النهار
جريدة النهار المصرية

تكنولوجيا وانترنت

أول صدمة للمصريين في 2026 ..زيادة مُرتقبة في أسعار الهواتف المحمولة

هند شاهين -

يبدو أن عام 2026 سيحمل في طياته الكثير من التحديات التي ستواجه صناعة الهواتف الذكية، حيث يشهد سوق المحمول في مصر حالة من الترقب وسط تحذيرات عالمية بشأن ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة بسبب ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة، والتي تعد مكون أساسي في هذه الهواتف نتيجة لانخفاض انتاجها واتجاه الشركات المصنعة الي التركيز على تصنيع الشرائح المتقدمة اللازمة لتلبية الطلب الكبير على الذكاء الاصطناعي حيث أدت الطفرة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي خلال الفترة الأخيرة الي استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من شرائح الذاكرة والتي تحقق ارباحاً أعلي لهذه الشركات، وهو ما ينذر بأزمة في صناعة الهواتف المحمولة بحلول عام 2026 الذي يفصلنا عن بدايته أيام قليلة .

موجة ارتفاع كبيرة

وأكد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن هناك موجة ارتفاع كبيرة قادمة في أسعار الهواتف الذكية بسبب ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة والتي تعد مكون أساسي في الهواتف المحمولة مثل ذاكرة RAM وذاكرة التخزين NAND والمسؤولة عن سرعة الأداء، تخزين البيانات، وتشغيل التطبيقات.

احتكار ونقص الإنتاج

وأرجع الخبراء ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة المستخدمة في الهواتف الذكية إلى النقص في سلال الامداد التي تقتصر على عدد محدود من الشركات التكنولوجية التي تحتكر هذه الصناعة والتي قللت الإنتاج المطلوب من شرائح الذاكرة الخاصة بالهواتف الذكية في مقابل زيادة تصنيع شرائح الذاكرة الأكثر تطوراً الخاصة بالذكاء الاصطناعي حيث تسعي هذه الشركات لتلبية أكبر قدر ممكن من طلبات الذكاء الاصطناعي نظراً للعائد الربحي المجزي لها خاصة وأن شركات الذكاء الاصطناعي مستعدة لدفع أعلى الأسعار للحصول على هذه الشرائح المتطورة.

شرائح أكثر تطوراً

كما أوضح الخبراء أنه مع توسع تطبيقات الذكاء الاصطناعي وارتفاع متطلبات تشغيل الألعاب والكاميرات، زادت الشركات المصنعة للهواتف الذكية من اعتمادها على شرائح ذاكرة أكثر تطوراً بساعات تخزين عالية مثل الذاكرة RAM»» بسعة تخزين 12 و16 جيجابايت بدلًا من 6 و8 سابقًا، وشرائح الذاكرة NAND» بحجم 256 أو 512 جيجابايت بدلًا من 64 و128، وكلما كانت الشرائح أكثر تطور زادت تكلفة انتاجها بالتالي زادت أسعارها.

ارتفاع أسعار المحمول

وكشف الخبراء أن سوق الهواتف المصري سيتأثر بموجة الارتفاع القادمة في أسعار الهواتف الذكية التي سيشهدها العالم والتي ستنعكس بشكل مباشر على المستهلك خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الشحن وتغير سعر الصرف.

وفي هذا السياق أكد المهندس وليد حجاج، الخبير التكنولوجي وعضو الهيئة الاستشارية العليا للامن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات أن صناعة الهواتف الذكية تواجه تحدياً جدياً يتمثل في نقص حاد متوقع في شرائح الذاكرة خلال العام المقبل، وهو نقص يعود إلى ما وصفه بـ «تزاحم الأولويات» لدى شركات التكنولوجيا العملاقة والتي تعد المورد الرئيسي لشرائح الذاكرة في العالم، والتي جدت نفسها أمام منجم ذهب جديد يسمى «الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي» «HBM» وهي "وقود" خوادم الذكاء الاصطناعي التي تدير نماذج مثل "ChatGPT" وغيرها.

زيادة يتحملها المستهلك

وأوضح «حجاج» في تصريحات خاصة لـ «النهار» أنه مع قلة المعروض من شرائح الذاكرة DRAM وNAND التي تعتمد عليها الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية وارتفاع أسعارها سينعكس ذلك بالتبعية على أسعار الهواتف المحمولة وستصل تداعياتها إلى جيب المستهلك في مصر.

الهواتف الاقتصادية

وتوقع الخبير التكنولوجي، أن يشهد سوق المحمول تغييرات ملموسة في استراتيجيات تسعير وتصنيع الهواتف الذكية، بسبب ما وصفه بارتفاع أسعار شرائح الذاكرة والذي سيجبر شركات تصنيع الهواتف الذكية على رفع أسعارها، للحفاظ على هامش الربح، مؤكداً أن هواتف الفئة المتوسطة والاقتصادية ستكون هي أكثر الهواتف الذكية تأثراً فبدلاً من رفع السعر بشكل مباشر، قد تلجأ الشركات لتقليل المواصفات.

وتابع «حجاج» قائلاً:" المفترض أن تنتقل الهواتف معيارياً إلى سعات ذاكرة عشوائية "RAM"بحجم 16 أو 24 جيجابايت، لكن قد تضطر الشركات للاستمرار في طرح سعات 8 و12 جيجابايت لفترة أطول، أو تقليل سعات التخزين الداخلية في النسخ الأساسية."

وفي ذات السياق حذّرت شركة شاومي من ارتفاع أسعار الهواتف المحمولة خلال 2026، بعد أن ارتفعت أسعار شرائح الذاكرة مثل DRAM وNANDبنسب تخطت 30%، وأوضحت أن هذه الزيادة «غير قابلة للامتصاص» داخل هيكل التسعير، وسيتم تمرير جزء كبير منها إلى أسعار البيع النهائية.