النهار
السبت 1 نوفمبر 2025 06:08 صـ 10 جمادى أول 1447 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
معهد ناصر ينجح في استئصال ورم ملاصق لجذع المخ باستخدام أحدث التقنيات الجراحية عبد الرؤوف مدير فني مؤقت للزمالك حال إقالة فيريرا ذي يزن بن هيثم يصل إلى القاهرة للمشاركة غدا في افتتاح المتحف المصري الكبير الرئيس محمود عباس يقلد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية الوشاح الأكبر من وسام دولة فلسطين ندب الطبيب الشرعي لجثمان موظف بالصحة بعد مقتله بطلق ناري في قنا خلاف قديم يتحول لمشاجرة دامية بطوخ.. 6 مصابين والأمن يتدخل ويضبط الجناة السفير حمد الزعابي: المتحف المصري الكبير صرح حضاري فريد يجسد رؤية مصر العريقة في صون حضارتها العظيمة وتقديمها للعالم بروحٍ معاصرة تليق... ملك المغرب: مبادرة الحكم الذاتي للصحراء هي الحل الوحيد الواقعي أنغامي تحتفي بفخرها الوطني وتُظهر دعمها لمصر في افتتاح المتحف المصري الكبير رئيس اتحاد اليد : تعلمنا من دروس الماضي في مواجهة إسبانيا .. وحلمنا العودة بكاس العالم مع افتتاح المتحف الكبير واشنطن : نرحب بالاستثمار فى سوريا بما يدعم قيام دولة يسودها السلام حريق هائل في ولاية نزوى بسلطنة عمان وفرق الدفاع تتدخل

منوعات

بطريقة خاصة.. ”ملك الشاي” التونسي يتضامن مع درنة الليبية

 الرحالة التونسي
الرحالة التونسي

صنع رجل تونسي لنفسه شهرة واسعة عندما قرر التضامن مع سكان مدينة درنة الليبية على طريقته الخاصة وذلك بعد إعصار "دانيال" المدمر الذي ضرب المدينة الواقعة شرق البلاد والمطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وقرر فاتح بعداش، وهو كهل تونسي من محافظة قابس، (جنوب شرق)، ويعمل نادلا في أحد المقاهي، زيارة درنة مشيا على الأقدام وذلك للتضامن مع أهلها ومؤازرة عائلات الضحايا والمتضررين والتعبير عن مواساته للمتساكنين بعد الأضرار والخسائر الفادحة التي خلفها إعصار دانيال في سبتمبر الماضي.

ورغم أن بعداش الرجل التلقائي المسكون بحب المغامرة، لم يكن سوى عامل بسيط، إلا أنه تحول إلى "بطل" وصنع شهرة كبيرة في منصات التواصل واعتبر الكثير من المتابعين والمدونين أنه قدم مثالا جميلا في المؤازرة والتضامن مع الليبيين الذين تضرروا من إعصار مدينة درنة.

كيف كانت القصة؟

في أواخر شهر سبتمبر الماضي، بدأ الفاتح بعداش والذي يلقب في المنطقة التي يعمل بها بأنه "ملك الشاي"، بحكم أنه يعد الشاي بطريقة مميزة ويوزعه في المقهى، رحلته نحو مدينة درنة، وفي ساعات الصباح قطع أولى خطواته من وسط محافظة قابس، سيرا على الأقدام، حاملا الراية التونسية وبعضا من الأمتعة ومظلة تقيه حر الشمس كتب عليها عبارة "كلنا درنة كلنا خوت" (إخوة).

وقطع الرحالة التونسي مسافة تناهز 800 كيلومترا في الذهاب ومثلها في العودة، رافضا ركوب أية وسيلة نقل رغم الأوضاع المناخية الصعبة وحرارة الطقس المرتفعة والصعوبات التي اعترضته أثناء رحلته.

