النهار
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 03:23 مـ 23 ربيع أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الأهلي أمام علي ماهر قبل موقعة الجمعة بالدوري المصري تغطية اكتتاب المرحلة الأولى لزيادة رأسمال النيل للأدوية 98.7% 21 سبتمبر.. فتح باب الأكتتاب في المرحلة الثانية لزيادة رأسمال شركة القلعة عم يتحول إلى ذئب بشري.. إعدام منتظر بعد الاعتداء على طفلة أسرته بالقليوبية محافظ كفرالشيخ يفتتح المعرض الدائم لتوفير المستلزمات المدرسية للطلاب الأولى بالرعاية مجاناً مدير تعليم الجيزة يتفقد مدارس 6 أكتوبر وحدائق أكتوبر...ويؤكد: تسليم الكتب من اليوم الأول والانضباط شعار العام الدراسي الجديد “الأعلى للإعلام”: دراسة سيناريوهات التعامل مع لعبة ”روبلوكس”.. وأهمية تطوير البنية التحتية التكنولوجية للمؤسسات الإعلامية بالتعاون مع وزارة الأوقاف.. المنوفية تتسلم 2 طن لحوم لتوزيعها علي الأسر الأولى بالرعاية باستثمارات 120 مليون جنيه..«إيجوث» تتولى تطوير فندق« جيت بيتش »وتشغيله بنظام حق الانتفاع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يطلق أعمال الاجتماع الوزاري السابع عشر لوزراء التجارة الأفارقة بالقاهرة بمشاركة واسعة من دول القارة أوقاف الدقهلية تعقد الدورة التدريبية حول قضية الغارمات رئيس جامعة المنصورة يزور جامعة «هاغا-هيليا» بدولة فنلندا لتعزيز سبل التعاون

تقارير ومتابعات

إبراهيم نجم: حماية دور العبادة من الاعتداءات مسؤولية دينية وإنسانية تتطلَّب تضافر الجهود الدولية

ألقى الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمةً خلال فعاليات المؤتمر العالمي للأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية المُنعقِد في لشبونة بالبرتغال، حيث استهلَّ كلمته بنقل تحيات فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى الحضور، وتمنياته لهم بالتوفيق والنجاح في هذا المؤتمر الهام الذي يهدُف إلى تعزيز الحوار بين الحضارات ودعم قِيم التعايش السلمي وحماية الأماكن الدينية والمقدسات.

وأكَّد الدكتور إبراهيم نجم في كلمته أنَّ الاعتداءات المتكررة على دُور العبادة، خاصةً في غزة، حيث تعرَّضت المساجد والكنائس للتدمير، وفي القدس، حيث يواجه المسجد الأقصى تهديدات مستمرة من أجندات متطرفة، تتطلب ردًّا حاسمًا من المؤسسات الفقهية المعتبرة لحماية قدسية هذه الأماكن وتفنيد روايات المتطرفين.

وأوضح الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم أن دُور العبادة ليست مجرد مبانٍ، بل تمثل الهُوية الروحية والذاكرة الجماعية للمجتمعات.

وشدَّد د. نجم على أن حماية الأماكن الدينية ليست فقط واجبًا دينيًّا، بل أيضًا ركن أساسي من أركان السلام والتعايش، مستشهدًا بقول الله تعالى في القرآن الكريم: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [سورة الحج: 40]. وأوضح أن هذا النص القرآني يكرِّس التوجيه الإلهيَّ لحماية التنوع الديني ورفض أي اعتداء على الأماكن المقدسة.

وأشار الدكتور إبراهيم نجم إلى أنَّ الاعتداءات التي طالت دُور العبادة في غزة والقدس ليست مجرد تدمير مادي، بل تمثل تهديدًا خطيرًا للوئام المجتمعي وتعمِّق الجراح والانقسامات. وأضاف أن المسجد الأقصى، باعتباره أحد أقدس المواقع الإسلامية، يواجه تهديدات متصاعدة من أيديولوجيات متطرفة تهدف إلى تغيير وضعه، وهو ما يستوجب تحركًا دينيًّا ودبلوماسيًّا موحَّدًا.

وأشاد د. نجم الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء بالنموذج المصري في حماية دُور العبادة، مؤكدًا أن مصر قدَّمت مثالًا يُحتذى به في الحفاظ على الأماكن المقدسة، حيث قام المسلمون بحماية الكنائس في أوقاتٍ تعرَّضت فيها لعمليات إرهابية واعتداءات، ووقفوا بجانب إخوتهم المسيحيين للدفاع عنها.

وبيَّن أنَّ هذا النموذج يعكس الروح الحقيقية للتسامح والتلاحم الوطني، ويبرز أهمية العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، خاصة في مواجهة محاولات التفرقة وبث الكراهية.

وشدَّد د. نجم على أهمية الدَّور الحيوي للفتاوى الصادرة عن المؤسسات الدينية الوسطية المعتبرة في مواجهة هذه التحديات، موضحًا أن هذه الفتاوى يمكن أن تسهم في إدانة الاعتداءات على دُور العبادة وحماية قدسية المسجد الأقصى من خلال إصدار بيانات واضحة ترفض استهداف المقدسات.

كما أشار إلى دَورها في تفنيد مزاعم الجماعات المتطرفة التي تستغل النصوص الدينية لتبرير الاعتداءات، والتأكيد على أن الإسلام يحرِّم بشكل قاطع تدمير الأماكن التي يُذكر فيها اسم الله.

وأضاف فضيلته أن هذه الفتاوى يجب أن تدعو إلى تعزيز التضامن بين الأديان عبر تعاون مشترك لحماية المواقع المقدسة، بما يجسِّد رسالة الإسلام في دعم التعايش السلمي. كما يمكن لهذه الفتاوى تقديم أطر أخلاقية تسهم في دعم الجهود الدبلوماسية لمحاسبة المعتدين وحماية التراث الديني.

وفي ختام كلمته، استشهد د. إبراهيم نجم بتجربة أذربيجان في إعادة بناء وترميم المساجد والكنائس التي تعرضت للدمار، مشيدًا بالجهود التي تعكس قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأديان.

وأكد أن حماية دُور العبادة مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا عالميًّا بين الحكومات والمؤسسات الدينية لضمان بقاء هذه الأماكن ملاذات للسلام والتأمل والوحدة للأجيال القادمة.

موضوعات متعلقة