النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

إستشهاد أبو شقرة يكشف اختراق الإرهابيون للأجهزة الأمنية

النقيب محمد ابو شقره
شعبان خليفة -

بعد مقتل النقيب محمد سيد عبدالعزيز أبو شقره (37 عاما) في سيناء التي ذهب اليها علي أثر عملية اختطاف الجنود السبعة ثم إطلاقهم دون القبض علي الخاطفين وبالطريقة التي قتل بها وماتبعها من معلومات ...يطرح السؤال الصعب نفسه هل اخترقت الجماعات التكفيرية في سيناء الأجهزة الأمنية فصارت عارفة بتحركاتها وكاشفة لرجالها وقادرة علي قتلهم متي أرادت ؟ السؤال صعب لكن طرحه مفروضاً خاصة بعد أن قالت صفحة الشرطة المصرية، علي الـ "فيس بوك"، "إن اغتيال النقيب محمد أبو شقرة، الضابط بمكافحة الإرهاب الدولي بسيناء، وفي ذلك التوقيت أثناء مشاركته بإحدي العمليات السرية للجهاز يضع العديد من علامات الإستفهام، خصوصاً بعد إسناد العمليات الدائرة بسيناء إلي مجموعته القتالية ويكشف مدي الإختراق الذي وصلت إلية الأجهزة الأمنية بمصر فالأمر لم يقتصرعلي كشف شخصية أبو شقرة وخط سيرة بل وصل إلي كشف الكود السري له وهو "حازم" ما يعد فضيحة. .. الصفحة أيضاً أوضحت أن الشهيد النقيب محمد أبو شقرة، شارك بالعديد من المهام والعمليات خارج أراضي الوطن والتي تمت جميعها بنجاح فائق تشهد به الأجهزة الأمنية العالمية والمحلية، مضيفة أنه أصيب 3 مرات أثناء فترة خدمته بقطاع الإرهاب الدولي وجميع الوقائع تمت بسرية تامة خارج حدود الوطن فكيف انكشف في سيناء ؟

المشهد الكاشف

ليس ثمة ما يشكك في خطورة استشهاد الضابط أبو شقرة سواء ذكره الرئيس في خطابة الغاضب في مؤتمر عن الأمن المائي أم لا ولكن جنازته نفسها كانت كاشفة لحالة الغضب الذي تسود زملاؤه وأهله في توقيت بالغ الحرج حيث لم يتمكن وزير الداخلية من السير في الجنازة بسبب انفعال المشيعين، الذين رددوا العديد من الهتافات المطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي رئيس الجمهورية.

تحقيق

في مثل هذه الأحداث إعتاد النظام أن يخفف بمراهم منتهية الصلاحية كالحديث عن عن صدور أمر بفتح تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الحادث وتكليف الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بسرعة كشف هوية المتورطين في العمل الإجرامي وهي مراهم لا يري الناس لها أثر علي الداء ولا تلطيف للحروق الملتهبة علي جسد وطن كل يوم له جنازة وميت يشيعه .

صحيح أن الأجهزة الأمنية المعنية منذ وقوع الحادث تواصل إجراءات التحري عن الواقعة، والإستماع لأقوال شهود العيان، وتشكيل فريق بحث لجمع المعلومات عن الحادث وتتبع المسلحين مرتكبي الجريمة لكشف هويتهم وتقديمهم للنيابة ولكن الناس لديهم شعور كبير بأن كل هذا ينتهي إلي لا شيء كما حدث في مقتل جنود رفح وفي اختطاف جنود وضباط من قبل دون معرفة أو ضبط الجناة خاصة وأن أجهزة الأمن نفسها تعترف بأن الجناة مجهولون أعدوا كمينا خلف إحدي البنايات"، و أطلقوا الرصاص علي الضابط فأردوه قتيلا ثم "لاذوا بالفرار بعد سرقة سيارة خاصة بجهاز الأمن الوطني".

مهمة

بحسب مصادر موثقة فإن الضابط الشهيد كان ضمن فريق أمني يقوم بمهمة في سيناء للبحث عن المتهمين بخطف جنود مصريين الشهر الماضي.

وكان يعمل في إدارة مكافحة الإرهاب الدولي التابعة لجهاز الأمن الوطني - أمن الدولة سابقاً - ، و كان مسئولا عن جمع المعلومات.

و كان الضابط يقود سيارة خاصة بجهاز الأمن الوطني بشارع رئيسي في مدينة العريش، قبل أن يتعرض للهجوم المسلح الذي كان فيما يبدو يستهدف اختطافه لكنه أسفر عن مقتله بعد تصديه للإرهابين والدخول في مواجهة غير متكافئة معهم خاصة وأنه لم يتوقع تسريب معلومات لهم عن تحركاته ولم يكن بالتالي لدية الاحتياطات الكافية للمواجهة لكنه استشهد ببسالة وشجاعة تستحق الزغرودة التي أطلقتها والدته في الجنازة الملتهبة لتنزل علي المشاركين المشتعلين غضباً برداً وسلاما .