الإثنين 20 مايو 2024 03:06 مـ 12 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

مدينة منوف تحي الليلة الكبيرة للعارف بالله «سيدي حكيم» مساء اليوم

تحي مدينة منوف الليلة الكبيرة للعارف بالله «سيدي حكيم» مساء اليوم الخميس ويحي الحفل الشيخ سعيد شرف التمادى بحضور كوكبة من الطرق الصوفية والشخصيات العامة وأهالي منوف .

وتعود حكاية بئر من الفتح الإسلامي تشفى من الأمراض المستعصية والسحر.. مياهها تعالج «الأملاح الزائدة».. السكان يتوافدون إليها يوميا.. و«شيخ» يؤكد: تشبه «بئر زمزم»طبيب رفض أن يغادر الدنيا إلا بعد أن يترك أثرًا ودعوة تحولت إلى واقع في بئر سحيقة تنبع منها المياه النقية منذ مئات السنين، دون أن يقل منسوبها أو يتغير طعم مياها، يرتادها الكثيرون من أبناء مدينة منوف وقرى محافظة المنوفية كافة، كما يأتى إليها المواطنون من المحافظات المجاورة للشرب منها بغرض الشفاء وأخذ البركة.

والبئر داخل ضريح داخل مسجد سيدى حكيم بمدينة منوف، وقد نسجت حولها العديد من القصص التي تحولت إلى إرث يتوارثه الأحفاد عن الآباء والأجداد، حول قدرة مياهها على إزالة الأوجاع والأمراض من جسم الإنسان.

ويرجع أصل البئر- بحسب الرواية المتداولة- إلى داوود بن سعيد الحكيم ، الذي أتى إلى مصر إبان فتحها على يد عمرو بن العاص واستقر بمدينة منوف في محافظة المنوفية، واستشهد بها، لكنه قبل استشهاده دعا الله أن يجعل بئرًا في مكان استشهاده يصبح ماؤها شفاءً للناس وتحقق له ما أراد، كما يقول الأثر الخاص بالبئر وكيفية وجوده.

وترجع كنية "الحكيم" نسبة إلى مهنة الطب التي كان يمتهنها، كما يقول عنه خادم البئر ورواده، وكما ورد في اللوحة المثبتة على إحدى جدران الغرفة التي تحولت لضريح فيما بعد، حيث ذكرت المخطوطة أنه طبيب من ذرية الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه.

واختلفت الأقاويل حول تلك البئر لكن لا يعلم أحد بالتحديد متي وجدت أو الحقبة الزمنية التي حفرت فيها، لكن الثابت أنها كانت في أعقاب الفتح الإسلامى لمصر في العام التاسع عشر بعد الهجرة والأربعين بعد الستمائة من الميلاد.

وإستخدم بعض النسوة مياه البئر في أغراض الاستحمام، وظل ذلك قائما إلى سنوات قليلة مضت ،إلى أن تم التوصل لتغطيتها بعد توصيل ماسورة بموتور رافع للمياه وتركيب صنبور للراغبين في الشرب من تلك المياه بغرض البركة أو الاستشفاء.

وفى أسفل البئر ثلاث عيون تضخ المياه الباردة صيفًا والدافئة شتاءً دون أن تنضب، وأجريت التحاليل الكاملة لتلك المياه من خلال مديرية الشئون الصحية بالمنوفية، للتأكد من صلاحية المياه، وأكدت النتائج أن مياه البئر ليس بها أي أضرار أو راوسب، وأنها نظيفة دون فلاتر أو وسائل لتنقيتها.

ويقوم على خدمة البئر رجل سبعينى العمر يدعى سعيد شرويد خادم البئر والضريح كما يعرف نفسه، يشير إلى أنه لا يعرف متى حفرت البئر، لكنه في الوقت ذاته يؤكد أن منسوب المياه بالبئر لم يقل أبدًا، رغم سحب المياه منه بصورة كبيرة يوميًا، بسبب رواد المكان والراغبين في الشرب من تلك المياه.

"خد من عبد الله واتكل على الله".. كان رد شرويد عن قدرة مياه البئر على شفاء ذوى العلل والأمراض، لافتًا إلى أن المرض والشفاء بيد الله، لكن مياه البئر بالفعل ساهمت في شفاء العديد من المواطنين - على حد قوله.