رغم تراجع سعر الأوقية عالمياً هل ستتكرر لعبة مسوقجية الذهب مرة أخرى بمصر؟!

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنحو 275 جنيهًا منذ تعاملات الخميس الماضي، نتيجة تحركات في سعر الدولار بالأسواق الموازية ليسجل نحو 40 جنيهًا، بجانب اعتماد سوق الذهب على سعر دولار تحوطي سجل نحو 45 جنيهًا، وسط توقعات بخفض جديد في قيمة الجنيه أمام الدولار.

يأتي ذلك بعد تذبذب في نطاق ضيق من التداولات لأكثر من شهر ، أي بعد سلسلة طويلة من انحصار التداولات بين مستويات 2150 – 2175 جنيه للجرام عيار 21، ووسط تجاهل تام لانخفاض أسعار الذهب عالمياً ، حيث سجلت سعر الأونصة العالمية أدنى مستوى عند 1913 دولار للأونصة، ليفقد الذهب منذ بداية الأسبوع نحو 30 دولار تقريباً منخفضاً بنسبة 1.6%.، ليتخطى سعر جرام عيار 21 محلياُ حاجز الـ2400 ، كما ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى 19600 جنيه.

وتعليقاً على ذلك، أرجع عبد الحميد عز الدين، محلل سوق الذهب ، السبب وراء الارتفاع الملحوظ بسعر الذهب بالسوق المصري لعدة أمور أهمها إعلان وكالة موديز العالمية للتصنيف الائتماني عن مراجعة التصنيف الائتماني لمصر بهدف خفضه، خاصة وأنها كانت قد خفضت تصنيف مصر الائتماني قبل 3 أشهر ليصل إلى التصنيف الائتماني الحالي عند B3 أي ما يعد أقل بـ 6 درجات من تصنيف الدرجة الاستثمارية، بجانب خفض مؤسسة سيتي جروب الأمريكية نظرتها المتفائلة للسندات المصرية بسبب التقدم الضعيف للحكومة في ملف بيع الأصول الحكومية، وأنها قد تكون غير كافية لتلافي المخاطر الاقتصادية.

واستطرد عبد الحميد – تصريحاته لـ"النهار"- قائلاً :" إن الأسباب لم تتوقف عند ذلك، إذ أن أدوات الديون الدولارية لمصر خلال شهر أغسطس الجاري شهدت أسوأ أداء في الأسواق الناشئة لتخسر 3%، وذلك بعد أداء جيد خلال الشهر الماضي بعد اعلان الحكومة عن بيع أصول بمقدار 1.9 مليار دولار، هذا بالإضافة لموافقة صندوق النقد الدولي على تأجيل مراجعته الأولى حتى منتصف سبتمبر المقبل، الأمر الذي ينذر عن الاستعداد لحدوث تعويم أو خفض جديد في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، وهذا ما أدى لارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية بعد فترة طويلة من الاستقرار ليصل لـ40 جنيهاً، الأمر الذي يعكس تزايد المخاوف وعدم اليقين في الأسواق، موضحاً أن كل هذه الأمور أدت لزيادة الضغط على أسواق الذهب المحلية وزيادة التوترات وعودة المخاوف إلى الأسواق ومن ثم تسبب في الارتفاع الملحوظ لأسعار الذهب بالسوق المحلي، لتعود السيولة النقدية إلى أسواق الذهب من جديد".