الحصاد السياسي لـ 2013 دموع وابتسامات

شهد عام 2013، أحداثًا عديدة مهمة وبارزة بعضها كان عصيب والبعض الآخر كان مصدر سعادة.. «النهار» ترصد أبرز 10 أحداث وقعت فى العام الماضى الحزين والسعيد على السواء لنعرف كيف سار الوطن على الشوك أحيانا وعلى الجمر أحيانا أخر ثم كيف صمد وقاوم وعاد للحياة من جديد ..التفاصيل فى السطور التالية :-البداية أشلاء على مزلقان البدرشين
فى منتصف شهر يناير2013 ، لقى 19 شخصا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 117 آخرين، إثر حادث قطار خرجت العربة الأخيرة من قطار مجندين عن القضبان عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين.
وكان قطار البدرشين الحربي، يقل حوالى 1328 مجندا من قوات الأمن المركزى ، تقسموا على 12 عربة للقطار، وغالبية المجندين من محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، وكانوا قادمين من أسيوط باتجاه معسكر الأمن المركزى بالقاهرة لأداء الخدمة العسكرية.
ولم يكن حادث قطار البدرشين، أول حوادث القطارات التى شهدتها مصر خلال عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، فخلال 6 شهور و15 يوما، عمر الرئيس فى الحكم حتى وقوع هذا الحادث، شهدت البلاد 5 حوادث مماثلة.
وعلى خلفية الحادث نظم محتجون تظاهرات عديدة تندد بالحادث، وتطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسي، منها: «25 يناير محطة مرسى الأخيرة»، و»س ح م سكك حديد مُرسي»، و»أهلا ومرحبا بكم فى مصلحة الموتى»، «إلى متى سنظل فى حداد»، و»سعر الشهيد 30 ألف جنيه».
فكرة تدشين حملة تمرد لخلع مرسى
فى 26 إبريل 2013، أعلن النشطاء حسن شاهين ومحمود بدر ومحمد عبد العزيز، تدشين حملة «تمرد» الداعية لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، رئيس الجمهورية السابق، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، حيث انطلقت «تمرد» من ميدان التحرير بالقاهرة.
وقال القائمون على حملة «تمرد» إنهم سيجمعون توقيعات من المواطنين تطالب بسحب الثقة من «مرسي» لمدة شهرين، داعية الموقعين على الاستمارات بالنزول للميادين فى 30 يونيو من نفس العام، لحث النظام على الاستجابة لمطالبهم. وقد أعلنت الحركة بعد تدشينها بأسبوع عن جمعها ما يقرب من 200 ألف توقيع من مختلف محافظات الجمهورية، واستمر أعضاء الحركة فى جمع توقيعاتهم إلى إن وصلوا لـ 2 مليون توقيع فى أقل من شهر بعد تدشينها، وانتشر عمل أعضاء الحملة على مستوى جميع محافظات الجمهورية، حتى استطاعت جمع 5 مليون توقيع على مستوى الجمهورية من مختلف المحافظات فى شهر واحد بدعم من عدد من القوى الثورية والأحزاب أبرزهم حركة كفاية وجبهة الإنقاذ، وقبيل 30 يونيو بأيام أعلنت «تمرد» تمكنها من جمع 22 مليون توقيع لسحب الثقة من محمد مرسي.
30 يونيو .. يوم سقوط مرسى ونهاية حكم الإخوان
استجاب ملايين المصريين لدعوة حملة «تمرد» بالنزول للميادين والتظاهر فى الذكرى الأولى لتنصيب «مرسي» رئيسا، من أجل سحب الثقة من الرئيس السابق محمد مرسى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رافضين دعوة «مرسى» للحوار الوطني.
واستجابة لأكثر من 30 مليون مصرى خرجوا إلى الشوارع، خرج الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، ببيان رسمى أعطى مهلة للرئيس مرسى بوجه خاص ولجميع الأطراف السياسية بوجه عام، لتحقيق مطالب الشعب، وإلا سوف تحمل المؤسسة العسكرية للتدخل بإعلان خارطة طريق تلبى طموحات الشعب، بخروج «مرسي» بخطاب يدافع فيه عن شرعيته، فيما أعلن خمسة من وزراء حكومة الإخوان استقالتهم فى نفس اليوم تضامناً مع مطالب الشعب.
