صفحات الغش الإلكترونى تحتفل: «كده واحد صفر»

نجحت صفحات الغش الإلكترونى فى تسريب امتحانى اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الثانوية العامة النظام الحديث، الأحد.
ورغم تصريحات وزير التربية والتعليم حول نجاح خطة الوزارة فى مكافحة الغش الإلكترونى، إلا أن صفحات الغش تمكنت من استحداث روابط وصفحات جديدة لها، ونشرت عليها الأسئلة وإجاباتها بعد بدء الامتحان بحوالى ١٥ دقيقة، على صفحة جديدة تحمل اسم «بلوتو» و«غشاشون فدائيون»، ووجه الطلاب الشكر لهم على نشر الامتحان وإجاباته، واحتفلت صفحات الغش بالنجاح وقالت للوزارة: «كده واحد صفر».
وظهرت ورقة الأسئلة ونموذج الإجابة الكامل الذى تم نشره مصورا على طاولة خارجية وليس «دكة مدرسية» مما يوحى بتصوير الامتحان قبل دخوله إلى الطلاب.
واعترفت الوزارة، فى بيان، بانتشار الامتحان على جميع مواقع التواصل الاجتماعى، وقالت إنها توصلت إلى الطلاب الذين سربوا الامتحان، وأكدت أن أول تسريب كان من محافظة الشرقية بأبوكبير.
وأضاف البيان أن محاولات الغش كانت فى لجنة الحامول الثانوية بنين، ولجنة الشهيد محمد جودة الثانوية بنين بإدارة الخانكة التعليمية، ولجنة أبوكبير الإعدادية الحديثة بالشرقية، وتم ضبط الطلاب قبل تلقى أى إجابات وتحويلهم للتحقيق.
قال محمد سعد، رئيس امتحانات الثانوية العامة ، إن عدد الطلاب الذين أدوا اختبار اللغة العربية وصل إلى540 ألف طالب وطالبة، منهم 532 فى التعليم العام، و8 آلاف دبلومة أمريكية وشهادات معادلة، بالإضافة إلى نصف مليون طالب أدوا امتحان التربية الدينية الإسلامية و25 ألفا و789 تربية دينية مسيحية.
وأضاف «سعد»: «بعد مرور جزء من الوقت، ظهرت أسئلة الامتحان على المواقع فى المرة الأولى قبل بدء الامتحان، وكان امتحانا لمدارس المتفوقين، لكن بعد فترة تم نشر الامتحان الحقيقى وتم التسريب تباعا، حيث بدأت طالبة فى أبوكبير بالشرقية، ثم مدرسة بالحامول، ثم الخانكة بالقليوبية».
وتابع: «استطاعت غرفة العمليات وفريق مكافحة الغش الإلكترونى كشف الطلاب مباشرة بمجرد نزول الورقة، حيث كان واضحا ختم اللجنة، وبدأت غرفة العمليات تتحرك، وتم ضبط 3 موبايلات فى أسيوط قبل الاستخدام، وفى العمرانية طالب، وحلوان طالب، وتم ضبط طالب آخر يحمل سماعة أذن للغش، وكذلك 6 طلاب فى نفس اللجنة فى الحامول، وقويسنا وبنى سويف وكرداسة والعبور، ليصل إجمالى حالات الغش إلى 25 طالبا، وتم تحرير محاضر لهم جميعاً».
وقال «سعد» إن المهمة أصبحت صعبة، بسبب استحداث الطلاب طرق غش جديدة يوميا، مشيرا إلى أن الطالبات يخفين الامتحان فى مناطق «يصعب تفتيشها»، مستدركا: «نحن نحاول الحفاظ على بناتنا، لكن هن مصرات على خرق النظام».
ولفت رئيس الامتحانات إلى أنه ستتم معاقبة الملاحظين طبقا للقرار الوزارى 500 حتى لا يتكرر ذلك، بالإضافة إلى إلغاء الامتحان للطالبات الثلاث، وكل من تم العثور معه على محمول.
وأضاف «سعد»، خلال مؤتمر صحفى، أن الوزارة اتخذت إجراءات صارمة ضد بعض رؤساء اللجان، من بينها اللجان التى تم فيها الغش؛ لعدم معقولية أن يتم الغش دون معرفته، خاصة أن الصورة كانت واضحة للغاية، وقال: «على رئيس اللجنة أن يكون على قدر المسؤولية» مؤكدا أنه تم حرمان المراقبين الذين تم اكتشاف تليفونات فى لجانهم لمدة 5 سنوات.
وقال إن لجان الغش الإلكترونية كشفت عن اتجاهاتها المناهضة للدولة، موضحا أن الهدف ليس الغش بل محاربة الدولة، مستدركا: «نحن كوزارة أبلغنا وزارة الداخلية عما وجدناه، وعليها اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الخاصة بذلك»، موضحا: «بعد الساعة التاسعة، تعتبر الورقة فقدت سريتها، ولذلك هى تسمى محاولات غش وليست تسريبا».
ورغم التنبيهات العديدة التى صدرت من وزارة التربية والتعليم حول منع اصطحاب التليفون المحمول داخل اللجان، حتى لو كان مغلقاً، أصر عدد من الطلاب على اصطحابه؛ مما أدى إلى حدوث مشادات بين أفراد الأمن الداخلى والطلاب قبل بداية الامتحان فى بعض اللجان، وقال أحد أفراد الأمن فى مدرسة المنيرة إن عددًا من الطلاب أحضر التليفون المحمول وحاولوا الدخول إلى اللجان به، وتم سحبه منهم.