جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

وزير الأوقاف يطالب بقانون دولي يجرم ازدراء الأديان

-

 

طالب الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف زعماء مؤتمر الأديان الذي يُعقد بجمهورية كازاخستان، اليوم الأحد بالعمل على استصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان دون أية تفرقة أو تمييز عنصري مقيت.
وأضاف جمعة في الكلمة التي يلقيها نيابة عنه الشيخ محمد عزالدين عبدالستار وكيل الوزارة لشئون الدعوة: "إن دور أمتنا العربية والإسلامية التاريخي في صنع الحضارة الإنسانية لا يُنكر، وإن آثار مصر العربية والإسلامية والمسيحية والفرعونية لتقف معبرةً بعظمةٍ وشموخٍ عن دورنا في صنع هذه الحضارة وتابع جمعة، أنه يستبشر أملًا جديدًا في إضافة جديدة إلى هذه الحضارة في عصرنا الحاضر، تتمثل في تلك الشرارة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي بتجديد الخطاب الديني، ولاقت قبولًا واستحسانًا منقطع النظير.
وشدد الوزير على ضرورة البعد عن التوظيف السياسي للدين، والعمل من خلال المشتركات الإنسانية التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها.
ولفت وزير الوقاف إلى أن العمل على توظيف الدين توظيفًا سياسيًّا أو مذهبيًّا قد حول رسالة الأديان السامية من كونها رسائل رحمة وسلام للعالم كله إلى وقود لصراعات لا تنتهي، ومن كونها داعمًا لحوار الحضارات إلى كونها سبيلًا لصدام هذه الحضارات، ومن كونها جاءت عصمة لدماء الناس وأعراضهم وأموالهم إلى كونها وسيلة لسفك الدماء وانتهاك الأعراض ونهب الأموال، ومن كونها عامل تقارب والتقاء ودعوة للتعايش السلمي إلى باب للفرقة والخلاف والشقاق والصدام.
وأضاف: "أن ديننا قائم على قبول الآخر والمختلف، والإيمان بالتنوع وكونه سنة إلهية وكونية، كما أن ديننا يحثنا على الإيمان بمن سبق من الرسل واحترام جميع الرسل والرسالات.
واستطرد:"إن احترامنا للآخر وإيماننا بهذا التنوع يتطلب أن نقابل بمثل هذا الاحترام لديننا وشعائرنا ومقدساتنا من الآخرين، وأن نسعى مجتمعين لاستصدار قانون دولي واضح وصريح يحرم الإساءة إلى الأديان والمقدسات دون تفرقة أو تمييز عنصري مقيت لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الصراع بدلًا من التوافق الذي نسعى إليه".
وأوضح جمعة، أن جانبًا كبيرًا من العنف الذي نشهده على الساحة الدولية إنما يرجع إلى فقدان أو ضعف الحس الإنساني، والأنانية المقيتة، واختلال منظومة القيم، مما يجعلنا في حاجة ملحة إلى التأكيد على الاهتمام بمنظومة القيم الإنسانية، والإيمان بالتنوع الثقافي والحضاري.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن من القيم التي أجمعت عليها الشرائع السماوية كلها: العدل، والتسامح، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، والصدق في الأقوال والأفعال، وبر الوالدين، وحرمة مال اليتيم، ومراعاة حق الجوار، والكلمة الطيبة، وذلك لأن مصدر التشريع السماوي واحد.
وقال وزير الأوقاف، إنه قد تختلف الشرائع في العبادات وطريقة أدائها وفق طبيعة الزمان والمكان، لكن الأخلاق والقيم الإنسانية التي تكون أساسًا للتعايش لم تختلف في أي شريعة من الشرائع، وأن جميع الشرائع السماوية قد اتفقت وأجمعت على هذه القيم الإنسانية السامية، وأن من خرج عليها فإنه لم يخرج على مقتضى الأديان فحسب، وإنما يخرج على مقتضى الإنسانية وينسلخ من آدميته ومن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
وأكد جمعة، أن البشرية الآن في حاجة إلى من يحنو عليها من جديد، ومن يأخذ بيدها إلى طريق الهداية وإلى مكارم الأخلاق، بالعمل لا بالقول وحده، وبالحكمة والموعظة الحسنة لا تحت تهديد السلاح ولا حدّ السيف.