جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

شعبان خليفة يكتب : الملف الأسود لآبى أحمد ... إثيوبيا تعيش عصر القتل الجماعى والنهب العظيم

آبى أحمد
-

منذ أن حصل آبى أحمد على جائزة نوبل للسلام وهو يتعامل معها بوصفها رخصة ليصبح زومبى يرتكب كل الموبقات، وينتهك كل المحرمات، فبعدها اندلع القتال فى تيجراى فاستخدم كل الأسلحة المحرمة وغير المشروعة ليرتكب مذابح إبادة جماعية ويتسبب فى مجاعات، وعمليات اغتصاب بشعة للنساء ثم وصل خطره وضرره لجيرانه بدوره المشبوه فى مخطط لتسليع المياه عبر سد الخراب الذى يستهدف مصر والسودان، وظل آبى أحمد يراوغ ويراوغ حتى حقق مبتغاه عقب إنجاز 90% من السد بعدها أصبح يرفض أى اتفاق ملزم أو حديث عن حصص مياه أو إدارة للسد تضمن ألا يتسبب فى كوارث لمصر والسودان.

ما من شك فى أن ما قام به آبى أحمد فى تيجراى أجبر ما يقرب من مليونى شخص على ترك منازلهم، وأدى إلى مقتل عشرات الآلآف وتسبب فى تجويع مئات الآلاف.

وما قام به فى بنى شنقول من بناء للسد وبدء الملء الأول ثم التهديد بالبدء فى الملء الثانى بإرادة منفردة يهدد بمخاطر وكوارث جسيمة على مصر والسودان فى المستقبل والآن.

كل هذا والعالم يتفرج ليضيف آبى أحمد كل يوم جريمة جديدة لجرائمه الكثيرة ليتضخم ملفه الأسود الذى نعرض بعضًا منه فى هذه السطور التالية:

(1) إبادة

شهادات حية على جريمة القرن فى إثيوبيا

ما ارتكبه آبى أحمد فى تيجراى ليس مجرد جريمة إبادة عادية بل إنه بلا جدال أبرز جرائم القرن الحادى والعشرين بشهادة من شاهده من الصحفيين والإعلاميين.. يصف مراسل "سى إن إن" الأمريكية ما شاهده من مذابح فى تيجراى فيقول:

«الأردية البيضاء تمخضت بالدماء، والجثث تناثرت فى الحقول القاحلة والمُنبتة ومجارى النهر الجاف وأصيب آخرون بالرصاص على عتبات بيوتهم وأيديهم مكبلة بالأحزمة، كان من بين القتلى قساوسة وشيوخ ونساء وعائلات بأكملها ومجموعة تضم أكثر من 20 تلميذًا من مرتادى مدارس الأحد، بعضهم لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره» ثم يضيف «الجنود بدأوا يطرقون الأبواب بابًا بابًا، ويسحبون ساكنيها خارجها، وأجبرت الأمهات على ربط أبنائهن، وتم إطلاق الرصاص على امرأة حامل وقتل زوجها، واختبأ بعض الناجين تحت جثث القتلى واستمرت تلك الفوضى لمدة 3 أيام، حيث قام الجنود بذبح السكان المحليين والنازحين، ومنعوا دفن الجثث ثم أخيرا سمح الجنود بدفن الجثث لكنهم منعوا أى شخص من إقامة الحداد على الضحايا».

شهادات مروعة

بينما يصف مراسل بى بى سى البريطانية المأساة فيقول:

«حاول الأهالى الفرار على أقدامهم، وتسلقوا ممرات شديدة الانحدار إلى القرى المجاورة، ولكن الجنود تتبعوهم وأطلقوا عليهم الرصاص عند سفح الجبل.. هناك أطفال قتلوا بالرصاص والسكاكين فى حرب تيجراى وآخرون أصيبوا برصاص المدفعية الثقيلة أو أصيبوا بطعنات أو شظايا. بعضهم فقد أطرافه بسبب الدوس على الألغام الأرضية».

فيما يقول والد أحد الضحايا، ويدعى جبرى زينبى، فى شهادته: "خرجت بنتى وابن عمها للعب فى الفناء وفجأة رأيا أشخاصًا يركضون، ركضوا أيضًا، وأصيب كلاهما بالرصاص». يضيف «أصيبت ابنتى البالغة من العمر 15 عامًا فى خدها الأيمن وخرجت الرصاصة من عينها اليسرى».