وفي تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، قال بعداش، البالغ من العمر 54 عاما: "عملت في ليبيا لسنوات طويلة، اشتغلت طباخا ونادلا في درنة وفي بنغازي وعدد آخر من مدن ليبيا، عرفت أناسا كثيرين هناك كانوا من بين ضحايا الزلزال، آخرون فقدوا منازلهم وتضرروا بشكل كبير جراء الكارثة، حزنت كثيرا وعشت أياما صعبة لفقدان أصدقائي، تونس وليبيا شعب واحد، قررت في لحظة أن أعبر عن مؤازرتي لدرنة ولكن بزيارة المدينة مشيا على الأقدام ودون مساعدات أو مقابل مادي أو أدوية ما عدا كميات من المياه وحقيبة بها بعض الأمتعة".

وحول مدة الرحلة ومراحلها والمخاطر التي حفت بها، قال الرحالة التونسي: "لم تكن لي أية خريطة أو دليل لأعرف الطريق، خرجت من قابس وبدأت في السير، استعنت بالأهالي وكان هؤلاء هم دليلي في رحلتي، كنت أقطع يوميا 50 كيلومترا وأستريح قليلا، في أحد الأيام قطعت 70 كيلومترا، ووجدت من سكان المدن التي مرت بها كل العون والمساعدة، هناك من أعطاني أمتعة وأغطية وأشياء أخرى، أشكر الجميع لأنهم جعلوني سعيدا وخففوا عني مشاق الرحلة وعناء المشي على القدمين في ظروف مناخية صعبة، قررت التحدي ونجحت في ذلك، أشعر بسعادة غامرة، قد تكون هذه الحركة بسيطة ولكنها تمثل رسالة عميقة للتضامن والتآزر بعد كارثة إعصار درنة".

ويشار إلى أن فاتح بعداش لم يتلق أية مساعدة من السلطات في محافظة قابس وفق قوله، إذ رفض مسؤول محلي هناك حتى تسليمه علم تونس ليرافقه في رحلته.

ويواصل المغامر رواية رحلته قائلا: "في بعض الأيام كنت أسير ليلا بحكم الحرارة المنخفضة، وفي أيام أخرى أنطلق في ساعات الصباح الأولى، مع أني أركن للراحة بعد مسيرة ساعتين أو أكثر بقليل، وصلت درنة وقدمت رسالتي وتحدثت مع أهالي الضحايا والمتضررين، كانت الرحلة شاقة وطويلة إذ ناهزت 800 كيلومترا، وفي رحلة العودة قطعت المسافة ذاتها، إنها سعادة كبيرة أن أقدم مشاعر التعازي والمؤازرة بتلك الطريقة، أعتقد أني أول شخص في العالم يزور درنة سيرا على الأقدام".

ويذكر أن بعداش تعرض أثناء رحلته إلى متاعب صحية بحكم طول المسافة وشدة الحر لكن ذلك لم يثنه عن مواصلة طريقه، مؤكدا أن الطريقة الخاصة للتضامن مع الليبين وضحايا السيول والفيضانات وهو أقل واجب تجاه الأشقاء بحسب قوله.

وأضاف في تصريحاته لموقع سكاي نيوز عربية: " آمل أن يصل صدى رحلتي إلى العالم من أجل تسليط الضوء أكثر على الكارثة التي تعرضت لها مدينة درنة، هناك أناس فقدوا ذويهم وأطفال أصبحوا يتامى فضلا عن الأضرار المادية الفادحة حيث فقد الكثيرون مساكنهم التي جرفتها المياه."

وكانت المغامرة التي أقدم عليها حظيت بتفاعل كبير عبر منصات التواصل إذ أشاد كثيرون بما اعتبروه "مبادرة طيبة أقدم عليها هذا المواطن التونسي تلخص في الأصل ما بعمق الرجل من إحساس عربي وإنساني عميق وهي رسالة ومبادرة تساهم بشكل أو بآخر في مد جسور المحبة بين تونس وليبيا"

كما دون آخرون: "إن ما أقدم عليه التونسي فاتح بعداش سجله التاريخ بأحرف من ذهب".