النهار
الثلاثاء 6 مايو 2025 01:05 صـ 7 ذو القعدة 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
كورال طويق للموسيقى العربية يستلهم الموروث الموسيقي الغنائي في أمسية فنية بجامعة الملك سعود بعد التعادل مع البنك الأهلي.. الزمالك يستأنف تدريباته غداً لمواجهة سيراميكا على غرار الزمالك.. الأهلي يعلن توفير أتوبيسات مجانية لنقل الجماهير لبرج العرب لمواجهة المصري تتويج مستشفيات جامعة الأزهر بنجمة المستشفيات الجامعية من الطبقة الأولى رئيس جامعة الأزهر: التمريض شريك أساسي في النهوض بالمنظومة الصحية وفد من ”مجموعة فيينا” يزور دار الإفتاء ويشيد بدورها في تعزيز السلام ومواجهة خطاب الكراهية السيمنار الدولي الفنزويلي المصري ” عين على التراث المصري” ..في اليوم العالمي للتراث رئيس جامعة مدينة السادات تشهد توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين معهد بحوث الهندسة الوراثية وكلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة بدر بالقاهرة 6 قوافل طبية مجانية في إحياء برج العرب والعامرية بالإسكندرية جامعة المنصورة الجديدة تشارك في مبادرة ”بداية جديدة لضمان جودة التعليم” موقف إمام عاشور.. ترتيب هدافي الدوري المصري بعد الجولة الرابعة محافظ الدقهلية: الجمهورية الجديدة تُبنى بسواعد عمال مصر الشرفاء

تقارير ومتابعات

روتها بطولة الفروسية العسكرية.. حكاية أول احتلال لمصر والانتصار عليه بالخيول

حصان
حصان

«الفروسية» رياضة لها تاريخ مُهم، سطرت مصر صفحاتها على مدار السنون، جعلت منها وسيلة للانتصار ورسالة للسلام ورمزا للقوة والعزة، وهو ما ظهر جلياً خلال مواجهة الهكسوس، إذ كان غزو جماعات الهكسوس لمصر واستقرارهم فيها هو أول مرة يبتلى فيها الوطن باحتلال يحكم أراضيه وقد كان ذلك على أرجح تقدير سنة 1730 قبل الميلاد، وقد كان ذلك بعيد انهيار الأسرة الثالثة عشرة أخر الأسرات الوطنية في الدولة الوسطى.

ذكرت مصر اليوم، العالم أجمع بتاريخها المُهم في هذه الرياضة من خلال بطولة العالم للفروسية رقم 25 بحضور واسع لمختلف دول العالم، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وذلك بالعاصمة الإدارية الجديدة.

روى الدكتور أحمد علي الأنصاري، أستاذ اللغة المصرية القديمة بجامعة سوهاج، تاريخ استخدام الخيول في الدفاع عن الأرض وأيضاً تعزيز الصداقات مع الدول، وهو ما ظهر جلياً في هجوم الهكسوس على مصر، ولمن لا يعرف الهكسوس أو الرعاة فهم قوم من قبائل مختلفة لا تربطهم رابطة، يرجع أصلهم إلى أواسط آسيا، وقد انحدروا غربًا يقصدون النهب والسلب أو الاستعمار والغصب، فتحركت موجاتهم إلى بلاد الرافدين، ثم استقروا في فلسطين وحكموها وهم ليسو من أهلها، ثم حدثتهم أنفسهم أن يغزو مصر.

ولقد كانت حالة مصر الداخلية بعد الأسرة الثالثة عشرة مغرية للهكسوس ولغيرهم بأن يهاجموها ويغزوها، فالاضطراب كان يسودها عقب انهيار هذه الأسرة، والجبهة الداخلية مفككة ومتخاذلة، والتكالب على كرسي السلطة يفرِّق بين أبناء الوطن الواحد، ناهيك عن أن الحالة الاقتصادية والاجتماعية كانتا في تدهور شديد، وفق ما رواه «الأنصاري» ل«النهار»، موضحاً أن مصر كانت تمر بفترة انحلال وضعف قومي يسهِّل على الأجنبي المغير أن ينالَ منها.

أضِفْ إلى ذلك أن الهكسوس الذين أطلق عليهم المصريون القدماء عامو حريو شع أي البدو قاطنو الرمال كانوا يستخدمون في هجماتهم المسلحة سلاحًا جديدًا بالنسبة لذلك العصر، وهو سلاح العرَبات التي تجرُّها الخيول في معاركهم، ولم يكن هذا السلاح مألوفًا ولا معروفًا وقتئذٍ لدى المصريين القدماء، فكان تميزًا للهكسوس في حملاتهم ضد المصريين.

