جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

بالصور.. باحث يروي سيرة الشماس بشري وحقيقة فتح الأنبا ديمتريوس مقبرته بعد ٤٣ عام 

أسامة عيد -

انتشرت صورة  الانبا ديمتريوس اسقف ملوي  بصحبة جثمان وقد وقف امامه لمدة دقائق قام خلالها بالقاء العطور علي الصندوق الخاص به وتلاوة الصلوات وسط عدد كبير من شعب الكنيسة الباحث ميشيل فيلبب كشف للنهار  من هو صاحب الجثمان هو المتنيح الشماس اديب زكريا حنا الشهير بـ (بشرى زكريا حنا) مواليد  27/6/ 1935  من أسرة فقيرة فى قرية هور – مركز ملوى- محافظة المنيا، وقد توفى والده وهو فى سن العشرين من عمره وترك له خمس اخوات بنات، فكافح من أجل تربيتهم ولم يكن حاصلا" على اي شهادات ولكنه كان يجيد القراءة والكتابة جيدا".
طبيعة عمله:
كان مستأجرا" وابور طحين (غلال)  يعمل به وهذا العمل كان شاقا" لانه يتعامل مع جميع فئات الشعب، فكانت صعوبات كثيرة تواجهه فى اثناء عمله، لكن مع كل هذه الصعوبات كان الملجأ له باستمرار هو كلمة الله والصلاة.
صلته بالله:
كانت له صلة قوية جدا" بالله، فكان محبا" للكنيسة والصلاة ومضيفا" للفقراء وكان يعطى من اعوازه، ولم يضيع ساعة من وقته انما حافظ على وقته بكل امانة عاملا" بالاية التى تقول"مفتدين الوقت لان الايام شريرة"(افسس 16:5)  فكان وقته كالاتى:
يصلي صلاة باكر والغروب والنوم فى المنزل وكنت اصلي معه انا واخي الصغير لدرجة اننا حفظنا مزامير باكر والغروب والنوم ونحن اطفال، وصلاة الساعة الثالثة والسادسة والتاسعة كان يصيليهم اثناء عمله (داخل وابور الطحين) وكان مواظبا" على ان يصلي صلاة نصف الليل بمفرده فى المنزل..كان محبا" للاديرة والذهاب اليها مع ان فى ذلك الوقت كان السفر شاقا" جدا"، وكان يخصص جزءا" كبيرا جدا" من اجرة عمله لعمل الخير، فكان يهتم باحتياجات الكنيسة والفقراء  اكثر من اهتمامه باولاده
واضاف   كان له مجموعة من الاصدقاء وكان هو بمثابة المرشد الروحي لهم ومنهم المتنيح ابونا دانيال وفقي والمتنيح عمى فرج القرابني والمهندس/ رمسيس حليم (ربنا يطول عمره)، وكان كل يوم احد يجتمعوا فى منزل احدهم لكى يدرسوا فى الكتاب المقدس ويصلوا صلاة نصف الليل مع بعضهم وكان محبا" لكتب ابونا المتنيح منسى يوحنا (طريق السماء- يسوع المصلوب- قارورة الطيب - شمس البر- تاريخ الكنيسة...) لدرجة انه كان يكاد ان يحفظها، فكانت حياته على الارض بمثابة أنجيل معاش فكان مواظبا" على الاجتماعات المسائية بالكنيسة. 
واكد ميشيل انه لاصحة لفتح المقبرة بل إن إكتشاف الجثمان اعقبة  تكفينه وتطييبه بالعطور تكريما له ولسيرته
واضاف  أن  اكتشاف جسده، تم دفنه فى قبر بدير ابوفانا بالجبل الغربي لاننا كنا لا نملك منامة (حجرة صغيرة للدفن) فى ذلك الوقت..وبعد ما يقرب من ثلاثون عاما" من نياحته قمنا بشراء منامة للدفن كعادة اهل القرية..وعندما ذهبنا لننقل جسد ابي من القبر الى المنامة الخاصة بالعائلة وذلك فى يوم 22-8-2006 يوم عيد السيدة العذراء، ذهبنا الى المدافن وقمنا باخراج جسد أبي فوجدنا الصندوق(التابوت) فوضعناه بحضور الانبا ديمتريوس اسقف ملوي