النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

طلاب ”الإخوان” يواصلون مخطط ”تخريب” التعليم !

-

واصل الطلاب احتجاجاتهم فى عدد من الجامعات على مستوى الجمهورية، لعدة أسباب ففى القاهرة تحديدًا، تظاهر الطلاب تنديدًا بمقتل طالب كلية الهندسة بجامعة القاهرة، الذى سقط خلال المشادات التى وقعت بين قوات الأمن والطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، الخميس الماضي، فيما استمرت ثورة غضب طلاب الإسكندرية وعدد من الجامعات، تضامنًا مع طالبات إخوان الإسكندرية، الصادر ضدهن أحكام بالحبس 11 عامًا.

وفى القاهرة استغل الطلاب انسحاب قوات الأمن من محيط ميدان النهضة ومن أمام جامعة القاهرة، ودخلت مسيرات حاشدة للميدان، للمرة الأولى منذ فض اعتصام الإخوان به ، وسعى طلاب الإخوان أيضاً للسيطرة على ميدان التحرير حيث  اقتحم الطلاب الميدان لكن قوات الأمن استطاعت تفريقهم فى خلال دقيقة  ولم يقتصر الأمر على تظاهرات طلاب هندسة فقط، بل تضامن معهم طلاب كلية طب القصر العيني، الذين نظموا تظاهرة اجتازت كوبرى الجامعة ووصلت للنهضة، لمشاركة طلاب هندسة احتجاجاتهم التى دعا إليها اتحاد طلاب الجامعة، وسط هتافات مناهضة لوزارة الداخلية، كما قاموا بحرق سيارة شرطة فى "النهضة"، وحرقوا اللافتات التى تدعو للتصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية.

ولم يتوقف الأمر فى جامعة القاهرة على التظاهرات الطلابية فقط، بل امتد ليقوم طلاب جماعة الإخوان بطرد الدكتور «جابر نصار»، رئيس الجامعة، فور نزوله لهم ومحاولته إلقاء كلمة لهم ومنعوه من التواجد بينهم وهتفوا ضده، مما دفعه للعودة إلى مكتبه مرة أخرى، وتضامن عدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة مع الطلاب، مُنظمون وقفة للتنديد بمقتل طالب الهندسة، بالتزامن مع المسيرات التى انطلقت فى كليات العلوم، الآداب، الاقتصاد والعلوم السياسية.

وقاد رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، «هشام أشرف»، مسيرة طلابية حشادة من أمام كليات التخطيط العمرانى والإعلام والآثار، أعلنوا خلالها الإضراب العام عن الدراسة، تنديدًا بمقتل زميلهم، ورددوا هتافات ضد وزارة الداخلية، فيما خرجت مسيرة أخرى من أمام كلية التجارة، وتضامنًا مع هندسة القاهرة، نظم طلاب الهندسة بعين شمس، مسيرة ضمت العشرات، مرددين هتافات معادية للشرطة والتأكيد على أن الحرم الجامعى خطًا أحمر ممنوع الاقتراب منه.

وتمكن طلاب الإخوان للمرة الأولى منذ اندلاع ثورة 30 يونية، من دخول ميدان التحرير، الأحد، وسط هتافات مناهضة لوزارة الداخلية؛ ومطالبين بالإفراج عن زملائهم، حاملين إشارات رابعة العدوية، بعد أن تحركت من أمام جامعة القاهرة، وافترش عدد من الطلاب الأرض فور وصلهم لميدان التحرير وسجدوا حمدًا لدخولهم الميدان، ثم أدوا صلاة العصر فى وسط الميدان، قبل أن تتدخل قوات الأمن لإخلاء الميدان، عقب استفزاز الطلاب لهم، وأغلقت مدرعات الجيش الميدان.

وفى الإسكندية، لم يكن الحال أفضل من نظيره فى القاهرة، حيث نظم طلاب الهندسة بجامعة الإسكندرية، إثر الأحكام الصادرة ضد الفتيات المنتميات لجماعة الإخوان المسلمين، الذين تم القبض عليهن ضمن فعاليات حركة 7 الصبح، بالسجن 11 عامًا وشهر، بتهمة التجمهر، قطع الطرق، البلطجة، الإتلاف العمدى وحيازة أدوات للإعتداء على المواطنين، ووضعهن 4 سنوات تحت المراقبة بعد تنفيذهن الحكم، كما عاقبت محكمة الأحداث 6 فتيات قاصرات بالحكم عليهن بإيداعهن دور رعاية الأحداث.