أطباء بلا حدود

تقول منظمة أطباء بلا حدود إن أقل من 15٪ من مراكز الرعاية الصحية تعمل بشكل طبيعى فى تيجراى، تم نهب معظمها وتضرر الكثير منها عمدًا.

وبحسب موسى تسفاى أتسباها، الرئيس الإدارى ومدير تطوير الأعمال فى مستشفى أيدر، فإنه بسبب المعارك المستمرة وإغلاق الطرق، فإن نسبة صغيرة فقط من المصابين يصلون إلى المدينة لتلقى العلاج، وبالمثل يقول الآباء مقابل كل طفل ناجٍ فى المستشفى، لم ينجُ العديد من الأطفال.

حداد

مايكل كاشاى، 16 عامًا، كان طالبًا فى المدرسة تعرضت أسرته لضرب بالمدفعية الثقيلة. فقد مايكل الجزء السفلى من ساقه اليسرى، وقتل فى الهجوم شقيقه 19 عاما.

يقول مايكل لـ«بى بى سى»: "لم أشعر بالألم فى ذلك الوقت. عندما استيقظت فى المستشفى، رأيت ساقى مقطوعة" ويضيف «قبل انتشار فيروس كورونا، وقبل الحرب، كانت هناك مدرسة، كنت أريد أن أصبح طبيبًا، الآن اريد الانتقام».

(2) مجاعة

وثيقة للأمم المتحدة تكشف: 350 ألف شخص إثيوبى بينهم 30 ألف طفل يواجهون الموت جوعًا

كشفت وثيقة للأمم أن حوالى 350 ألف شخص فى منطقة تيجراى التى مزقتها الصراعات فى إثيوبيا على يد آبى أحمد يعانون من المجاعة.

وقد طالب دبلوماسيون بضرورة نشر هذه الوثيقة ​​فى أقرب وقت؛ فالوضع فى تيجراى لا يحتمل التباطؤ لأن ملايين آخرين غير هذا العدد فى تيجراى يحتاجون إلى "دعم عاجل للأغذية وسبل العيش لتجنب المزيد من الانزلاق نحو مجاعة لا يمكن تحمل آثارها الكارثية.

إنذار

سفارة إثيوبيا فى لندن زعمت أن الحكومة تتحمل مسئوليتها لإنهاء المعاناة الحالية لشعب تيجراى وتأخذ هذه المعلومات على محمل الجد، وقد بذلت حتى الآن جهودًا متضافرة للاستجابة الشاملة للاحتياجات الإنسانية على الأرض، بالتنسيق مع شركاء محليين ودوليين لكن ما تقوله السفيرة غير صحيح.

فمنذ أن اندلع القتال فى تيجراى فى نوفمبر الماضى بين القوات الحكومية والحزب الحاكم السابق فى المنطقة، جبهة تحرير تيجراى الشعبية. كما دخلت قوات من إريتريا المجاورة الصراع لدعم الحكومة الإثيوبية.. أدت أعمال العنف إلى مقتل آلاف الأشخاص وأجبرت أكثر من مليونى شخص على ترك منازلهم فى المنطقة الجبلية التى يبلغ عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة.

وقالت الأمم المتحدة إنه وردت أنباء عن وقوع حوادث عن منع حركة المساعدات واستجواب واعتداء واحتجاز العاملين فى المجال الإنسانى عند نقاط التفتيش العسكرية، إلى جانب نهب ومصادرة أصول وإمدادات إنسانية من قبل أطراف النزاع.

قلق

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن "مستويات انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق"، مضيفًا أن هناك تقارير عن حدوث مجاعة بين النازحين، بينما كانت هناك حاجة ماسة للغذاء فى شمال غرب تيجراى بعد حرق المحاصيل أو نهبها.

هذا وقد حذّرت الأمم المتحدة من أن عشرات آلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يواجهون خطر الموت فى مناطق يصعب الوصول إليها فى إقليم تيجراى الإثيوبى المضطّرب الذى بات يعانى من مجاعة.

وأفاد الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر بأن هناك أكثر من 30 ألف طفل من بين 350 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الشديد فى هذه المناطق التى يصعب كثيرا الوصول إليها، معرّضون بشدة لخطر الموت.

وقال منسق الشئون الإنسانية والإغاثة فى حالات الطوارئ فى الأمم المتحدة مارك لوكوك «هناك مجاعة حاليا فى تيجراي»، محذرا من أن الوضع سيزداد كل يومٍ سوءًا.

