جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

السكر المر في حلاوة المولد

صورة أرشيفية
همسة هلال -


رغم توارث الأجيال فكرة الإحتفال بالأعياد والمناسبات ومن ضمنها المولد النبوي الشريف إلا أن إرتفاع الأسعار والضغوط المتتالية علي ميزانية الأسر تحول دون استمرار هذا الموروث.

فبعد أيام قليله يهل علينا المولد النبوي، حيث تتنوع فيه مظاهر الإحتفال مابين شراء حلوي المولد وإقامة الموالد والسرادقات وزيارة الأضرحة ولكن تقلصت الاحتفالات وانخفض معدل شراء الحلويات مع غلاء المعيشة فطغت المرارة علي السكر فبدل غلاء الأسعار قطع الحلوي الي قطع مرة عند معظم الناس.
و بدأت العديد من محلات الحلويات والمتاجر في التزين بزينة المولد وطرح حلويات المولد للبيع بمختلف أنواعها في القاهرة والمحافظات المصرية المختلفة،
وتكشف جولة ميدانية علي ورش ومصانع الحلويات، عن تراجع عدد الورش والمصانع الصغيرة بنسبة تقترب من 70%، حيث أوضح عدد من البائعين أنه مع ارتفاع سعر المكسرات خاصة البندق والفستق وعين الجمل المستوردين من الخارج، وإرتفاع أسعار السكر والزيوت والحبوب والبقوليات أدي إلي أن يقفز سعر كيلو الحلويات المشكلة في المناطق الشعبية من 20 إلي 60 جنيه خلال5سنوات مما جعل الناس يحجمون علي شراء كميات كبيرة.
كما قفز سعر الحصان المصنوع من الحلوي من 30 الي80جنيه والعروسة من 40 الي100 جنيه
اما في المحلات، فيتراوح سعر علبة حلوى المولد بين 150جنيه و 500 جنيهاً، وفي المحلات الشهيرة قد يصل إلى 2000 جنيه مصري، وذلك حسب الوزن ونوع المكسرات بداخلها.
ويلجأ البعض إلى المصانع الصغيرة، التي تعرض بضائعها في الأسواق الشعبية، وأسعارها رخيصة، لكنها في أغلب الوقت لا تطابق المواصفات القياسية المصرية فيتم اعدامها.

ومع ذلك..لايزال الإحتفال بالمولد له روحانياته وطقوسه خاصة بالقري والمحافظات، حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية منذ بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، ويكون فيها الدروس من سيرته، وذكر شمائله ويُقدم فيها الطعام والحلوى.
ويرجع الإحتفال بالمولد النبوى منذ دخول الفاطميين إلى القاهرة،
فأول من احتفل به من الخلفاء المعز لدين الله، حين توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدعوا ستة موالد منهم: النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب.