النهار
الجمعة 1 أغسطس 2025 01:30 صـ 5 صفر 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
نقابة الصحفيين: ننعي الضمير الإنساني الذي صمت على حرب التجويع بحق الشعب الفلسطيني في غزة الجيش السوداني ينجح في صد هجوم شنته ”قوات الدعم السريع” على الفاشر حماس : سلاح المقاومة حق وطني وقانوني باق طالما بقي الاحتلال دار الإفتاء المصرية تستقبل وفدًا ماليزيًا لبحث آفاق الشراكة في مجالات التدريب والإفتاء وتبادل الخبرات العلمية الصحة الفلسطينية : كل ساعة تمر تشهد وفاة مزيد من الأطفال بغزة إنفراد.. ”مهمات جديدة” بالحركة الداخلية لمديرية أمن الـقليوبية ضبط 723 كيلو لحوم مجهولة المصدر خلال حملة تموينية بمركز بيلا في كفر الشيخ برلماني يدعو المصريين للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ: ”صوتك أمانة ومسؤولية وطنية” 504 مقراً جاهزاً لاستقبال الناخبين في انتخابات الشيوخ بسوهاج النائب الجبلاوي بعد فيديو المشادة مع لجنة رئاسة الوزراء بقنا: السيارة ليست معاقين والواقعة قديمة من عام ونصف محافظ البحيرة تقود حملة رقابية بإيتاي البارود وكوم حمادة لضبط الأسعار والتأكد من جودة السلع لأ أنا محدش يوقفني.. مشادة بين برلماني في قنا ولجنة رئاسة الوزراء لفحص سيارات المعاقين

حوادث

بسبب توكتوك.. بلطجية تتخلص من شاب و تلقي بالجثة فى المقابر و الأسرة تروي التفاصيل

محررة النهآر مع أسرة الضحية
محررة النهآر مع أسرة الضحية

وسط سكون الموتى حيث لا صوت يعلو فوق صرخات الأحياء التي تخرج من هنا وهناك، هذا فقد عزيز وذاك فقد غالي و بين هذا و ذاك دموع لا تتوقف و ألم لا ينتهي بمرور الأيام يتجدد بالزيارة و توقظه المواقف و اللحظات، و بين تلك الألم التي تفتح أبوابها من جديد بمجرد مرورك لمقابر السيد نفيسة و تحديدا خلف المسجد، حيث تجلس والدة هاني (ضحية غدر لسرقة توكتوك بالسيدة زينب) امرأة فى مطلع الستينيات من عمرها و دموعها تنهمر فى أول زيارة لنجلها بعد وفاته منذ أيام و تلتف حولها شقيقاته و بناته حيث لا يتجاوز عمر أكبرهم ال ١٥ عام و أصغرهم لا يتجاوز ال ٥ سنوات، فعلى صمت طال وقته، ثم أستعادة كلماتها و بدأت تروي لمحررة "النهار" تفاصيل مقتل نجلها.

"قلبي محروق و فيه نار ياريتهم سرقوا التوكتوك و ابني رجع ليا" بهذه الكلمات بدأت تروي والدة هاني تفاصيل مقتله على يد ثلاث من البلطجية لسرقة توكتوك الخاص به قائلة: فى صباح يوم الأحد الماضي قبل أذان الفجر، طلب نجلي هاني مفتاح "التوكتوك" من شقيقه الأصغر حتى يخرج به و يجلب قوت يومه و أبنائه الثلاثة "بنتين و ولد" حيث هاتفهم أمس و وعدوه بزيارة فى اليوم التالي فهو منفصل عن والدة أبنائه منذ فترة، خرج هاني صاحب ال 42 عاما على "التوكتوك" ولم يعود مجدد، فى الصباح الباكر جاءت الشرطة تحمل البطاقة الشخصية و تدق الباب على أسرته و هرولت الأم إلهم و رددت " ابني حصل فيه ايه لو عمل حاجه غلط كنتوا عملتوا محضر وخلاص" ليرد عليها نجلها الأصغر "ياما استني نفهم فيه ايه" لترد الأم بينما تتسارع دقات قلبها الذي شعر بأذى تجاه نجلها ورددت " ابني أتغز فى مكان و انتوا بتعملوا إثبات حالة" لتفهم من الصمت الذي ساد المكان المكروه الذي أصاب نجلها الأكبر لكن المكروه هذه المرة أكبر من مرض السكري الذي نهش جسده منذ سنوات حتي بتر قدمه اليمنى تمام و تحول بعدها لشخص شديد العصبية و الجلوس وحيدا.

تابعت الأم المكلومة قائلة: انفطر قلبي بصمت الجميع و تأكد قلبي من الوجع الذي أصابه و لن تعالجه الأيام رحل سندي و فلذة كبدي، هرولت إلي مشرحة زينهم كي أري وجه نجلي للمرة الأخيرة فأمس كان يجلس معي و أعادني إلي المنزل ليلا من فرح أحدي الأقارب و كان مبتسم، و صباحاً أكد لي عودته فى الصباح الباكر و معه الفطار كي نتناوله معاً و رددت و الدموع تنهمر "هجبلك الكحك اللي بتحبيه نفطر مع بعض ياما"لكنه لم يوفي بوعده عاد و لم يعود بالفطار.

على جانب آخر من المقبرة تجلس شقيقته المنفصلة عن زوجها و تقيم معه بالمنزل منذ فترة و عيونها مدمعة ورددت "أحن اخ فى الدنيا عمره ما آخر حاجه عن ولادي"، كان مبتسماً دائما راضيا بمرضه لكن لم أتوقع يوما أن يرحل بهذه الطريقة الوحشية و أن تنصب له البلطجية رغم بتر قدمه و مرضه فخاً حتي تسلب من حياته قبل " التوكتوك" لقى شقيقي طعنة نافذة فى رقبته من الجانب الأيمن و عدة ضربات على رأسه من الخلف فهم جبناء لا تقوى على مواجهة قعيد من الأمام، لم ترحم البلطجية شقيقي و ام ينظروا إلي مرضه و حالته الضعيفة و رددت "الكاميرات جابت ثلاث شباب ركبوا مع اخويا و راحوا الخليفة و عند المسجد ضربوه و اخدوا التوكتوك و راموا الجثة فى المقابر"، رحل ضحية غدر و لن نترك حقه وطالبت القصاص العاجل للمجرمين.