وذكرت الأمم المتحدة أن أكثر من 90 فى المئة من أكثر من خمسة ملايين شخص فى إقليم تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة، وأصدرت مناشدة عاجلة لجمع مبلغ يتجاوز 200 مليون دولار فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وبينما هذا يحدث لا يشغل آبى أحمد إلا سد الخراب.

(3) دمار شامل

التليجراف: إثيوبيا استخدمت أسلحة كيماوية فى تيجراى

من الفضائح المدوية فى ملف آبى أحمد الأسود استخدام أسلحة دمار شامل "كيماوية" فى تيجراى، حيث تعرض مدنيون فى شمال إثيوبيا لحروق مروعة جراء استخدام القوات الحكومية الفسفور الأبيض المحرم دوليا فى إقليم تيجراى، حسبما أظهرت أدلة دامغة وشهود عيان وضحايا للجريمة.

فقد كشف صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، عن صور وأدلة خطيرة تثبت إصابة المدنيين فى إقليم تيجراى شمال إثيوبيا بحروق جراء استخدام الفسفور الأبيض، وهو ما يرقى لأن يكون جريمة حرب محتملة على يد القوات الإثيوبية والإريترية التى ترتكب فظائع فى الإقليم منذ شهر نوفمبر الماضى.

الفسفور الأبيض

وقالت الصحيفة نقلا عن خبراء فى الأسلحة الكيماوية إن اللقطات التى حصلت عليها الصحيفة، تبين إصابات جراء الفسفور الأبيض المحظور استخدامه ضد أهداف بشرية بموجب القانون الدولى.

ونشرت "تليجراف" بعض الصور للمصابين بالحروق المروعة، لكنها تحفظت على نشر مقاطع الفيديو وباقى اللقظات لأنها شديدة الخطورة وقد تبدو مزعجة للكثيرين.

وفى هذا السياق، ذكر هاميش دى بريتون جوردون، القائد السابق للفوج الكيميائى والبيولوجى والإشعاعى والنووى بالجيش البريطانى، أن هذه الإصابات فى تيجراى تشبه إلى حد كبير الإصابات التى رصدت فى سوريا، موضحا أنها ناجمة عن استخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليًّا.

واتفق معه خبير الأسلحة الكيميائية دان كاسزيتا الذى أكد أن هذه الإصابات الخطيرة ناتجة عن استخدام الفسفور الأبيض، وأن استخدام تلك الذخائر شديدة الانفجار تتسبب فى بعض الحرائق فى الإقليم وهى جريمة ظاهرة للعيان وموثقة لا يمكن إنكارها ويجب محاسبة مرتكبها؛ حتى لا تحدث مرة أخرى.

جدير بالذكر أن الفسفور الأبيض مادة كيميائية تشتعل عند تعرضها للهواء وتحترق بدرجة حرارة تزيد على 2700 درجة مئوية. ومثل النابالم المستخدم فى حرب فيتنام، يتأكسد ذاتيا، مما يعنى أنه يكاد من المستحيل إخماده بمجرد أن يلامس جلد الإنسان.

(4) اغتصاب

شهادات مروّعة عن اغتصاب النساء فى إقليم تيجراى على يد الجيشين الإثيوبى والإريترى

أفاد تقرير لشبكة سكاى نيوز البريطانية نقلًا عن شهود عيان بوقوع جرائم اغتصاب نفذها أفراد من الجيشين الإثيوبى والإريترى فى إقليم تيجراى الذى يسعى إلى تقرير مصيره بعيدا عن سلطة أديس أبابا.

وتحدثت الضحايا إلى الشبكة البريطانية عما وصفوه بمآسٍ تعرضوا لها على يد الجيش الإثيوبى الذى يتلقى دعمًا من جيش إريتريا فى العملية العسكرية التى شنتها أديس أبابا ضد "جبهة تحرير شعب تيجراى" أوائل نوفمبر الماضى.

وقالت بعض نساء الإقليم إنهن تعرضن للاغتصاب المتواصل لعدة أيام وهو ما نتج عنه تركهن فى حالات إصابات وإعياء شديد كما حدثت حالات حمل عديدة لبعضهن نتيجة الاغتصاب.

وقال دكتور هاغوس، وهو طبيب لأمراض النساء فى مستشفى أديجرات فى الإقليم، إن أعداد المرضى الوافدين تفوق "قدرتنا على إنهاء كل حالات الحمل هذه."

وقد لعبت إريتريا المحاذية للإقليم الواقع شمال اثيوبيا، دورا رئيسيا فى العملية العسكرية التى شنتها أديس أبابا ضد جبهة تحرير شعب تيجراى التى تحدت السلطات.