وبعد انتهاء المهلة المحددة فى 3 يوليو، وفى ظل عدم استجابة «مرسي» لمطالب الملايين من المصريين، أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى إنهاء حكم الرئيس محمد مرسى على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شئون البلاد لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،وعطّل العمل بالدستور وعقب البيان قام شيخ الأزهر أحمد الطيب بإلقاء بيان عقبه بيان للبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، ثم بيان للدكتور محمد البرادعى المفوض من قبل المعارضة المصرية، ومؤسسى حملة تمرد محمود بدر و محمد عبد العزيز.
وأعلن الفريق السيسى خطة وفاق وطنى بخارطة مستقبل، أبرز ما تضمنته؛ تشكيل حكومة كفاءات وطنية تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة مراجعة التعديلات الدستورية على دستور 2012.
عميلة خطف الجنود المصريين السبعة بسيناء
فى 16 مايو من 2013 ، وفى الوقت الذى تتسع شريحة المناهضين لحكم محمد مرسي، الرئيس السابق، خطف مسلحون مجهولون فى محافظة شمال سيناء، سبعة مجندين مصريين، ثلاثة رجال شرطة وأربعة جنود من الجيش، بالقرب من مدينة العريش فى منطقة الوادى الأخضر بشمال سيناء.
وكان المجندون يستقلون سيارات أجرة عندما اعترض المسلحون طريقهم وطلبوا من الركاب إبراز بطاقات الهوية، وقالت مصادر عسكرية إن الشرطيين الثلاثة الذين خطفوا ينتمون إلى وحدات الأمن المركزى التابعة لوزارة الداخلية والتى تكلف بقمع التظاهرات، موضحة أن رجال الشرطة والجنود كانوا على متن حافلتين مختلفتين.
وتردد على لسان البعض حينها، أن الحادث مدبرًا وذريعة لإبعاد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، كما فعل «مرسي» مع المشير ورئيس الأركان سامى عنان، بعد حادث مقتل الجنود فى رفح، على حد قولهم.
والغريب فى الأمر، والذى ساهم فى زيادة عدد المعارضين لـ «مرسي» خروج الأخير ومطالبته بـ «المُحافظة على أرواح الجميع سواء المُختطفين أو الخاطفين» وهى المرة الأولى التى يسمع عن اهتمام رئيس دوله بسلامة الجناة ومساواتهم بضحاياهم.
وقد وجه «مرسي» دعوة مؤسسة للأحزاب، لعقد جلسة حوار لبحث تداعيات اختطاف الجنود، إلا أن أحزاب المعارضة له رفضت الجلوس معه وتهكمت عليه واستنكرت عدم إلقاء القبض على المختطفين، ومع ظهور حالة من الغضب لرفض مؤسسة الرئاسة السماح للجيش بالقيام بعملية عسكرية لتحرير الجنود، فوجئ المصريون بعد أيام بالإعلان عن العثور على المجندين فى أحد الطرق الصحراوية بسيناء بعد إطلاق سراحهم من قبل المختطفين بدون أى تفاصيل واضحة.
مشاهد فض اعتصامى رابعة والنهضة
عقب استجابة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لصوت الملايين التى خرجت فى 30 يونيو إلى الشوارع، أعلن فى 3 يوليو عزل الرئيس محمد مرسى، و تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة البلاد بشكل مؤقت، مما أشعل غضب مؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث قرروا التظاهر بشكل يومى للمطالبة بعودة ما وصفوه بـ»الشرعية»، ثم قرروا الاعتصام بميدان «رابعة العدوية» بمدينه نصر، وميدان «نهضة مصر» بالجيزة. واستمر الاعتصام 45 يوما تقريبا، وشهد انطلاق التهديدات من قادة الجماعة بإشعال مصر فى حال عدم الإعلان عن عودة الرئيس المعزول للحكم، ووقعت العديد من حالات التعذيب داخل مقر الاعتصامين لمواطنين معارضين للإخوان أو رمت بهم الصدفة إلى محيط تظاهرة للإخوان. وخلال فترة الاعتصام، وقعت حادثتين لا يجب إغفالهما الأولى فى فجر يوم 8 يوليو، حيث اندلعت اشتباكات فى محيط دار الحرس الجمهورى المصرى بين محتجين خرجوا فى مسيرة من رابعة إلى هناك، فى محاولة لاقتحام الدار، ظنا منهم بأن الرئيس المعزول داخله، وبين القوات التى تقوم بحماية المنشأة العسكرية، وقد خلفت الاشتباكات عن سقوط عشرات القتلى والمصابين. أما الحادثة الثانية، فكانت فى 17 يوليو، حيث توجه مساء هذا اليوم، أنصار مرسى إلى شارع النصر لقطع طريق كوبرى أكتوبر، فتم تكثيف وجود القوات الأمنية هناك، منعا لقطع الطريق، وأطلقت قوات الشرطة الغازات المسيلة للدموع، إلا أن أهالى منشأة ناصر تدخلوا واشتبكوا مع أنصار مرسى، وتبادل الطرفان إطلاق الأعيرة النارية الحية والخرطوش وزجاجات المولوتوف، مما تسبب فى سقوط وفيات وإصابات.. وفى ضوء التهديدات التى انطلقت من منصتى «رابعة» و»النهضة» والأحداث سالفة الذكر، قامت قوات الأمن من الشرطة والجيش فى 14 أغسطس 2013، بفض الاعتصامين، مما أدى إلى مقتل 120 شخص وإصابة المئات، بحسب الإحصائية الرسمية، فيما تقول جماعة الإخوان أن عدد القتلى بالمئات، والمصابين بالآلاف.
