النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

بعد غياب مبارك

خبراء الصين يستشرفون مستقبل عملية السلام فى الشرق الأوسط

أبومازن وأوباما ونتنياهو ومبارك
-
بعد تنحى الرئيس مبارك عن الحكم يوم 11 فبرايرالجارى ، برزت تساؤلات كثيرة على الساحة وراحت الأذهان على الفور إلى مستقبلعملية السلام فى الشرق الأوسط ، خاصة وأن مصر ترتبط باتفاقية سلام مع إسرائيلوتلعب دورا محوريا في هذه العملية.وقد عقد باحثون وأكاديميون ومحللون وخبراء صينيون حلقة نقاش فى بكين لاستشرافتداعيات تطورات الأحداث فى مصر على عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط،والاستراتيجية المغايره التى يتعين أن تنتهجها الولايات المتحدة فى المنطقة خلالفترة ما بعد مبارك .تشاو قوه تشونغ مستشار الجمعية الصينية لأبحاث الشرق الاوسط ، بدأ حديثهقائلا إن ما حدث فى مصر سيكون له تأثيرات سلبية على عملية السلام في المنطقة،وستبقى الآفاق غامضة على المدى القصير.وقال الباحث المخضرم إن مبارك كان يبذل قصارى جهده لحل النزاع بينالاسرائيليين والفلسطينيين ، معتمدا على خبرته الكبيرة وعلاقاته الطيبة بالأطرافالمعنية كافه، لاشك أن مبارك كان يلعب دورا كبيرا للمضي بهذه العملية المعقدة قدما وسيحتاج رئيس مصر المقبل إلى فترة ليست بالقصيرة لتكوين أواصر طيبة مع مختلفالأطراف المعنية.وإتفق الدكتور لين فنغ مين أستاذ الأدب العربي بجامعة بكين مع رأي تشاو ،مضيفا أن مصر ممثلة بالرئيس السابق مبارك قامت بدور كبير فى عملية الوساطةوالتنسيق والتشاور بين أطراف الصراع العربى-الاسرائيلى ، ولعبت دورا بناء لدفععملية السلام فى الشرق الأوسط .ورسم لين - الذى عمل في مصر لفترة طويلة - عدة سيناريوهات للمرحلة المقبلةبناها على التركيبة المحتملة للسلطة فى مصر، قائلا إذا تولت القوى الدينية الحكمفسوف تتبنى موقفا متشددا تجاه قضية فلسطين ، بينما إذا إعتلت شخصيات مدنية السلطةفمن المؤكد أن مواقفها ستكون معتدلة وواقعية.وأعرب لين عن تفاؤله إزاء عملية السلام فى الشرق الأوسط على المدى البعيد ،قائلا على المدى الطويل سيشعر الفلسطينيون والاسرائيليون مع إستمرار النزاعالمؤلم والمزمن باللهفة لحل هذه القضية، وسيشكل هذا عاملا إيجابيا قد يساعد في توصل الجانبين إلى تسوية نهائية .من جهته أشار تانغ جى تسانالباحث بمركز (شينخوا) للبحوث والدراسات الدولية ،إلى أن عملية السلام فى الشرق الأوسط تمر الآن بمرحلة صعبة ، بعد أن تحولت أنظارالمجتمع الدولى عن هذه القضية بعد ثورة 25 يناير لتتجه نحو تطورات مجمل الأوضاعفى مصر وعموم دول المنطقة.وتابع على صعيد الطرفين المعنيين بالأساس ، بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباسفى إتخاذ إجراءات لإعادة هيكلة دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينيةبعد إستقالة صائب عريقات من رئاستها في ضوء المستجدات الحاصلة على الساحة الفلسطينية وتعثر محادثات السلام مع إسرائيل منذ شهور.. وعلى الجانب الآخر تحولإهتمام الجانب الاسرائيلى الى كيفية مواجهة الطوارىء والمشكلات التى قد تبرز فىالعلاقات الاسرائيلية المصرية فى ضوء التطورات المحتملة للأوضاع.وعلى الرغم من أن تانغ توقع صعوبات محتملة فى الشرق الأوسط ، إلا أنه قال إنالمجتمع الدولى بحسب وجهة نظره لن يتجاهل أهمية قضية السلام ، وستظل أيضا عنصراسياسيا مهما فى العلاقات بين إسرائيل والقيادة المصرية الجديدة فى المستقبل.وفيما يتعلق بالاستراتيجية الأمريكية حيال الشرق الأوسط،، إتفق الخبراءالصينيون على أن تعديلها بات أمرا ملحا فى حقبة ما بعد مبارك كونه كان أحد أهمحلفاء واشنطن فى المنطقة .وتوقع تشاو قوه تشونغ أن تقوم واشنطن أولا بإعادة تقييم الوضع وتلجأ الى تدعيمأرضية حلفائها الباقيين فى بلادهم ، وثانيا تعتمد على حماية أمن إسرائيل حليفهاالأكبر ، وثالثا تتوخى الحذر لمنع تولي جماعة الإخوان المسلمين السلطة، ورابعاتجهز نفسها لمواجهة المزيد من التحديات والتهديدات الناجمة عن الارهابيين وإنتشارتنظيم القاعدة.من جانبه ، رأى وو بينغ بينغ أن ما حدث فى مصر سينقل تركيز الولايات المتحدة منإيران والعراق وأفغانستان الى مصر ودول الجوار.