وصف «الأنصاري» غزوهم بأنه جاء مفاجأة لمصر، وهذا أمر بعيد الاحتمال في عرف المصريين ولم يكن في الحسبان، فإن حكام البلاد الأجنبية «حقاو خاسوت» قد انقضُّوا على الدلتا وانتشروا في أنحائها انتشار الجراد، وما لبث أولئك الرعاة أن اختاروا ملكًا عليهم وألزموا الأمراء وخضعت له شرق البلاد.

تخاذلت الأسرة الرابعة عشرة أمام الهكسوس، فحكموا شرق الدلتا حكمًا مباشرًا وعاثوا في الأرض فسادًا، وكانوا أناسا مخرِّبين، فعصفوا بكل مظاهر الحضارة المصرية؛ إذ أنهم لم يكونوا أصحاب حضارة.

وبقيت الأسرة الرابعة عشرة تحكم غربي الدلتا موالية للاستعمار، أما أمراء الوجه القبلي فقد احتفظوا بشبه استقلال ذاتي مع دفع جزية للحكام الأجانب، وهذا معناه أن الهكسوس كانوا يحكمون شرقي الدلتا حكمًا مباشرًا، وكانت لهم السيادة على غربها وجزء من مصر الوسطى، أما الوجه القبلي فكان له شبه استقلال ذاتي ولم يستطع الهكسوس إخضاع طيبة حاضرة الجنوب لحكمهم.

واتخذ الهكسوس عاصمتهم في «أواريس»، شمال شرق الدلتا، إذ أكد الدكتور احمد علي الأنصاري: «يبدو أن المصريين قد أحسنوا الاستعداد للكفاح ضد المحتل؛ إذ أنه لم تكد النداءات لخوض حرب التحرير تبدأ في «طيبة» حتى لبَّى الشعب نداء «سقنن رع» ملك طيبة المجاهد الذي تربى في مدرسة أم وطنية من الطراز الأول هي الملكة تتي شيري ورزقه الله بزوجة ملكية ضربت أروع الأمثلة في الوطنية والفداء وهي الملكة ايعح حوتب، وانضوى الوطنيون تحت لواء الثورة حتى جلا المستعمر عن البلاد سنة 1570 قبل الميلاد.

تعاقبت على البلاد الأسرات الرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة، ولم تبدأ حرب الاستقلال إلا على يد الأسرة السابعة عشرة، ومن المؤكد أن ملوك الأسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة كانوا من الحكام الهكسوس الأجانب، وفق «الأنصاري».

وبعد أن تزعمت طيبة حركة التحرير، بدأت حرب التحرير على يد «سقنن رع» ملك طيبة من ملوك الأسرة السابعة عشرة، وكان أبو فيس الملك الهكسوسي يتحرش بسقنن رع ويتحداه ويعمل على إذلاله، ولكن الملك البطل سقنن رع سارع إلى إعداد العدة لمحاربة المحتل الغاصب وأعلن الحرب على الهكسوس، فحاربهم بمعاونة جيشه وشعبه، وما زال «سقنن رع» يحارب الهكسوس حتى سقط شهيدًا في ميدان القتال.

وبعد مقتله حمل راية الكفاح من بعده ابنه «كامس» Kames فحاربهم واستولى على المدن الواقعة بين الأشمونيين في المنيا الحالية وأطفيح في الجيزة الحالية.

وقتل هو أيضًا في ميدان الكفاح، فخلَفَه أخوه «أحمس» Ahmes الذي ثابر على حرب الهكسوس، واستمر يحاربهم في الصعيد وفي الدلتا حربًا لا هوادة فيها.

واستخدم المصريون السلاح الذي حاربهم به الهكسوس من قبل، سلاح العربات التي تجرها الخيول، كما تذرعوا بالشجاعة والصبر وحب الوطن، فما زالوا يجاهدون الهكسوس حتى تقهقر المحتل إلى مخبئه في «أواريس» التي اتخذوها من قبل حاضرة لملكهم، فحاصرهم فيها المصريون وحملوا عليهم فيها ثلاث حملات، حتى استسلمت سنة 1570 قبل الميلاد.

كانت حرب التحرير ضد الهكسوس حربًا ضروسًا، تجلَّتْ فيها بطولات كتائب التحرير المصرية، سجَّل أحد الضباط الشبان «أحمس بن أبانا» على جدران مقبرته نصوصًا تحكي تفاصيل تدرجه في سلك الجندية وتحكي بطولاته وانعامات الملك أحمس عليه، واستمر الملك أحمس وقائد جيشه أحمس ابن إبانا يحاربان الهكسوس حتى قضيا عليهم واستوليا على عاصمتهم «أواريس»، وتعقَّبهم الملك بعجلته الحربية التي تجرها الخيول في فلسطين، وقضى على فلولهم في «شاروحين» وفروا إلى مواطنهم الأصيلة بعد أن تشتتوا.