جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

عودة خوارج داعش

خبراء يحذرون من سعي التنظيم لضرب منطقتين هامتين تمهيدا لإرهاب العالم

أحمد الجدي -

هل بدأ داعش في العودة من جديد؟ سؤال أجابه الباحثين بنعم محذرين من عودة التنظيم بشكل أكثر شراسة في الفترة المقبلة ما لم توجد قبضة أمنية قوية تقضي على التنظيم تماما وخاصة في ظل الاستراتيجية الجديدة لـ داعش والتي تعتمد على التواجد في منطقتين جديدتين بشكل كبير وهما منطقة المغرب العربي، ومنطقة أفريقيا السمراء.

ففي منطقة المغرب العربي حذر باحثين من تصاعد نشاط الخلايا النائمة لـ"داعش" في دول المنطقة خلال الفترة المقبلة وخاصة في ظل تزايد العمليات الإرهابية في هذه المنطقة مؤخرا وكان آخرها في 1 إبريل الماضي عندما فجرت امرأة آسيوية نفسها في مناطق جبلية بالقصرين التونسية قرب الحدود مع الجزائر أثناء محاولة القبض عليه هي وخلية مكونة من 3 إرهابيين وكانت في تونس، وفي نهاية مارس أعلنت السلطات المغربية القبض على خلية أخرى مكونة من أربعة أفراد يشتبه في ارتباطهم بتنظيم "داعش" الإرهابي كانوا يسعون لتنفيذ مخططات إرهابية داخل المملكة، الأمر الذي يؤكد تركيز التنظيم الإرهابي على هذه المنطقة العربية الهامة في الفترة المقبلة.
وعن هذه العودة الداعشية قال الخبير العسكري الجزائري إدريس عطية في تصريحات صحفية لها أن "داعش" مصمم على ضرب أغلب أجزاء القارة الإفريقية وتدعيشها مرجعا ذلك الأمر إلى خسائر التنظيم في مناطق تواجده في العراق وسوريا، مما دفعه للسعي لإيجاد مناطق بديلة له في إفريقيا.
فيما دعا الخبير الأمني المغربي محمد أكضيض، إلى ضرورة التعاون بين دول المنطقة، وخاصة مع الجزائر لوقف زحف التنظيم الإرهابي ومنع عودته من جديد بعد كثرة الخلايا النائمة التي تم القبض عليها في كل من المغرب وتونس والجزائر التي تحتوي على صحراء كبيرة تعتبر ملاذا آمنا للتنظيم كي ينظم صفوفه ويجند المزيد من المغيبيين تمهيدا لضرب هذه المنطقة مرة أخرى.
وأشار الخبير الأمني المغربي إلى وجود أكثر من تنظيم إرهابي في منطقة المغرب العربي تهدد أمن واستقرار المنطقة منها الجماعة الموجودة في منطقة الساحل والصحراء والتي تعرف باسم تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، والتي يقدر عدد أعضاءها بنحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم "داعش" بقيادة أبو الوليد الصحراوي ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل، هذا بجانب تنظيم "المرابطون" الذي يبلغ عدد عناصره نحو 700 مقاتل، ومجموعات صغيرة أخرى، إضافة نحو 4 آلاف عنصر من "داعش" على الحدود الليبية في الصحراء.

الخبير الأمني خالد عكاشة حذر في دراسة له هو الآخر من اختراق داعش لأفريقيا السمراء بعد الضربة الأخيرة التي وجهها التنظيم لدولة موزمبيق.
قال عكاشة في دراسته: أعلن تنظيم "داعش" السيطرة على مدينة "بالما" الساحلية في شمال موزمبيق، إثر هجوم بدأه يوم الأربعاء من الاسبوع الماضي تخللته اشتباكات مسلحة عنيفة، وسيطرة التنظيم مدينة "بالما" ذات الموقع الاستراتيجي، كارثة كبرى على العالم من هذا التنظيم وخاصة أن "بالما" تبعد عن أكبر مشروع غازي في أفريقيا بنحو 10 كيلومترات فقط، وتقدر قيمته بمليارات الدولارات التي يشملها استثمار أجنبي ضخم بجوار الاستثمار والمراهنة الوطنية عليه بشكل كبير، والمفارقة الدالة في هذا الهجوم الأخير؛ أنه بدأ على هذا النحو المكثف بعد ساعات من إعلان شركة "توتال"، أنها ستستأنف العمل في مشروع الغاز الطبيعي المسال الذي يقع على مسافة كيلومترات خارج مدينة "بالما"، الأمر الذي يؤكد سعي التنظيم للاستيلاء على الغاز هناك واستخدامه لتمويل نشاطات التنظيم من جديد بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها داعش وخاصة بعد مقتل قائده الأهم زعيم التنظيم العراقي الجنسية أبو بكر البغدادي والذي توقع البعض أن بوفاته انتهى تنظيم داعش الإرهابي.