النهار
جريدة النهار المصرية

تقارير ومتابعات

الدكتور خالد فهمي لـ النهار: صراعات المنطقة العسكرية تُهدد التعاون البيئي

حوار أمير أبو رفاعي -

في ظل التحديات البيئية المتصاعدة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتزامنًا مع اجتماعات مؤتمر الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية حماية بيئة البحر المتوسط من التلوث ( إتفاقية برشلونة) COP24 ، التي استضافتها مصر وتسلمت خلالها رئاسة المؤتمر لمدة عامين قادمين، كان حوارنا مع الدكتور خالد فهمي، المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا «سيداري»، للحديث عن دور المركز، ومستقبل البيئة البحرية، وتأثير الصراعات الإقليمية، وسيناريو غرق الإسكندرية.

أمير أبورفاعي

ما دلالة مشاركة «سيداري» في اجتماع اليوم؟

مشاركتنا ليست جديدة أبدًا؛ فنحن موجودون في اتفاقية برشلونة منذ بدايتها. «سيداري» كانت من أوائل المنظمات التي شاركت كمراقب، ولم نكن نكتفي بالمراقبة، بل نفذنا برامج ومشروعات عديدة على مدار أكثر من 30 عامًا.

وجودنا اليوم استمرار لدور أصيل نقوم به في المنطقة، سواء من خلال الدعم الفني أو تنفيذ المبادرات البيئية أو المشاركة في الاجتماعات الإقليمية والدولية، وآخرها حضورنا فعاليات في تركيا مؤخرًا.

هل يتراجع التلوث في البحر الأبيض المتوسط؟ وهل هناك تعاون فعلي بين دول الحوض؟

الوضع بيئيًا معقّد. البحر المتوسط شبه مغلق وتجدد مياهه بطيء للغاية، ومع زيادة التحضر والأنشطة على السواحل الشمالية والجنوبية، تظهر ضغوط جديدة باستمرار، يضاف إليها بالطبع تأثيرات التغير المناخي، لذلك لا يمكن القول إن التلوث يتراجع، بل إن طبيعة المشكلات تتغير وتتطلب خططًا محدثة باستمرار. العمل البيئي ليس نشاطًا مؤقتًا، بل هو جهد طويل المدى ومرن يتكيف مع ما يستجد من تحديات.

إلى أي مدى تؤثر الصراعات السياسية والعسكرية في المنطقة على العمل البيئي المشترك؟

التأثير كبير وواضح. التعاون الإقليمي يعتمد على وجود علاقات مستقرة بين الدول، وعندما ترتفع حدة الخلافات والتصعيد، يتراجع التعاون وتتعطل برامج كثيرة، والأمر لا يقتصر على صراعات المنطقة فقط، بل يتسع ليشمل الانقسامات الدولية الحالية، نحن نبتعد عن مناخ العولمة ونشهد ارتفاعًا في التعريفات الجمركية والتقسيمات الاقتصادية، و هذا ينعكس سلبًا على ملفات بيئية مهمة؛ فمثلًا لو لم تفرض تعريفات جمركية عالية على معدات الطاقة المتجددة الصينية، لكان التحول للطاقة النظيفة أسرع بكثير.

هل الإسكندرية مهددة بالغرق كما تردد في «COP26»؟

هذا الطرح ليس جديدًا، ولدينا سيناريوهات واضحة تعتمد على مدى ارتفاع درجة حرارة الأرض عالميًا، نعم، هناك سيناريوهات تشير إلى احتمالية غمر أجزاء من الإسكندرية ومناطق أخرى منخفضة في حوض المتوسط إذا استمرت مستويات الارتفاع الحالية، لكن الأمر مرتبط بمدى التزام العالم بخفض الانبعاثات وسرعة الاستجابة للتغير المناخي.

وهل لـ«سيداري» دور مباشر في حماية الإسكندرية من الغرق؟

لا، ليس لنا دور مباشر في حماية الإسكندرية، دور «سيداري» يتركز في الاستشارات الفنية، والدعم العلمي، وتنفيذ مشروعات إقليمية، أما الأعمال المرتبطة بالبنية التحتية أو الحماية الساحلية فليست ضمن اختصاصاتنا، ووزارة الري المصرية تقوم بمجهودات قوية في هذا الأمر لحماية الأسكندرية.