ونظم الطلاب مظاهرات حاشدة، وتم الإعلان عن الإضراب للتنديد بالأحكام ضد الطالبات وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، كما قررت مجالس اتحادات طلاب كليات الآداب والهندسة والصيدلة والفنون الجميلة، بتقديم استقالتهم تضامنًا مع "حرائر الإسكندرية" فى إشارة إلى الفتيات المقبوض عليهن، ودعوا الطلاب للدخول فى إضراب عن الدراسة لحين الإفراج عن الطالبات.

وفى جامعة الأزهر، واصل طلاب الإخوان المسلمين ببعض الكليات ، تنظيم مسيرات أمام بعض الكليات والتوجه إلى المبنى الرئيسى للجامعة فى محاولة لتعطيل الدراسة وللاعتراض على قانون التظاهر واحتجاز بعض زملائهم وفصل البعض من المدينة الجامعية، وقام البعض منهم بانتزاع بوابة كلية التربية بالأزهر، لتعطيل المرور بشارع مجاور للجامعة، كما وقعت اشتباكات بين طلاب الإخوان وطلاب من غير المنتمين لجماعة الإخوان، بعدما حاولوا تعطيل الدراسة.

وقام طلاب من كليات الهندسة والعلوم من جماعة الإخوان المسلمين، بالتجمع فى مسيرات متوجهين إلى مبنى إدارة الجامعة ومتجولين بين جنبات كليات الجامعة، مرددين هتافات ورافعين لافتات تُطالب بما أسموه بعودة الشرعية والاستمرار فى أعمال التظاهر.

ومن جانبها أكدت إدارة جامعة الأزهر على استمرار الدراسة بجميع الكليات، وأن منظمى المسيرات هم قلة من الإخوان المسلمين وأن غالبية الطلاب يصرون على استمرار الدراسة مع قرب بدء امتحانات الترم الأول بعد نحو شهر، كما أكدت على اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين لنظم الدراسة والإقامة بالمدن الجامعية، حفاظًا على استمرار العملية التعليمية.

ولم يختلف الأمر فى باقى الجامعات، حيث نظمت حركة طلاب ضد الإنقلاب بجامعة دمنهور، مسيرة داخل أسوار المجمع النظري، للتنديد بقانون التظاهر الجديد، والمطالبة بالإفراج عن الطلبة المعتقلين، ورفض دخول الأمن إلى الحرم الجامعي، بالإضافة إلى التضامن مع فتيات حركة «7 الصبح».

ونظم طلاب الإخوان بهندسة بنها، مظاهرة للمطالبة بالإفراج عن طالب تم إلقاء القبض عليه أثناء وقفة للجماعة، فيما واصل العشرات من طلاب هندسة بنى سويف تظاهراتهم داخل مبنى الجامعة، عقب إلقاء قوات الأمن القبض على نائب رئيس اتحاد الطلاب بالكلية «على ربيع»، أثناء مشاركته فى مظاهرات ضد قانون التظاهر، كما ألقت أجهزة الأمن القبض على على حسن، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الهندسة، لمشاركته فى مظاهرات لجماعة الإخوان، وقام الطلاب بإغلاق قاعات المحاضرات؛ ورفضوا الاستجابة لطلبات أساتذة الكلية بعودة الدراسة، وأصروا على الاستمرار فى الإضراب لحين تنفيذ مطالبهم.

وفى باقى المحافظات أيضًا، نظم طلاب المنتنمين لجماعة الإخوان المسلمين، تظاهراتهم فى جامعات دمياط، المنيا، القليوبية وأسيوط، تنديدًا بالحكم الصادر من محكمة سيدى جابر ضد فتيات الإخوان بالإسكندرية وقانون التظاهر الجديد، بالإضافة إلى المطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم خلال المسيرات والمظاهرات التى أعقبت فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وسط هتافات مناهضة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية والفريق أول عبد الفتاح السيسي، وطالبوا بإقالة وزير التعليم العالى والقصاص لطالب هندسة القاهرة، الذى لاقى مصرعه قبل بضعة أيام.

ويبدو أن طلبة الإخوان المسلمين لازالوا مصرون على عرقلة العملية التعليمية، حيث أنهم تسببوا فى تأخير الدراسة، ويواصلون دعواتهم بالإضراب عن الدراسة ومواصلة اعتصاماتهم وتظاهراتهم، فهل ينجح "طلبة الإخوان" فى تعطيل الدراسة ونشر الفوضى كما حدث مؤخرًا؟، وهل ينجحون فى استفزاز الأمن مُجددًا وتحدث مواجهات ويسقط مزيد من القتلى والجرحى؟!.