جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

العراق بعد 5 أيام من التظاهرات ....عودة الإنترنت وقرارات حكومية.

محمد صبحى -

"الجنابي": المسكنات لا تنطوي على الشعب العراقي والشارع ذاهب إلى حالة من الفوضى

"عبد الكريم الوزان": الشارع لن يهدأ ويحتاج إلى تغيير جذري للعملية السياسية

تظاهرات وصفت بأنها الأكثر دموية شهدتها العراق على مدار الأيام الخمسة الماضية، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة آلاف آخرين، ولم تخلو من أعمال العنف وإطلاق النيران وحرق العديد من مقار الأحزاب السياسية، التي اتهمها المتظاهرون بأنها سببا وراء أعمال الفساد في البلاد، "الفساد" الذي كان سببا رئيسيا في خروج العراقيون إلى الشوارع للمطالبة بتغيير الأوضاع.

الحركة الاحتجاجية غيرالمسبوقة شملت بغداد ومحافظات جنوبية عدة، ونددت بالأداء الحكومي، كما طالبت بمحاكمة الفاسدين ومحاربة البطالة وتحسين الخدمات العامة.

ومع تتابع الأحداث في العراق، واتهام المتظاهرين لقوات الأمن باستخدام الرصاص الحي اتهمت السلطات العراقية "قناصة مجهولين" بإطلاق النار على قوات الأمن والمدنيين.

"قرارات الحكومة"

وفي محاولة لتهدئة الشارع أصدرت الحكومة العراقية مساء أمس سلسلة قرارات ، خلال جلسة استثنائية عقدت برئاسة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ردا على مطالب المشاركين في الاحتجاجات، تضمنت 17 قرارًا، أبرزها تسهيل الحصول على أراض سكنية، وبناء وحدات جديدة، إضافة إلى منح 175 ألف دينار "نحو 145 دولارا" شهريا للعاطلين عن العمل، لمدة 3 أشهر، إضافة إلى بعض القرارات موجهة بشكل واضح لتحسين حياة المواطنين، وتخفيف آثار الفساد الذي ينهش الجسد العراقي.

"استقالة محافظ العاصمة"

وصوّت مجلس محافظة بغداد، اليوم الأحد، بالإجماع على قبول استقالة محافظ العاصمة، فلاح الجزائري، حسب ما نقله التلفزيون العراقي، حيث تم فتح باب الترشح للمنصب لمدة 5 أيام.

"عودة الإنترنت"

عادت خدمة الإنترنت إلى معظم أنحاء العراق بما في ذلك العاصمة "بغداد"، بعد انقطاعها في الأيام الماضية وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء العراقية، اليوم، وكانت الخدمة متوقفة في عموم أنحاء العراق ما عدا إقليم "كردستان العراق"، شمال البلاد، منذ الخميس الماضي، مع استمرار الاحتجاجات.

وأعلن مرصد "نت بلوكس"المتخصص في مراقبة الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، صباح اليوم، عودة الإنترنت بشكل جزئي إلى العراق، فيما يستمر حجب مواقع التواصل، وقال المرصد المتخصص في مراقبة الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، في بيان، إنه "تم التأكد من عودة الإنترنت إلى العراق بعد 78 ساعة من حجبه"،  موضحا أن "مؤشرات حركة بيانات الاتصال تصل إلى 60%"،

"التدخل الإيراني"

ظهرت عبارة "إيران برة برة.. بغداد تبقى حرة" كأبرز الشعارات التي تتردد أصداؤها في المظاهرات المناهضة للحكومة العراقية التي عمت مدنا عدة في البلاد منذ الثلاثاء الماضي.

وجاءت الهتافات المنددة بإيران بعد أعوام من التدخل الإيراني في الشأن العراقي، الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية في البلاد.

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن قائد بالجيش الإيراني، اليوم الأحد، أن الجيش نشر أنظمة مراقبة على الحدود مع العراق

"البرلمان العربي"

أدان الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، قتل المدنيين المتظاهرين وقوات الأمن وإحراق مباني الدولة العراقية، معربا عن قلقه إزاء هذه الأوضاع.

وحث رئيس البرلمان العربي، في بيان، الحكومة العراقية على الاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة، مؤكدا وقوف ودعم البرلمان العربي التام لأمن واستقرار وسيادة العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

"الفساد في العراق"

أحد أبرز الأسباب التي دعت المتظاهرين للخروج والتعبير عن غضبهم هو "الفساد" الذي ابتلع مليارات الدولارات في الفترة الأخيرة، إذ تفيد التقارير أنه، ومنذ عام 2003، خسرت البلاد جراء عمليات الفساد نحو 450 مليار دولار.

ووفق تقرير لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والذي نشر قبل أشهر، قدرت إحدى الدراسات العراقية أن الفساد المالي يستنزف نحو 25 بالمئة من المال العام.

وصنفت منظمة "الشفافية الدولية" العراق في المرتبة 117 من أصل 133 دولة عام 2003، قبل أن يتقهقر لاحقًا إلى المرتبة 169 من بين 180 دولة.

"البطالة"

قدر الجهاز المركزي للإحصاء في بغداد هذا العام بنحو 23 بالمئة، في حين أعلن صندوق النقد الدولي منتصف العام الماضي أن معدل بطالة الشباب قد بلغ أكثر من 40 بالمئة.

