بلخادم: ما يجمع مصر والجزائر يجعل التقارب أكثر من ضروري

-
أكد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيسالجزائري والأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ذات الأغلبية فى البرلمانوالحكومة ، أن العلاقات بين مصر والجزائر قديمة ومتجذرة علاوة على مصالح مشتركةقوية تربط بين البلدين.وقال انه بالتالي فان ما حدث من سحابات الصيف عقب مباراة كرة القدم فى بينفريقى البلدين فى تصفيات كأس العالم عام 2009 لا يؤثر على طبيعة العلاقة والأخوةوالروابط بين الشقيقين.وأضاف بلخادم فى حديث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى الجزائر انه ينغى أننعمل على رفع سقف التعاون بين البلدين على المستوى الحكومى والجماهيري والمؤسساتيوالحزبى لأن ما يجمع البلدين من مصير مشترك ووحدة هدف يجعل التقارب أكثر منضروري.وأضاف أن الظروف التى تمر بها المنطقة العربية حاليا تستدعى أكثر من أى وقتأخر التقارب بين الشعوب والأنظمة الحاكمة بما يتجاوب مع تطلعات الشعوب فى تجذيرالممارسة الديمقراطية وتمكينها من اختيار حكامهما وأيضا فى التصدي للأهداف التىترسمها الدول الاستعمارية التى تسعى أن تتغطى بمفاهيم مختلفة من أجل التدخلفى الشئون الداخلية للدول العربية مثل مكافحة الإرهاب أو دعم حقوق وحريات الشعوبوالأفراد..موضحا فى نفس الوقت أنه لا يوجد أحد ضد حقوق الإنسان والممارسةالديمقراطية أو ضد حق الشعوب فى تقرير مصيرها وفى اختيار حكامها ، فى إشارة إلىما يحدث من نزاع مسلح فى ليبيا بين قوات العقيد معمر القذافى والثوار المسلحين .وأكد فى هذا الشأن أن الأستقواء بالأجنبي مزموم ومرفوض ولا ينبغي أن يكونأداة للوصول إلى الحكم.ورأى أن سعى الجامعة العربية إلى الأمم المتحدة لفرض الحظر الجوى على ليبياالتى تعد أحد مؤسسي الجامعة يعد سابقة خطيرة ولا ينبغى أن تكرس إذا أردنا أن نجعلمن الجامعة العربية بيتا للعرب.وأضاف أنه من المفروض أن الجامعة العربية تسعى لحماية المدنيين والصلح وتشجيعالحوار وتمكين الشعوب بطريقة سلمية من أن يعبروا عن رغباتهم ، أما أن يتم اللجوءإلى مجلس الأمن وان تطلب الجامعة العربية فرض الحظر الجوى على ليبيا فهو أمرمرفوض.ومضى يقول ان الأشقاء فى غزة يستهدفون يوميا من قوات الاحتلال ولا أحد يطلب منالأمم المتحدة أن تفرض حظرا جويا.وتساءل قائلا: بما نستقوى.. هل القوى الخارجيةغيورة على مصالحنا منا ؟ ولماذا هذا الاستهداف يخص عالمنا العربي والأسلامى فقطمثل السودان والصومال والعراق اليمن وسوريا وفلسطين وغيرها؟.وقال بلخادم ان هذا الأمر ينغى أن ينظر اليه داخل البيت العربى وفى جعلالجامعة العربية محفلا يعتمد فيه على الحكمة والأخوة من أجل تقريب وجهات النظرو بحيث نقول للمخطئ أخطأت وللمحسن أحسنت ولكن بيننا كعرب وليس باللجوء إلىالأخر .وردا على سؤال حول عمل لجنة هيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية بالجزائروالتى يرأسها عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة والتى بدأت عملها منذ يوم 21مايو الماضى من أجل بحث مراجعة قانوني الانتخابات والأحزاب السياسية وغيرها منالقوانين.قال بلخادم إن الجزائر تنتقل الآن من طور إلى طور فبعد عودة الأمن والاستقراروالتنمية القوية الناجمة عن تنفيذ المشاريع الضخمة التى نفذتها الحكومة خلالالسنوات العشر الماضية كان لابد من ان يصاحب ذلك عمل سياسي وهو ما دعا اليهالرئيس عبد العزيز بوتفليقه فى خطابة إلى الأمة يوم 15 ابريل الماضي المتمثل فيإنشاء لجنة تتكفل بإعادة الدستور واستشارة الأحزاب والشخصيات الوطنية حول قوانينالأحزاب والانتخابات والأعلام و تعزيز مشاركة المرأة في المجالس المنتخبةوغيرها...موضحا أن هناك تجاوبا كبيرا من الأحزاب وجميع القوى السياسية للمشاركةفى هذه المشاروات .وردا على سؤال حول إعلان كل من الرئيس الأسبق علي كافي والمعارض التاريخيحسين آيت احمد رئيس جبهة القوى الاشتراكية وحزب التجمع من أجل الثقافةوالديمقراطية المعارضة، عدم مشاركتهم في المشاورات بحجة أن النظام القائم لايريد التغيير الحقيقي وكل ما يقوم به من إجراءات لا يتعدى العمل من أجل الإبقاءعلى النظام نفسه .