المعارضون يشيدون ببيان الجيش.. ويؤكدون: انذار الفرصة الأخيرة لمرسي ويطالبه بوضوح بالرحيل والاستجابة لمطالب الشعب

كتب – إسلام الكلحي
اعتبر الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بيان القوات المسلحة، الذي أمهل الرئيس محمد مرسي 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب وهي الرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بأنه انذار الفرصة الأخيرة من الجيش.
وأشار جاد في تصريحاته لـ"النهار" أن اندار القوات المسلحة الصادر الاثنين الماضي، معظمه في الأساس للرئيس محمد مرسي، مضيفا أن البيان يقول للرئيس أمامك 48 ساعة للتوافق، لافتا إلى أن في رأيه "الموضوع أنتهى"، ونحن الآن في مرحلة ما بعد مرسي ونظام الإخوان.
من جانبه، قال ياسر الهواري، القيادي بحزب المصريين الأحرار وعضو تنسيقية 30 يونيو، أن بيان الجيش طبيعي جدا بعد نزول الملايين في الميادين والشوارع بالقاهرة والمحافظات، مشيرا إلى أن ظهور حالة احتجاج واسعة جدا وكبيرة على سياسات الإخوان طوال السنة الماضية التي كانوا فيها في الحكم، جعل من اللازم أن يتحرك، وهو ما نفس ما قام به في 25 يناير، عندما نزل الجماهير للشوارع لإسقاط مبارك، وانحاز وقتها الجيش للشعب ولم ينحاز للسلطة، لافتا إلى أن مرسي بالنسبة للجيش كمبارك لا فرق بينهما.
وتابع الهواري أنه ليس من المقبول أن يرى الجيش حالة الاحتقان والاحتجاج الكبيرة التي في الشارع، ويقف ليشاهد المواطنين يقتلون بعضهم البعض في الشارع أو تحدث حرب أهلية، وبالتالي على السلطة أن تستجيب للنداء الشعبي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا ما قاله البيان الصادر من القوات المسلحة بأن على السلطة أن تحل الأزمة خلال 48 ساعة، وحل الأزمة السياسية بوضوح هو تنحي مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وحول هجوم بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين على بيان القوات المسلحة لخروج البيان بعد يوم واحد من التظاهر، قال الهواري: هو كان يوم واحد بس مكنش يوم عادي.. الشعب كله كان في الشارع"، وأضاف أن الإخوان كانوا يراهنون على أن الجيش سيتفرج على المتظاهرين ويتركهم، وأشار إلى أنه ثبت بالدليل القاطع أن تهديدات الإخوان والجماعات الإسلامية لم يفرق مع الشعب ولم يهز "شعرة" واحدة في رأس أي مصري.
فيما قال رامي شعث، منسق حركة المصري الحر، إن بيان الجيش جيد، ومن المهم جدا إنهاء سلطة الإخوان وسلطة الرئيس محمد مرسي، ولكننا ننظر بحذر شديد لقرار القوات المسلحة بالنزل خلال 48 ساعة – يقصد مهلة الجيش - ، ونريد أن نعلم ما هي الجيش للمرحلة المقبلة، وهل نواياه إعادة الانتقال الديمقراطي مرة اخرى، أم ينوي تكرار ما وصفه بـ "مأساة" السنة والنصف السابقة التي حكم فيها المجلس العسكري.
وأوضح شعث أن هناك تخوف أخر واضح لدى القوة السياسية، من عودة رموز النظام السابق "الفلول" للمشهد، وإحساسهم أن ذلك وقت مناسب لعودتهم للمشهد السياسي، وتابع قائلا: " بمعنى أخر، نحن سعداء بنهاية حكم الرئيس مرسي، ولكن نرفض كل محاولات قمع والتنكيل بالاخوان المسلمين، ونشدد على ضرورة أن تكون المرحلة الانتقالية سريعة ومنظمة وفيها دور مدني وتوافق مجتمعي واسع، وضرورة عزل الفلول في هذه اللحظة، ضمانا لعدم عودة قوى النظام السابق إلى صدارة المشهد".
من ناحيته، قال شادي طه، رئيس المكتب السياسي لحزب غد الثورة، أن بيان القوات المسلحة كان متوازن جدا، ووضح أمورا كثيرة، مضيفا أنه يعتقد أن كلمة الجيش بأنه "لن يكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن يخرج عن دوره المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى" أراح الكثير، وهدم بالطبع ردود أفعال كانت ستكون متوقعة من الإخوان المسلمين، الذين كانوا سيخرجون ليقولوا أن هذا البيان هو بمثابة انقلاب عسكري على الشرعية والديمقراطية وبعض الكلام "الهبش" الذي يقولوه.
وأضاف طه: "اعتقد أن إشارة بيان الجيش إلى مجهود الشباب وخاصة شباب تمرد الذى دعوا إلى هذه الحملة ودعوا لمظاهرات هذه الثورة الجديدة التى نقوم بها إشارة طيبة"، وشدد على ضرورة التنسيق مع القوى السياسية والتنسيق مع شباب تمرد في الفترة المقبلة، مؤكدا أن التنسيق الآن ضرورة.
وشدد رئيس المكتب السياسي لحزب غد الثورة، على أن هناك أولويات خلال التنسيق الأن، أهمها أن تنتقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وأن يتم الاتفاق على اسم شخص يشكل حكومة انتقالية، مرشحا أن يكون رئيس الحكومة شخصية عسكرية، وأن يكون يتم اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فترة لا تزيد عن شهرين، وأن يكون الجيش هو الضامن لنزاهة هذه الانتخابات.
ولفت طه إلى أن هناك بعض التصريحات ستخرج في الساعات القادمة من بعض الموالين لجماعة الاخوان، تتحد عن إجراء استفتاء شعبي على استمرار الرئيس، أو عن مبادرات، لذلك أحذر القوى السياسية من مثل هذه المبادرات والدعوات لأن الهدف منها هو إحياء النظام مرة أخرى.