وتشكل الموارد النفطية في العراق 89 بالمئة من ميزانيته، وتمثل 99 بالمئة من صادراته، لكنها تؤمن 1 بالمئة فقط من الوظائف في العمالة الوطنية، وفقالوزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية، ويطارد الفقر يطارد نحو22 بالمئة من العراقيين، ويصل في بعض محافظات الجنوب إلى أكثر من 31 بالمئة، رغم أن حجم احتياطيات النفط في العراق يصل إلى نحو 112 مليار برميل.

"الجنابي": المسكنات لا تنطوي على الشعب العراقي والشارع ذاهب إلى حالة من الفوضى

قال الدكتور حسن الجنابي عضو مجلس النواب العراقي السابق، إن ما خرج به رئيس الوزراء وما خرج به رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، لا يصل إلى حد طموح أى شاب عراقي أريق دمه فى ساحات التحرير، مؤكدا على أن كل ما تحدثوا به هو عبارة عن مسكنات من أجل تهدئة الأوضاع، ولكن هذه التصريحات ليست بمستوى طموح الشعب العراقي،ولا تنطوى عليه هذه المسكنات التي تعودنا عليها على مدار 16 سنة.

وأضاف الجنابي أنه يرى أن الشارع العراقي ذاهب إلى حالة من الفوضى، والانتهازية من قبل القوات الإيرانية لأبناء الشعب العراقى، لأن هناك تدخل سافر وممنهج من الحرس الثورى خاصة يوم أمس، إلا أن أبناء الشعب العراقى أثبتوا بطولاتهم على ساحات الميدان وامسكو بعدد لا بأس به من أفراد الحرس الثورى ومعهم جوازات سفرهم الإيرانية.

وأوضح الجنابي أن هنا أشخاص يرتدون الملابس السوداء يقومون بعمليات القنص، وهناك من أوعز ذلك إلى استخبارات الحشد الشعبى ومنهم من أوعز ذلك إلى أفراد الحرس الثوري. 

وأضاف الجنابي، "لدينا معلومات تفصيلية عن عدد كبير دخل من الحرس الثورى الإيرانى إلى العراق عن طريق الحدود، لافتا إلى أن قوات الجيش والشرطة غير مسيطرة على الوضع، وغير راضين عن الممارسات التى يقوم بها هؤلاء الأفراد، مضيفا أن الأمر تعدى ذلك قبل يومين حيث قام الحرس الثورى بقنص بعض أفراد الجيش العراقي.

وتابع الجنابي أن الإصرار والوقوف في هذه المرحلة هو الذي سيسقط الحكومة، حيث أن الشعب العراقي الآن لا يريد تحقيق مطالب ولكنه يريد صراحة إسقاط هذه الحكومة العميلة إلى إيران، مشيرًا إلى رفض كل أطياف الشعب العراقي لعمليات التدخل السافرة للقوات الإيرانية واعتبار أن العراق هي الحديقة الخلفية لإيران.

واستطرد عضو مجلس النواب العراقي السابق أن جميع هذه المعطيات توحي إلى أفراد الشعب العراقي أن إيران هي التي تقوم بعملية إدارة موارد ومصالح حكومة الداخل، لافتا إلى أنه هناك مطالبات بأن يكون هناك قيادة وطنية حقيقية لقيادة الانتفاضة لأن هناك بعض الانتهازيين سيقومون بسرقة هذه الانتفاضة والركوب على هذه الموجة، ولعل مقتدي الصدر الأن بدأ في الحراك من أجل السيطرة واستثمار هذه الفوضى ولكن أبناء الشعب العراقي واعين إلى هذه المرحلة وطلبوا منه عدم الخروج لا هو ولا أفراده.

وأضاف أن هناك مطالبات بالثأر لدماء الشهداء الذين سقطوا الأيام الماضية، مشيرا إلى أن الأمريكان لا زالوا صامتين، إلا من بعض الأصوات التي خرجت من مجلس الشيوخ، ولكن في الحقيقة الأمر يستدعي إلى موقف أكبر وللأسف الشديد لا تزال جامعة الدول العربية صامتة دون أي تصريح أو بيان رسمي .

وطالب الجنابي الرأي العام العالمي والرأي العام العربي إعلان رفضه للمارسات وللقتل التي يحدث بين المنتفضين، لافتا إلى أن كل شئ ممكن التفاوض عليه إلا الدماء، وأنه يخشي استمرار الحكومة في عمليات التصفية الجسدية من خلال الميلشيات سواء كانت الحرس الثوري أو الحشد الشعبي بشكل عام.

عبد الكريم الوزان: الشارع لن يهدأ ويحتاج إلى تغيير جذري للعملية السياسية

وفي السياق قال الدكتور عبد الكريم الوزان أنه رغم القرارات الأخيرة التي أصدرتها الحكومة في محاولة لتهدئة الشارع، لن تؤثر والشارع لن يهدأ فهو يحتاج إلى عملية تغيير جذري للعملية السياسية، لأنه فقد الثقة بالنظام الحاكم في العراق.

وأضاف الوزان أن العراقيين يحتاجون إلى إصلاحات جذرية لن تتمكن هذه الحكومة من الوفاء بها، لافتا إلى أن الثورة العراقية قدمت أكثر من 100 شهيد وآلاف الجرحى، وبالتالي لن تهدأ الأمور، وهناك منظمات دولية تنظر بعين الصواب إلى مشكلة الشباب والشعب العراقي.