لماذا يتردد العراق في الخروج من تحت العباءة الامريكية ؟
رغم كل الضغوط التي مارستها الفصائل المسلحة الموجودة في العراق، أعلنت بغداد، تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة في البلاد، بسبب ما وصفتها بالتطورات الأخيرة، والتي لم تحددها.
وأوضحت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، أن "اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية التي تضم مسؤولين من البلدين ناقشت تفاصيل سحب المستشارين من المواقع العسكرية".
وأضاف البيان: "ركزت أعمال اللجنة العسكرية العليا خلال الأشهر الماضية على تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب".
ويأتي هذا القرار في ظل وضع إقليمي متوتر ومخاوف من التصعيد في المنطقة على وقع التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
وفي الوقت الذي يرى فيه مهتمون بالشأن العراقي أن الموعد قد حان لمغادرة التحالف الدولي البلاد، تؤكد أصوات أخرى على ضرورة الإبقاء على "الشرطي الأميركي" في العراق من أجل إبعاد أي أطراف قد تحاول اختطاف الدولة.
يقول الدكتور محسن سعداوي الخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية العراقية أن الوضع الأمني في العراق بحاجة ماسة إلى التعاون الدولي لتقديم الدعم اللوجيستي والاستشارة والتدريب والتسليح.
واضاف سعداوي أن الحكومة العراقية كان بإمكانها أن تطلب انسحاب القوات الأجنبية منذ أكثر من سنة، لكن الحاجة الماسة لهذه القوات يؤجل هذا القرار و أن مصلحة العراق الذي يعتبر ضحية للصراع الإقليمي تتطلب وجود دعم دولي، لتحقيق السلم المجتمعي وتمكين القوات المسلحة.
ويعتبر سعداوي أن الحكومة العراقية هي اليوم في موقف محرج أمام العمليات التي يقوم بها التحالف الدولي داخل الأراضي العراقية، وأيضا وسط تقديم بغداد لضمانات بالسيطرة على السلاح المنفلت في يد الفصائل التي تشن هجمات في الداخل والخارج العراقي.