كواليس أخطر عملية للتجسس على ملايين المصريين
هاكرز إسرائيلي يستهدف إختراق هواتف المصريين ببرمجيات تجسس متقدمة

«تنظيم الاتصالات»: يقظة الدولة وأجهزتها المختصة هي خط الدفاع الأول
شهدت الأيام القليلة الماضية الكشف عن أخطر شبكة للتجسس على هواتف ملايين المصريين، وكواليس خطيرة حول تفاصيل الهجمة السيبرانية الإسرائيلية الشرسة التي استهدفت اختراق مستخدمي الهواتف الذكية في مصر وبعض الدول العربية وأكثر من 150 دولة حول العالم، يقف ورائها هاكرز إسرائيلي، إلا أن أجهزة الدولة المصرية كانت لها بالمرصاد وفى مقدمتها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، لتثبت أجهزة الدولة المصرية أن حماية بيانات المصريين من الاختراق هي خط الدفاع الأول للتصدي للكيان الإسرائيلي.
هجمة سيبرانية إسرائيلية
الهجمات أطلقتها شركة «إنتلكسيا» الإسرائيلية إحدى الشركات التقنية التابعة للكيان الصهيوني استهدفت اختراق هواتف الملايين في مصر وبعض دول العالم، وعلي إثرها أرسلت شركتا «أبل» و«جوجل» تحذيرات عاجلة لمستخدمين حول العالم من هذه الهجمات الإلكترونية مؤكدة أنها مدعومة من حكومات في دول ما، وأوضحت «أبل» أن الاستهداف يتم بسبب هوية الأشخاص أو نشاطهم، أما «جوجل» فأرجعت الهجمات إلى برنامج التجسس « Predator » التابع لشركة «إنتيلكسا» الإسرائيلية، رغم خضوعها لعقوبات أميركية، وقالت إن محاولات الاختراق شملت أكثر من 150 دولة، بينها مصر والسعودية، وسط اتساع النطاق الجغرافي وتزامن التحذيرات بين شركتين كبيرتين، ما يعزز القلق من توسع نشاط شركات التجسس بلا رقابة قانونية فعالة.

برمجيات تجسس متقدمة
من جانبه كشف الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الامن السيبراني والجريمة الالكترونية ، أن الهجمات الإلكترونية التي نفذتها شركة «إنتلكسيا» الإسرائيلية على الهواتف المحمولة في مصر وبعض الدول العربية والعالمية تؤكد وجود منظومة تجسس تجارية متكاملة يمكنها استهداف أي مستخدم يمتلك هاتفا ذكيا وليس فقط شخصيات حساسة، مرجعا ذلك الي الطريقة التي تتم بها الهجمات لاختراق الهواتف المحمولة عبر الإعلانات والتي تجعل من أي هاتف ذكي هدفا للاختراق.
أساليب اختراق متقدمة
وأكد «رمضان» في تصريحات خاصة لـ «النهار» أن عملية التجسس الإسرائيلية على هواتف ملايين المصريين تتم باستخدام أساليب اختراق متقدمة تعتمد على ثغرات صفرية Zero-Day وتوزيع برمجيات تجسس عبر إعلانات الإنترنت، والتي تكمن خطورتها في اختراق الهواتف دون أن يقوم المستخدم بفتح أي ملف أو الدخول على أي رابط.
التجسس على هواتف المصريين
وقال «رمضان»: "بمجرد تحميل الإعلان دون الضغط عليه تفعل ثغرة في المتصفح أو مكون من النظام، تسمح بإسقاط حمولات تجسسية خفيفة، ثم تحميل مكون Predator الكامل، كما "يقوم Predator بالوصول الكامل إلى الكاميرا والميكروفون، وقراءة رسائل «واتساب» و «تيليجرام» حتى لو كانت مشفرة، كما يحصل برنامج Predator على صلاحية استخراج الصور، الملفات، جهات الاتصال، والموقع الجغرافي، بالإضافة الي التحكم في النظام، وتنزيل حزم جديدة دون علم المستخدم، واعتراض المكالمات وتسجيلها في الخلفية فصلا عن تجاوز البرنامج خصائص الأمان التقليدية في iOS وAndroid."".
كشف عمليات الاختراق
وطالب مستشار الجريمة الإلكترونية والامن السيبراني المستخدمين بتفعيل أدوات الحماية، لمنع الإعلانات الخبيثة التي قد تحتوي على أبواب خلفية للاختراق باستخدام مانع إعلانات موثوق مثل «Ad-Blocker»، وتحديث الهاتف والتطبيقات باستمرار، إذ تغلق التحديثات الثغرات التي تعتمد عليها أنظمة التجسس مثل«Predator»، وكذلك استخدام تطبيقات حماية متقدمة لكشف النشاط المشبوه في الاختراق، بالإضافة إلى ضرورة التوعية بعدم الضغط على الروابط المشبوهة لأنه حتى مع تطور الهجمات الصفرية، الا أنه يبقى الضغط على هذه الروابط أسلوبا شائعا للهجمات الخبيثة.
تحديث نظام التشغيل
ونصح الخبير التكنولوجي المستخدمين بإعادة تشغيل الهاتف بشكل يومي، مؤكدا أن عملية إيقاف الهاتف وتشغيلهRestart» » والتي قد توقف حمولة التجسس المؤقتة لدى بعض الأنواع، والاعتماد على متصفحات آمنة محدثة مثل Chrome، Firefox، أو Safari بعد آخر تحديث، بجانب ضرورة تحديث نظام التشغيل فور وصول أي Patch أمني، لافتا الي أن الوقاية الرقمية ضرورة لا تقل أهمية عن أي شكل من أشكال الأمن الشخصي.
وشدد «محسن» على ضرورة تطوير آليات حماية متقدمة على مستوي المستخدم والدولة خاصة في ظل استمرار تطوير برمجيات التجسس التي تعتمد على ثغرات صفرية Zero-Day مثل Predator، والتي يصعب تفاديها بالطرق التقليدية.

يقظة أجهزة الدولة
وفى السياق ذاته كشف مصدر مطلع بالجهاز القومي لتنظيم للاتصالات أن يقظة أجهزة الدولة المصرية هي خط الدفاع الأول ضد أي هجمات إلكترونية، مؤكدا أن مصر تمتلك قدرات قوية ومتقدمة في مجال الأمن السيبراني، وتعد من الدول المصنفة عالمياً بامتلاكها جهات قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا النوع من التهديدات والبرمجيات الخبيثة.
وقال:" هناك فرق لرصد الهجمات الالكترونية التي تستهدف الهواتف المحمولة تعمل على مدار الساعة لمتابعة أي تغير في مستوى المخاطر، والتدخل الفوري عند ملاحظة ارتفاع في حجم هذه الهجمات، كما أن فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يرصد أي زيادة ملحوظة في مستوى الخطورة، ويتم إصدار بيان رسمي لتوعية المواطنين ورفع درجة الاستعداد، لتعزيز الأمن الرقمي وحماية الأفراد والمؤسسات".