الإرهابيون
يقتلون بدم بارد24 مجندا فى سيناء
فى 19 أغسطس، لقى 25 جندياً مصرعهم وأصيب 2 آخران، فى هجوم شنه مسلحون على سيارتين تقلان جنود أمن مركزى بمنطقة أبوطويلة فى مدينة رفح شمال سيناء.
وكان المجندين فى طريقهم إلى معسكر الأمن المركزى لاستلام شهادات إنهاء خدمتهم العسكرية، حين اعترضهم مسلحون، وقاموا بإنزالهم وإجبارهم على الانبطاح أرضا، ثم أطلقوا عليهم النيران، فتوفى 24 فى الحال وأصيب ثلاثة توفى أحدهم بعد ذلك، ليصبح إجمالى ضحايا الحادث 25 شهيدا و2 مصابين.
القبض على مرشد الإخوان وقيادات الجماعة
عقب عملية فض اعتصامى «رابعة» و»النهضة»، قامت قوات الأمن في20 أغسطس بالقبض على مرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، مختبئا برفقة أحد قيادات الجماعة فى شقة سكنية فى منطقة رابعة العدوية، وكان قد سبق القبض على نائبه خيرت الشاطر فى 6 يوليو، بإحدى الشقق السكنية بالقاهرة الجديدة.. وفى يوم 29 أغسطس، تمكنت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية من إلقاء القبض على محمد البلتاجى القيادى الإخوانى فى إحدى الشقق بقرية ترسا مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، وبرفقته خالد الأزهرى وزير القوى العاملة السابق والقيادى الإخوانى جمال العشري.
وفى 30 أكتوبر، تم إلقاء القبض على القيادى الإخوانى البارز عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، فى إحدى الشقق فى القاهرة الجديدة ، حيث كان مختبئا فى شقة أحد الأشخاص غير المعروفين بانتمائهم لجماعة الإخوان، وظل طوال الفترة السابقة لعملية ضبطه ببث رسائل تحريضية ضد النظام الحاكم عبر قناة الجزيرة.
أولى جلسات محاكمة «المعزول مع جماعته فى القفص»
شهد 4 نوفمبر 2013، أول ظهور للرئيس السابق محمد مرسي، بعد عزله فى 3 يوليو، حيث عقدت أولى جلسات محاكمته فى قضية أحداث الاتحادية، كثانى رئيس مصرى يحاكم بإرادة الشعب، وذلك بجانب 14 متهما من المنتمين لجماعة الإخوان، بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسى فى شهر ديسمبر 2012
وقد داخل قاعة المحكمة بأكاديمية الشرطة، جميع المتهمين، مرتدين الملابس البيضاء، باستثناء المعزول مرسى، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، أسعد الشيخة، حيث ظهر الأول مرتديا بدلة كحلية اللون، فيما ظهر الثانى مرتديا ملابس «كاجوال».
وقررت المحكمة برئاسة المستشار أحمد صبرى يوسف، تأجيل محاكمة «مرسى» وقيادات الإخوان المتهمين فى القضية لجلسة 8 يناير المقبل للاطلاع.