قال بلخادم انه من الطبيعي أن يكون المجتمع متنوعا بتياراته وأفكاره وتوجهاتهوينبغى أن يحترم الرأى الرافض.تعد هذه الإصلاحات فى الجزائر هي الثانية منذ انطلاق شرارة الثورات العربيةحيث كانت الأولى فى شهر فبراير الماضي عندما أقر مجلس الوزراء رفع حالة الطوارئالمفروضة في البلاد منذ منذ 9 فبراير عام 1992 أثر إلغاء نتائج الانتخاباتالبرلمانية بعد أن حصلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة فى المرحلة الأولىمنها على 188 مقعدا من أصل 389 مقعدا .وردا على سؤال حول مستقبل التحالف الرئاسي فى الجزائر الذى تأسس في 16 فبرايرعام 2004 من ثلاثة أحزاب هى جبهة التحرير الوطني وتشغل 136 مقعدا في المجلسالشعبي الوطني (البرلمان) من 389 مقعدا والتجمع الوطني الديمقراطي (62 مقعدا)وحركة مجتمع السلم (51 مقعدا) بعد إعلان حركة مجتمع السلم / اخوان مسلمين الجزائر/ أنها تدرس الانسحاب من التحالف بسبب سعيه الدائم لقصر دوره على تطبيق برنامجالرئيس بوتفليقه ؟أوضح بلخادم أن التحالف الرئاسي قائم على أساس تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية ليسأكثر وما دام البرنامج قائما فنحن على اتحاد.وأضاف نحن ما زلنا على هذا الطرح الأن وإذا كان لغيرنا رأى أخر فهم أحرار.وردا على سؤال حول تزايد الانقسامات داخل حزب جبهة التحرير الذى قاد الجزائرإلى الاستقلال وظهور ما يعرف باسم الحركة التصحيحية الجديدة التى يقودها وزراءونواب في البرلمان وأعضاء في مجلس الأمة والتى تعمل على إعادة قطار الحزبلمساره حسب رأيهم بعد الذي اعتبره التصحيحيون الجدد ''فساد الأخلاق السياسيةوالانحراف الذي عرفه الحزب مؤخرا والإقصاءات التي كانت السبب في انتشار العنففي أغلب الولايات بين أعضاء الحزب ''.قال بلخادم إن حزب الجبهة بخير موضحا ن جميع الممارسات داخل الحزب تتسمبالديمقراطية التى تعد من أقوى الممارسات فى جيمع الأحزاب السياسية الأخرى كما أنهناك تنوعا فى الأراء داخل جبهة التحرير الوطنى ولنا من يؤيدنا ولنا من يعارضناومن يخالفنا وهذا مصدر قوة وليس ضعفا.جدير بالذكر أن المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرى الذى انعقد فىشهر مارس الماضى قد إعاد انتخاب عبد العزيز بلخادم أمينا عاما لولاية ثانية لخمسسنوات.وجرت عملية انتخاب بلخادم من قبل اللجنة المركزية للحزب التي لها صلاحية انتخابالأمين العام وذلك بعد تزكيته بصورة غير مشروطة من طرف المشاركين فى المؤتمرالتاسع و الذين بلغ عددهم خمسة ألاف عضو .وتتألف اللجنة المركزية للحزب من قياديين ونواب وشيوخ البرلمان بغرفتيه/ الشعبىوالأمة / ووزراء باعتبار أن الحزب يعد أهم أركان الائتلاف الحاكم بينما خابتآمال الشباب والنساء في الصعود إلى هذه اللجنة التي يختار منها المكتب القياديللحزب.وقد أدى شرط الأقدمية بسبع سنوات على الأقل في صفوف الحزب للترشح إلى اللجنةالمركزية إلى استبعاد الحضور القوي للشباب والنساء بالرغم من أن قرابة 40 فيالمائة من المشاركين فى المؤتمر التاسع للحزب فى مارس الماضي تقل أعمارهم عن 30عاما.كما منح المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الأمين العام صلاحيات واسعة كتعيينرئيسي كتلتي الحزب في غرفتي البرلمان وتعيين محافظي / أمناء / الحزب في الولاياتوحق اختيار 150 عضوا في اللجنة المركزيةويعتبر حزب جبهة التحرير الذي كان الحزب الحاكم والواحد من 1962 إلى غاية بدايةتسعينيات القرن الماضي من أكثر الأحزاب تعرضا للانشقاقات والأزمات وكانت آخرأزمة عرفها عام 2003 عندما تمرد أمينه العام السابق علي بن فليس على الرئيسبوتفليقة وقرر منافسته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004، وهو ما جعل عبدالعزيز بلخادم وبعض قيادات الجبهة يؤسسون حركة تصحيحية لم تنجح في إزاحة بن فليسواسترجاع قيادة الحزب إلا بعد خسارته في انتخابات الرئاسة.