النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

عبد القادر شهيب:

يجب وقف الدعم المعنوية الذي تقدمه الحكومة لجماعات اللفية الجهادية

عبد القادر شهيب
عزة الراوي -

حول عملية اختطاف الجنود المصريين في سيناء قال الكاتب الصحفي الكبير عبدالقادر شهيب: أعتقد أن المشكلة الأساسية ليست في اختطاف الجنود السبعة ، و لكن المشكلة في وجود الجماعات الإرهابية و استيطانها في سيناء ، فهي تختفي و تعمل فيها و تسلحت هناك بقوة ، في الوقت الذي تجد فيه نوع من المساندة والدعم من خارج سيناء ، من خلال أنفاق موجودة بين سيناء و غزة.

أيضاً هناك المساندة المعنوية من تيارات السلفية الجهادية ، فأصبح وجود هذه الجماعات حقيقة علي الأرض ، فهي تجاهر بأفكارها و تعتبر أفكارها أمراً طبيعياً و مشروع ، و تفكر هذه الجماعات في التوسع و الانتشار في جميع الأراضي المصرية.

و لعل في هذا الأمر وجدنا أيمن الظواهري منذ فترة قدم مساندة قوية للحكم في مصر ، و عندما وجد أن الحكم لم يتوافق معه وجه "الظواهري" انتقاداً شديداً للحكم في مصر.

و يتابع "شهيب" كلامه قائلاً: دعني أقول لك إن وجود تنظيم القاعدة في مصر لم يكن مفاجأة ، و ما رأيناه من رفع الأعلام السوداء (أعلام القاعدة) في ميدان التحرير و العباسية و أمام مدينة الإنتاج الإعلامي و أمام أسوار السفارة الأمريكية ، و مؤخراً أمام مبني جهاز الأمن الوطني .. كل هذا نتيجة طبيعية ؛لأن تنظيم القاعدة كان موجوداً في مصر ، و كل ما كنا نسمعه أيام حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق من أن تنظيم القاعدة ليس له وجود في مصر ، فهذا كان كلاما فارغاً ، فالتنظيم كان له عناصره في مصر أيام "مبارك" ، و لكن كل ما حدث اليوم أنها ظهرت و تجاهر بوجودها و أعمالها بعد الثورة و في ظل نظام يوفر لها الحماية.

و المراقب اليوم لوجود هذه التنظيمات الجهادية في ما يعرف بدول الربيع العربي مثل مصر و تونس و ليبيا و اليمن و كذلك في مالي فسوف يلحظ أنه مع خروج الأمريكان من أفغانستان فيسهلوا خروج هذه التنظيمات من أفغانستان ليتم تفريغها إلي منطقتنا ، و هذا ما نجنيه الآن من تلك الجماعات.

و لأننا أهملنا سيناء تنموياً و أمنياً فكان وجود هذه الجماعات أمراً عطبيعياً ، و هو ما ساعد علي خطف الجنود في سيناء ، و للأسف تم خطفهم علي أرض وطنهم ، فلم يكونوا في حالة حرب ، و لكن هذه التنظيمات التي قامت بخطف الجنود تحظي بدعم لوجيستي ، و ما يؤكد هذا الكلام عمليات اقتحام السجون المصرية في يومي 28 و 29 يناير 2011 في الثورة ، ففي النهاية من اقتحموا هذه السجون و فتحوها وجدوا دعم لوجستي من الداخل.

و عن التصدي لهذه الجماعات يقول "شهيب" : يتطلب الأمر عدة أشياء و هي:

أولاً :الحصول علي معلومات كافية و عن عددهم.

ثانياً: تجفيف منابع التمويل لهذه الجماعات.

ثالثاً : وقف إمدادهم بالسلاح و محاصرتهم اجتماعياً من أهالي سيناء.

رابعاً : وقف الدعم المعنوي الذي تقدمه الحكومة للجماعات السلفية (الجهادية ، حيث يتم استضافتهم في إعلام الدولة وفي القصر الجمهوري و أخذ رأيهم و مشورتهم في أمور الدولة.

فيجب اتخاذ جميع هذه الإجراءات خاصة و أن نظام الحكم الحالي قدم نفسه علي أنه الجهة المعتدلة في تيارات الإسلام السياسي.

و عن دعم نظام الحكم لهذه الجماعات يري "شهيب" أنه شيء طبيعي أن تكون هذه الجماعات هي حائط الصد له في مواجهة المعارضة التي يلقاها من القوي المدنية ، فهذه الجماعات هم الذين يدعمونه و يرحبوا به و يدافعوا عنه كلما احتاج الدفاع ، ففي كل المظاهرات التي يدعو إليها "الإخوان" نجد أن هذه الجماعات هي التي تساعد "الإخوان" في أن تكون قوة عددية لملأ الميادين و أماكن التظاهرات ، ناهيك عن أن كل هذه الجماعات خرجت من رحم جماعة الإخوان المسلمين و منها "الجماعة الإسلامية" و "الجهاد" ، بل أن "الإخوان" قامت بجهود مضنية للتواصل مع هاتين الجماعتين تحديداً ، و لم يحدث عنها أي نزاع سوي في بعض محافظات الصعيد و كان بهدف السيطرة علي المساجد.

و لعل في هذا المقام أذكر لك أن من يدير "الجماعة" هو محمود عزت و ليس خيرت الشاطر كما يتصور البعض ، فمحمود عزت يدير الجماعة بمساعدة خيرت الشاطر.

و عن تفاوض الجيش مع الخاطفين يري "شهيب" أن التفاوض يلزمه أن تكون علي علم بمكان المخطوفين ، فالإخوان أنكروا و السلفيين أنكروا ، أيضاً و أنت تقوم بعملية التطهير من الممكن وقوع ضحايا و أن تضع طعما في المفاوضات ليبلعه الطرف الآخر حتي تنجح في مهمتك و تقوم بتحرير المخطوفين.

و عن الشريط الذي تم بثه أكد "شهيب" أنه صحيح خاصة و أنه تم التعرف علي أحد المخطوفين من والديه و مستحيل أن يخطئا في معرفة ابنهما ، علاوة علي أن هذه الطريقة التي تم بها عرض الشريط تؤكد أن الخاطفين و مسجلي الشريط علي درجة كبيرة من المهارة و التدريب و أنها تنظيمات محترفة. فقد ان الاوان للهيمنة الأمنية الحقيقية علي سيناء بشكل كامل ، فلن تستطيع فعل أي شيء في سيناء إلا إذا سيطرت أمنياً بشكل كامل مع مقاومة سياسية كاملة ، و لنا تجربة ناجحة في مقاومة الإرهاب في الفترة من منتصف الثمانينيات حتي أواخر التسعينيات.