النهار
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 07:41 مـ 21 ربيع آخر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
الاستاد.. حلم الأهلاوية في الانتخابات المقبلة الخدمات والرعاية الطبية يتصدران اهتمام قائمة الخطيب في انتخابات الأهلي تحرك قانوني من المخرج عمر سلامة ضد إحدى شركات الإنتاج.. ويعلق: لها سوابق ومدانة بأحكام قضائية ”وايدبوت” تُطلق أول وكيل ذكاء اصطناعي صوتي عبر مكالمات واتساب للأعمال في الشرق الأوسط ريلمي تعيد تعريف معايير الهواتف المتوسطة عبر الابتكار والاستثمار المستمر في سلسلة realme 15 بعد إلغاء استمارة 6.. مصر تُحصّن العمال من قرارات الفصل غير العادلة الهاشتاج أداة تنسيق رئيسية لهجمات نشطاء القرصنة محمد إمام يبدأ تصوير المشاهد الأولي لفيلم ”شمس الزناتى 2” .. صور وزير البترول: طرح مزايدة عالمية جديدة للبحث عن البترول والغاز بالبحر الأحمر قريباً عبر بوابة الاستكشاف الرقمية EUG ”تكريم شخصيات مؤثرة ومعرض بالفعاليات وأمال ماهر للإفتتاح” ...دار الأوبرا تستقبل حفل أفتتاح مهرجان الموسيقى العربية ”سيبتلى قلبي” لأنغام تواصل تحقيق نجاحاتها وتحصد المليون الثالث عبر موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب نقيب الإعلاميين: قمة شرم الشيخ أثبتت أن مصر هي رمانة الميزان في استقرار المنطقة

فن

اندثار المجلات الثقافية في مصر.. صراع بين التحديات الاقتصادية والرقمية

طه حسين
طه حسين

لطالما كانت مصر منارة للصحافة الثقافية، حيث أُطلقت أول مجلة متخصصة عام 1892 تحت اسم "الهلال الثقافية"، والتي أصبحت مرجعًا في الصحافة العربية. وتبعتها مجلة "الرسالة" عام 1933، التي ضمت مقالات كبار الأدباء مثل زكي نجيب محمود، العقاد، أحمد أمين، مصطفى صادق الرافعي، طه حسين، محمود محمد شاكر، والشابي.

بمرور الوقت، ظهرت مجلات أخرى، أبرزها "جاليري 68 أدباء"، بمشاركة أحمد مرسي وإدوارد الخراط، لكنها لم تصمد طويلًا. لاحقًا، برزت "القاهرة" كآخر إصدار ثقافي متخصص، لكنها تحولت إلى جريدة تصدر عن وزارة الثقافة المصرية.

هذا التراجع يطرح تساؤلًا هامًا: لماذا تلاشت المجلات الثقافية في مصر؟

يعتقد الناقد الأدبي محمد عبد الرحمن أن السبب الرئيسي وراء اختفاء هذه المجلات يعود إلى الأزمات المالية، إذ لم تحظَ بدعم مستدام يضمن استمرارها. وأوضح لـ"النهار" أن "الرسالة" توقفت بسبب غياب بيئة ثقافية موحدة تدعمها في ظل التغيرات المتلاحقة.

من جانبه، يرى الناقد حسين حمودة أن التطور التكنولوجي أدى إلى تراجع شعبية المجلات الثقافية، حيث باتت الكتب المسموعة أكثر جذبًا للجمهور، مما جعل الإقبال على الصحافة الثقافية التقليدية محدودًا. وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت توفر منصة بديلة للكتاب، حيث يمكنهم نشر مقالاتهم مباشرة والوصول إلى جمهور أوسع، وهو ما أفقد المجلات الثقافية دورها التقليدي.

أما الدكتور عادل ضرغام، أستاذ الأدب بجامعة الفيوم، فيشير إلى أن ارتفاع تكاليف صناعة الصحافة المطبوعة جعل استمرارها أمرًا بالغ الصعوبة. وأوضح أن الإنتاج الصحفي يتطلب ميزانيات ضخمة للطباعة والتوزيع، وهو ما دفع العديد من الناشرين إلى تقليص أو إيقاف إصداراتهم المطبوعة.

ويرى بعض الخبراء أن الحل يكمن في التحول إلى الإصدارات الرقمية التفاعلية، حيث يمكن استغلال الوسائط المتعددة لجذب القارئ. فبدلًا من الاعتماد على الشكل التقليدي، يمكن أن تتبنى المجلات الثقافية نماذج حديثة تعتمد على الفيديوهات التوضيحية، والبودكاست، والمقالات التفاعلية، مما يجعل المحتوى أكثر حيوية ومواكبًا للعصر.

في ظل هذه التحديات، تبقى الصحافة الثقافية في مصر بين مطرقة الأزمات المالية وسندان التحول الرقمي، ما يثير التساؤل حول إمكانية إحيائها بوسائل جديدة تتناسب مع معطيات العصر الحالي. ربما يكون المستقبل للمجلات الإلكترونية التي تحافظ على الهوية الثقافية، مع تقديم محتوى يتناسب مع متغيرات العصر الحديث