جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

«النهار» تكشف:«عجينة المسامير» خطة أتباع خيرت الشاطر لقتل القيادات الأمنية

مي المصري -

العملية الإرهابية الخسيسة  التى ضربت محيط جامعة القاهرة  الأربعاء الاسود هى تطور جديد فى استراتيجية غربان الظلام، هدفها بث المزيد من الرعب وتعطيل الحياة التعليمية وحصد أرواح ضحايا جدد.. تكمن خطورتها فى اختيار موقع الجريمة..مسرح عمليات لم يكن مستهدفاً من قبل بالمتفجرات  وقد شاء القدر ألا يكون هذا المسرح الجديد للإرهابيين  مزدحماً بالطلاب مما قلل من عدد القتلى والمصابين ..فبعد أن جرت العادة على أن تقتصر الاحداث فى الجامعات على مظاهرات تتخللها صدامات، دخلت القنابل على خط المواجهة، حيث شهدت جامعة القاهرة  3 تفجيرات مدوية تم استخدام قنابل بدائية الصنع فيها تم زرعها داخل لوحات الاعلانات و الاشجار لتقتل وتصيب العشرات من رجال الشرطة والمدنيين حيث استشهد العميد طارق المرجاوى رئيس قطاع مباحث غرب الجيزة واصيب عدد من القيادات بينهم نائب مدير أمن الجيزة.

 

النهار تكشف مخططا واسعا تستخدمه الجماعات المتطرفة والارهابية لاصطياد رجال الداخلية بدلا من ان يصطادوهم ولتحقق تلك المخططات الشيطانية اهدافها بوجود خسائر كبيرة فى الارواح والممتلكات.

العبث فى الحرم

حقيقة ما حدث فى محيط جامعة القاهرة تكشفه النهار بالادلة وبالبحث الميدانى والربط بين اقوال شهود العيان وطلبة رفضوا ذكر اسمائهم خوفا من زملائهم طلبة التنظيم الارهابى والمنضمين لجماعة اجناد مصر والتى هى كما يقول عنها الطلبة هناك ومثلما اثبتت خطواتها فى العمليات وطريقة تفجيرها مجرد الذراع الطلابية لجماعة انصار بيت المقدس الارهابية داخل الجامعات والتى هى بالاساس تشير الدلائل والتحقيقات مع اعضائها الذين تم ضبطهم فى موقعة عرب شركس الشهيرة بمنطقة القليوبية وغيرها إلى انهم يتبعون التنظيم الارهابي.

"جماعة اجناد مصر" التى تظهر الآن فى الصورة متبناة للحادث الارهابى البشع ما هى إلا الذراع المتطرفة للجماعة الارهابية داخل اسوار الحرم الجامعى الذى بات مشتعلا منذ ان فتحت الجامعات ابوابها للدراسة.

الحادث الذى راح ضحيته واحد من اشهر قيادات الداخلية بالجيزة العميد المرجاوى والذى تقول الاحداث والمؤشرات انه تم استهدافه لكونه احد القيادات الامنية التى قادت فض اعتصام النهضة المسلح بالتزامن مع فض اعتصام رابعة.

الشارع الهادئ

من هنا من عند آخر اسوار كلية الاداب وفى ذلك الشارع الهادئ لحد ما والبعيد عن كل مظاهر الشغب إلا من قليل طوال تلك الشهور الماضية منذ اندلاع الاحداث قرر انصار المعزول بقيادة اشخاص معينين ان يقودوا التظاهرات الى هذا الشارع وان يخرجوا من ذلك الباب بدلا من ابواب كلية الهندسة التى لا تبعد كثيرا والتى يتمركز عندها الأمن وقيادات الامن المركزى ورجال البحث الجنائى للتدخل وقت اللزوم وعند طلب رئيس الجامعة.

بدأوا فى التلويح بإشارات غير لائقة لرجال الامن لاستفزازهم منذ ساعات الصباح الاولى إلا ان رجال الامن لم يحركوا ساكنا بعد رفع حالة التأهب وعندما يئس انصار التنظيم والمعتقد انه كان من بينهم افراد من جماعة أجناد مصر التابعة لبيت المقدس من اجتذاب الامن الى محيطهم رفعوا حالة التصعيد.

الحواجز الحديدية

بدأوا فى جذب الحواجز الحديدية وعمل كردون وظهر رجال المولوتوف الذين تحركوا من داخل الحرم بزجاجاتهم الحارقة والتى لا نعلم إلى الآن كيف دخلوا بها الى داخل اسوار الجامعة وكيف لم يفتشهم رجال الامن الاداري؟!

دقائق معدودة وبدأ الامن فى التعامل معهم الا انه لم يتحرك باتجاههم رغم الاستفزاز المستميت لقياداتهم التى ضبطت نفسها حتى فاض بها الكيل عندما فوجئوا برصاص حى وخرطوش يخرج من بين اسوار كلية الآداب فتحرك كول الأمن الى نهاية اسوار كلية الهندسة لمواجهة العنف الذى تصاعدت حدته فجأة.