كان للجنود الإريتريين دور بارز فى عمليات القتال واتهموا بارتكاب مجازر ضد المدنيين اعتبرت من أسوأ الفظائع المسجلة حتى الآن وفقًا لتقارير منظمات غير حكومية وشهادات ناجين.

رئيس وزراء إثيوبيا يعترف بوجود قوات إريترية فى تيجراى وواشنطن تكتفى بمشاهدة ما يحدث وأحيانًا تدين على استحياء الجريمة ووزيرة المرأة الإثيوبية تؤكد وقوع عمليات اغتصاب فى تيجراى والمشهد برمته صار عبثيًا خاصة أن إثيوبيا لم تسمح لأعضاء بالأمم المتحدة دخول الإقليم من أجل فتح تحقيقات حول تلك التقارير سوى منذ عدة أيام.

ولم يُعلن حتى الآن عن عدد رسمى للقتلى جراء الصراع فى تيجراى وسط تقارير تحصيهم بالآلاف بمن فيهم أعداد كبيرة من المدنيين بينما تم توثيق أكثر من ألف حالة اغتصاب.

روايات مروعة

تروى الإثيوبية تيراس لوكالة الأنباء الفرنسية ما حدث معها فتقول "كانوا يقفون فى طابور كما لو أنهم ينتظرون دورهم لملء المياه" كل يوم أمام زنزانتها يقفون لاغتصابها كل بدروه على مدى أسبوعين فى ثكنة عسكرية فى منطقة تيجراى الاثيوبية.

استمرّ عذاب هذه المرأة الأربعينية أسبوعين، من اليوم الذى خطفها عسكريون من شارع فى ميكيلى عاصمة تيجراى، إلى اليوم الذى أعادوها فيه إلى منزلها.

لكن بعد يومين، اقتحم جندى منزلها ليلًا بعد بدء سريان حظر التجوّل واغتصبها فى وقت كان أطفالها الثلاثة 11 و7 و3 أعوام، مذعورين فى الغرفة المجاورة.

وتقول تيراس فى مقابلة مع وكالة فرانس برس فى ملجأ للنساء ضحايا العنف الجنسى "لم أعد أشعر أننى بأمان فى تيجراى. مجرّد رؤية عسكريين بالبزة تقلقنى".

وتضيف "ما زلتُ تحت الصدمة، وأسأل نفسى: ماذا فعلت نساء تيجراى ليعاملن على هذا النحو؟".

لقد أصبحت قصص الاغتصاب التى يتورط جنود فى عدد كبير من الجيش الإثيوبى بها، شائعة كثيرًا، بحسب أطباء وممرضين فى هذه المنطقة الواقعة فى شمال إثيوبيا على الحدود مع إريتريا.

إذلال

فى أكبر مستشفى فى ميكيلى، تقدمت أكثر من عشرين امرأة لتلقى العلاج بعد تعرضهنّ لعمليات اغتصاب جماعى ارتكبها جنود إثيوبيون وكذلك جنود إريتريون أُفيد بشكل كبير عن تواجدهم فى تيجراى رغم نفى حكومتى البلدين.

وبحسب الطاقم الطبى، فإن ذلك ليس سوى عينة بسيطة جدًا عن حجم هذه الآفة، إذ إن المعارك منعت الضحايا من الوصول إلى المراكز الصحية والخوف من وصمة العار غالبًا ما يرغمهن على التزام الصمت.

وتعتبر الناشطة فى مجال حقوق النساء فى تيجراى سابا جبريميدين أن العنف الجنسى هو سمة كارثيّة لهذا النزاع، وتوضح أن ذلك "يُستخدم كسلاح ليس لإذلال النساء فقط، إنما لإذلال كل شعب تيجراى".

وقد استغرقت قصص الاغتصاب هذه، وقتًا للخروج إلى العلن بسبب انقطاع الاتصالات منذ بدء المعارك والقيود المفروضة على دخول العاملين فى المجال الإنسانى والصحفيين.

وتروى امرأة كيف اغتصبها أربعة جنود فى ديسمبر، فيما أرغم جندى خامس زوجها على المشاهدة موجّهًا مسدسًا نحو رأسه.

وتشرح امرأة أخرى، وهى تبكى، أن جنودًا إريتريين وإثيوبيين اغتصبوها فى غرفة المعيشة بمنزلها، بوجود طفلها البالغ ستة أشهر وهو يبكى.

