ردًا على استبدالها برجل.. وزيرة التضامن: «آية عبد الرحمن ليست مجرد صوت»

أكدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي على أن الدعوات المطالِبة باستبدال الإعلامية آية عبد الرحمن بـ«رجل» في تقديم برنامج «دولة التلاوة» تتجاهل تمامًا جوهر الدور المهني لمقدمة البرنامج ورسالة هذا العمل الإعلامي الرائد.
وقالت الوزيرة إن آية عبد الرحمن ليست مجرد مذيعة، بل واجهة ثقافية للبرنامج، وقد أثبتت خلال المواسم الماضية كفاءة مهنية استثنائية تجعلها الأنسب لقيادة هذا اللون المتخصص من البرامج الدينية والفنية.
وأوضحت الوزيرة أن التقييم ينبغي أن يعتمد على الكفاءة المهنية وحدها، لا على النوع الاجتماعي، مشيرةً إلى أن آية نجحت في تقديم محتوى ديني وشرعي دقيق بأسلوب رصين وهادئ، وهو ما انعكس في إشادات واسعة من الجمهور والمتخصصين.
وأضافت أن برنامج «دولة التلاوة» هو فورمات عالمي يعتمد على التحكيم الدقيق والإدارة الاحترافية للمراحل، وليس برنامج وعظ تقليدي، وهو ما يجعل وجود إعلامية متمكّنة مثل آية ضرورة لضمان التوازن بين هيبة القرآن الكريم وجاذبية التنافس. وقالت إن مقدمة البرنامج تمتلك القدرة على إدارة لحظات الترقب والمنافسة بحرفية عالية.
وأكدت وزيرة التضامن أن حضور إعلامية ناجحة في هذا النوع من البرامج يرسّخ قوة مصر الناعمة، ويؤكد أن المرأة المصرية والعربية شريك أصيل في الحفاظ على التراث الديني والثقافي، كاشفةً أن مصر تمتلك تاريخًا طويلًا من الريادة النسائية في الإعلام الديني.
واستشهدت الوزيرة بنماذج مضيئة مثل:
الدكتورة هاجر سعد الدين: أول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم وصاحبة برامج فقهية مؤثرة أبرزها «فقه المرأة».
الإعلامية كاريمان حمزة: رائدة البرامج الدينية التلفزيونية ومقدمة أكثر من 1500 حلقة من برنامج «الرضا والنور»، والتي استضافت كبار علماء الأمة، وعلى رأسهم الشيخ محمد متولي الشعراوي.
كما أشارت إلى التاريخ العريق لـ«الشيخات» المصريات في أوائل القرن العشرين، ومنهن الشيخة منيرة عبده والشيخة كريمة العدلية، اللتين سجلتا حضورًا قويًا في الإذاعات المحلية، إضافة إلى ما يُروى عن بدايات أم كلثوم حين كانت تستهل بعض سهراتها بتلاوات قرآنية، الأمر الذي يعكس تقدير المجتمع المصري لصوت المرأة المُجيدة للتلاوة.
وفي ضوء النجاح الذي حققه برنامج «دولة التلاوة»، دعت الوزيرة إلى فتح باب المنافسة أمام السيدات والفتيات عبر تخصيص مسار خاص لهن داخل المسابقة، مؤكدة أن هذا المقترح ليس مجرد دعوة لتكافؤ الفرص، بل استعادة لتراث أصيل رسّخته رائدات التلاوة في مصر. وقالت إن إشراك السيدات سيجعل البرنامج منصة شاملة لكل المواهب القرآنية، ويعزز حضور مصر التاريخي في فن التلاوة.
واختتمت الوزيرة تصريحها بالتأكيد أن استبعاد الكفاءات بسبب النوع هو خطوة إلى الوراء، موجهة الشكر إلى معالي وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري على اختياره المستنير لمقدمة البرنامج، بما يؤكد أن الكفاءة هي المعيار الوحيد لتصدر البرامج الدينية والثقافية الوطنية.

