمكان.
وناقش أستاذ الإعلام الرقمي في جامعة الأقصى د. ماجد تربان، في مداخلته معركة السرديات بين الرواية الفلسطينية والرواية الصهيونية، محذرًا من محاولات الاحتلال السيطرة على وسائل الإعلام لتزييف الواقع، وتقديم نفسه كضحية، بينما يمارس الإبادة الجماعية بحق المدنيين. وشدد تربان على ضرورة الاهتمام بالضفة الغربية والمخيمات الفلسطينية، باعتبارها جزءًا من معركة الهوية وحق العودة.
فيما استعرض د. سليم التلولي، استشاري الصحة النفسية ومسؤول شؤون الجامعات بسفارة فلسطين، رؤية تربوية ونفسية لتعزيز الانتماء الوطني لدى الأجيال الجديدة، خاصة الأطفال اللاجئين الذين لم يروا وطنهم يومًا. وأكد أن حماية الهوية الفلسطينية مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة ولا تنتهي عند المؤسسات.
واختُتمت الفعالية بتأكيد الحضور على أهمية إبقاء قضية اللاجئين وحق العودة في صلب العمل الوطني، ورفض كل المحاولات الرامية لتصفية هذه الحقوق، خاصة ما تتعرض له وكالة "الأونروا" من تضييق واستهداف، بوصفها الشاهد الأممي الأبرز على نكبة شعب لا يزال ينتظر العدالة.
