جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

صفر «مريم ملاك» يفتح ملفات الإهمال فى المدارس

-

فتحت قضية مريم ملاك الباب على الفساد فى المدارس الحكومية فى مصر والمشاكل التى تواجهها المدارس الحكومية كل يوم والتى بالرغم من زيادة حجم المبالغ المخصصة للتعليم وتطويره فى ميزانية الدولة إلا أن أنها لا تزال الأسوأ من بين المدارس المصرية ولا يلتفت لها احد بسبب كثرة مشاكلها، فبدأ الوضع يتم التعامل معه على أنه حقيقة يتم تجاهلها لا معالجتها.
من جانبها، أكدت الدكتورة نجوى عبدالحميد سعد الله، أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجى بكلية الآداب جامعة حلوان، على ضرورة تغيير المنظومة التعليمية بأكملها، مشيرة إلى أن المدارس الحكومية عيوبها كثيرة، فعدد الطلاب فى الفصل يتجاوز الثلاثين طالبا وبالتالى اذا قمنا بتوزيع عدد دقائق الحصة على كل طالب يصبح نصيب كل طالب لا يتجاوز دقيقتين فلا يأخذ الطالب وقتا كافيا للفهم وإعادة الشرح.
 وأضافت ان الكتب الدراسية المليئة بالحشو الذى يدرس فى فترة قصيرة تجعل الطالب يلجأ الى الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية بدلاً من المدرسة لأنه لا يكون هناك وقت لدى الطالب لاستيعاب كل تلك الدروس المكررة، معتبرة أنه من الهام جداً العمل على توسيع مدارك الطالب وتنمية مهاراته فلا تكون مهمته فقط حفظ الدروس ولكن تطبيقها عمليا ويمكن ذلك من خلال وجود تنوع فى الانشطة المدرسية وايضاً من الضرورة عمل دورات صيفية لتنمية وتطوير المعلمين، فعلى الرغم من وجود تحسين فى أحوال المعلمين فإن المرتب لا يكفى معيشته فيدفعه ذلك الى الدروس الخصوصية، فيجب التركيز على هذه النقطة، كما أضافت أنه يجب ألا تكون كل درجات الطالب فى يد المعلم فقط ويكون هو الذى يتحكم فى نجاح الطالب ورسوبه فوجود جزء عملى يجتازه الطالب كمشروع أو تكليف يقوم به عن الاحداث الجارية فى المجتمع بجانب النظرى يكون عليه أغلب الدرجات والنظرى هو الجزء الأقل، مما يقلل من تحكم المعلم بالطالب وفى النهاية أكدت على ضرورة استخدام اساليب جديدة ومتطورة فى التعليم بعيدة عن اطار مهام المدرس.
 فيما قالت صباح صالح، معلمة بإحدى المدارس الحكومية الابتدائية، إن بيئة المدرسة لا تصلح تماما للتعليم فيها فالمبانى والكراسى والطاولات محطمة والمكاتب قديمة وتمزق الملابس، والدواليب بداخلها الفئران التى تأكل الأوراق، والحمامات غير نظيفة على الاطلاق وابواب المدرسة مفتوحة امام الباعة الجائلين يدخلون ويخرجون من المدرسة لاستخدام الحمامات والمياه داخل المدرسة.
 وأضافت انهم يقدمون الشكاوى الى الوزارة ويطالبون فيها بتوفير مكاتب جديدة للتلاميذ ودهانات للفصول وعمال نظافة ولكن لا احد يستجيب، كما اشتكت من عدم توفير الات التصوير والورق وان المعلمين يدفعون حسابها فالفصول غير مجهزة وسلوكيات التلاميذ فى الأسوأ بسبب انعدام المراقبة والاشراف على الطلاب وكثرة المشادات داخل المدرسة بين الطلاب بسبب ترك المدرسين للفصول.
 وقالت إن اغلب معلمى المدرسة يعملون نقاشين وفى وظائف اخرى فى الليل وهذا يؤثر على عملهم فى الصباح فى المدرسة فراتبهم من المدرسة وحده لا يكفيهم للمعيشة كما يضغطون على الطلاب ليأخذوا الدروس الخصوصية والمجاميع المدرسية لتحكمهم فى درجات الطلاب، فعلى الرغم من زيادة المرتبات اعقاب يناير الا انها ايضا لا تكفى بسبب ارتفاع الاسعار من الجهة الاخرى، وقالت انه من الافضل ان تكون فترات المدرسة كلها فترة واحدة صباحية ويتم الغاء الفترات المسائية فمن الطبيعى ان يبدأ الطفل يومه فى المدرسة الساعة السابعة صباحاً، وليس الواحدة بعد الظهر وهذا بالطبع له تأثير سلبى على الطلاب فمن الممكن أن يتم معالجة هذه المشكلة عن طريق بناء مدارس جديدة أو زيادة عدد أدوار المدرسة لكى تستوعب طلاب الفترة المسائية. وقالت ان من اهم ادوار ادارة المدرسة أن تراقب الطلاب والمعلمين وعلى المعلم ان يتبع سياسة الثواب والعقاب مع الطلاب فيجب الاهتمام بالمدرسة من جانب المدرسين والطلاب واولياء الامور. 
بينما ذكرت وفاء أسامة إحدى أولياء الامور أنها نقلت أولادها من مدرسة خاصة لغات الى مدرسة حكومية تجريبى لمدة عام ومستوى أولادها انخفض بدرجة كبيرة عما كانوا عليه.
 واضافت أن المدارس الخاصة تحاول بقدر الاستطاعة المحافظة على المستوى التعليمى للطلاب فيها لأن هدفها الاساسى والذى تقوم عليه المدرسة هو الربح وأن اصحابها ينشئونها كمشاريع استثمارية وليست اجتماعية وتعليمية هدفها خدمة التعليم والطلاب فيدفع ذلك المدرسة الى القيام بالعديد من الأنشطة الطلابية والدعاية والإعلانات بهدف جذب اكبر عدد من الطلاب على عكس المدارس الحكومية التى لا تهتم حتى بمبانى المدرسة وعلى الرغم من غلاء مصاريف المدارس الخاصة وزيادتها كل عام إلا انها تقدم خدمات مقابل تلك الزيادات مثل تجديد الفصول وتزيينها ورحلات للطلاب ومستوى عال من الرعاية.