بعد وصول رجال الامن وقياداتهم انسحب افراد جماعة "اجناد مصر" المزعومة وفجأة خلا الشارع تماما إلا من قليل لتنفجر أول قنبلة بعد تمركز الامن بدقائق معدودة وتلتها القنبلة الثانية التى راح ضحيتها العميد المرجاوى الذى وقف يواجه الموت دون ان يتحرك او يستتر.

 شاهد عيان

قال «م.ف» الشاهد الوحيد: إن الارهاب هو من اصطاد الامن فى تطوير سريع لاستراتيجياته الخبيثة وبحسب ما جرى على ارض الواقع وهو ان يتم استدراج الضباط بعد مراقبتهم الى مسرح العمليات الذى تجهزه افراد الجماعات الارهابية والذين يقودون ويندسون داخل تظاهرات انصار المعزول بدلا من ان يتم استدراجهم الى مواجهات مع  الداخلية تسفر عن مقتل او القاء القبض على افراد منهم.

وأضاف: أنه تم تجهيز مسرح التفجيرات قبلها بليلة فقد لاحظ وجود ثلاثة اشخاص بالقرب من لوحة الاعلانات التى تم تفخيخها والذين ظهروا بمظهر عمال شركات الاعلانات الذين يغيرونها من حين لاخر وان الثلاثه هم من زرعوا القنابل فى الأشجار بعد منتصف ليل النهضة!

تحذيرات وتنبيهات

ما حدث يعطى تنبيهات وتحذيرات واسعة من تغيير نمط استراتيجيات الجماعات الارهابية على الارض فقد تم تجهيز مسرح العمليات ليلة الاربعاء لاصطياد فرائسها من رجال الامن صباح اليوم التالى ليصبح مطلوبا من الداخلية وجود وحدات للتمشيط باستمرار.

شائعات أخرى من أفواه  الطلبة تقول انه تم زرع تلك القنابل يوم الاحد الذى سبق الاربعاء الاسود بعد ان قاموا بإلهاء الامن فى اتجاه كلية الهندسة حتى تمت عملية الزرع تمهيدا لتفجيرها الاربعاء من خلال شرائح الهاتف المحمول.

ومن المرجح ان يكون مفجر القنابل الثلاثة سواء كان فرداً او عدة افراد موجودا فى حيز المكان بدليل تعمده للتفجير كلما اقترب من مكان القنبلة رجال أمن وظهر ذلك جليا وواضحا اثناء تفجير القنبلة الثالثة اثناء معاينة النيابة العامة لمسرح القنبلتين.

عضوات إناث

جماعة "أجناد مصر" يشاع ان بها عضوات اناث ولا تقتصر فقط على الشباب وانهن من يدخلن فى حقائبهن وتحت ثيابهن السلاح والمولوتوف لتسليمه للشباب و ان الجماعة الارهابية الجديدة استخدمت ما نشره أتباع الشاطر على صفحات فيس بوك من كيفية تطوير القنابل والمولوتوف وانهم يتبعون ويمولون منهم واخر مانشر على تلك الصفحات هو عجينة المسامير القاتلة والتى حشوا بها تلك القنابل بدائية الصنع بعدد كبير من مسامير القلاووظ كبيرة الحجم وبمواد اكثر انفجارا والتى استقر أحدها بالشهيد المرجاوى وأدت الى وفاته فورا بحسب ما قال الطب الشرعي.

من جانب أخر قالت نعيمة عبد الحميد زوجة الشهيد المرجاوى للنهار: انه ربى اطفال شقيقته الارملة والتى توفى زوجها شهيدا وانه كثيرا ما تمنى الشهادة وليلة وفاته طلب منها ان ينام فى احضان بنته سلمى 12عاما ومحمد 8 سنوات ووصاها بهما وكأنه كان يشعر انه سيرحل.

مسرحاً للعنف

قالت د.مها ابو بكر المدرس المساعد بكلية الهندسة انه لابد من وجود خطة امنية فلا يمكن ان تظل الجامعات معتركا للسياسة والعنف وهى بالأساس مكان مخصص للعلم.

قال الدكتور وزير التعليم العالى انه لابد من وجود حرس جامعى ومن دعم الامن الادارى للتعامل مع الطلبة وتفتيشهم وأضاف: انا لدى 17 جامعة خالية من اى مشاكل وتسير فيها الدراسة بشكل طبيعى ولديه 6 فقط متوقع حدوث فيها، مشاكل واضطرابات خاصة مع اقتراب انتخابات الرئاسة.

واضاف ان هناك 400 طالب ازهر و150 من جامعة القاهرة تم منعهم من دخول المدن الجامعية غير 26 طالباً تم فصلهم من الازهر بعدما ثبت ضلوعهم فى عمليات تخريب وعثر معهم على ادوات عنف.

يشاع فى مديرية امن الجيزة انه القى القبض على 3 فتيات منقبات عقب حادث جامعة القاهرة بحوزتهن منشورات وشرائح هاتف وان احداهن اتصلت من هاتفها قائلة "عاش يا رجالة فجروهم زز فجروا التالتة" وسط ذهول من ضباط وافراد وقيادات الشرطة، ومازالت الايام القادمة ستكشف الكثير من المفاجآت قد يكون للعنصر النسائى الاخوانى فيها يد السطوة.