(5) تسليع المياه

آبى أحمد ينفذ مخططًا شيطانيًا لـ«تسليع المياه»

كان نهر النيل وما زال هدفًا لمخططات ومؤامرات تستهدف مصر منذ القدم وحتى اليوم، ومن أكثر هذه المخططات شرًا هو المخطط الجارى حاليًا والذى يعد آبى أحمد أحد أهم أذرعه، حيث يهدف من وراء سد النهضة إلى تسليع المياه وطرحها فى البورصة كالبترول لمن يريدها وهى كارثة عالمية مخالفة للشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية، ومن شأنها أن تنشر الصراعات والخراب فى مختلف ارجاء العالم. المخطط تأكد من زلة لسان سقط فيها دينا مفتى، المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية فى حديث لـ«الجزيرة»، وحاول التراجع عنه بعد أن تسبب فى قلق عالمى وغضب مصرى سودانى.. من بين من حذر من هذه المخططات مبكرًا د. رشدى سعيد ثم الكاتب الصحفى المتخصص فى شئون المياه والزراعة مصطفى خلاف فى دراسة له فى التسعينيات ثم كتاب حديث حمل عنوان (سد النهضة لعبة بنوك المياه فى حوض النيل). وهذا الكتاب الذى يقع فى 300 صفحة من القطع المتوسط هو بحث علمى رصين مكتوب بأسلوب أدبى جذاب وتبسيط وتدقيق يجعل غير المتخصص قادرًا على فهم المخطط الذى يتم الإعداد له منذ سنوات طويلة وكذا فهم ما يراد له أن يمضى إليه، كما يجيب الكتاب عن أسئلة شائكة، ومحيرة فى هذا الملف معتمدًا على المعلومات والوثائق.

الكتاب جهد ثمانية عشر عامًا من البحث، وجمع المادة، وتتبع تطورات الملف ومستجداته، بحيث توفر للصديق مصطفى خلاف جذور الموضوع، وخيوطه المتشعبة منذ نبتت الفكرة الشيطانية "تسليع المياه وبيعها" تحت سقف ومظلات مؤسسات دولية مختلفة هى فى خدمة القوى الكبرى، والقوى الصهيونية، وكانت مصر المستهدف الرئيسى بهذا المخطط.

قبل هذا الكتاب الصادر حديثًا بأكثر من عشرين عامًا، نشر مؤلفه مصطفى خلاف دراسة كان لها دويها فى مايو 1999 بمجلة الفيصل حملت عنوان (إسرائيل ولعبة بنوك المياه فى المنطقة العربية).

كشف فى هذه الدراسة بداية نسج خيوط المخطط الكارثى إذ إنه يؤمن بأن الماء الذى أخبرنا الله بأنه جعل منه كل شىءٍ حى هو مستقبل العالم، وعليه يدور الصراع خاصة مياه النيل الذى نشأت على ضفافه أعظم وأقدم حضارة فى التاريخ فنهر النيل طوال تاريخ مصر هو شريان الحياة ولم ولن تقبل مصر طوال تاريخها أن يعيق احد جريانه مهما كلفها هذا ومهما تكن عواقبه.

كما كشف مصطفى خلاف فى دراسته المبكرة مخططات الأمريكان والعبث الصهيونى هناك مع الجانب الإثيوبى وهو أمر فضحه الدكتور رشدى سعيد فى أكثر من كتاب تفصيلًا عن سدود اثيوبيا التى يتم التخطيط لها فى أمريكا منذ التسعينيات عن طريق مكتب الاستصلاح الأمريكى.

ويكشف الكاتب الصحفى مصطفى خلاف فى كتابه المهم أن الوصول لتنفيذ مخطط تسليع الماء وبيعه على غرار البترول يبرز فيه مخطط سد النهضة باعتباره الخطوة الأبرز والأهم لتحويل هذه الفكرة الشيطانية لواقع على الأرض، وهو مخطط لن يوقفه سوى إطار قانونى واتفاق ملزم يبقى على الأنهار الدولية بعيدة عن عبث دول المنبع، ومراوغاتها على غرار الجريمة التى ارتكبتها اثيوبيا مع مصر والسودان اللذين تنبها للكارثة متأخرًا، وخاصة ضرورة الاتفاق الملزم فى ضوء قوانين الأنهار الدولية وعدم ترك الأمر لعبث إثيوبيا وسعيها الشيطانى للتعامل مع النهر بوصفه نهرًا يتبعها وحدها.. هذا المخطط الشيطانى جريمة كبيرة من جرائم آبى أحمد ومن أهم أوراق ملفه الأسود والتى يجب التصدى لها بكل الطرق والوسائل مهما تكلف هذا الأمر.